منها “الكارت الأصفر”.. 4 مشاهد مبتذلة من فيلم “الشيوخ” الهابط

- ‎فيتقارير

شهدت مسرحية انتخابات مجلس شيوخ الانقلاب الكثير من المشاهد الهزلية، فالعزوف الشعبي الواسع عن هذا المشاركة في هذه الجريمة أجبر أجهزة السيسي الأمنية على العمل من أجل التغطية على هذه الفضيحة المدوية عبر تكثيف الحشود المصطنعة من عشرات النسوة اللأتي يرقصن طول النهار أمام بعض اللجان على أنغام الأغاني المؤيدة لقائد الانقلاب، مصحوبة بصوت الدي جي العالي جدا من أجل جذب المواطنين لهذه المسرحية المبتذلة. ويفسر البعض هذا الإجراء بأنه محاولة لإعلام الناس أن هناك انتخابات تجري فبدون هذه المشاهد الهابطة والنسوة الراقصات والصوت المزعج للدي جي لما علم الناس بمسرحية الانتخابات من الأساس.

ورصت تقارير إعلامية عدة مشاهد فاضحة من فيلم الانتخابات الهابط تدور حول الرشا الانتخابية وتوزيع كراتين الزيت والسكر من أجل دفع بعض الناس للمشاركة في هذا الفيلم الهابط.

4 مشاهد مبتذلة

المشهد الأول، رصد توزيع أنصار حزب "مستقبل وطن"، الذي تشرف عليه الأجهزة الأمنية، مبلغ 50 جنيهاً مع كارت أصفر دُوّن عليه "انزل شارك" في العاصمة القاهرة، مقابل تصويت المصريين في انتخابات مجلس الشيوخ، ، وسط مشاركة ضعيفة لانتخابات الغرفة الثانية للبرلمان، باعتبارها محسومة سلفاً لأعضاء قائمة "من أجل مصر"، المشكلة بمعرفة الأجهزة الأمنية. ووصل سعر شراء الصوت الانتخابي إلى 100 جنيه في بعض مناطق الصعيد، ويرتفع هذا المبلغ في اليوم الثاني للانتخاب (الأربعاء) إلى 200 جنيه، في حين استغل المرشحون حاجة الفقراء إلى المال، من خلال توفير احتياجاتهم المعيشية بالتزامن مع إجراء الانتخابات، أملاً في التصويت لصالحهم، وعدم مقاطعة المسرحية الانتخابية.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة "العربي الجديد" فإن داخلية الانقلاب سمحت بكل أنواع المخالفات الانتخابية التي يمثل بعضها جرائم تستوجب الغرامة والحبس، مثل وجود المرشحين وأنصارهم وممارستهم الدعاية الانتخابية في محيط اللجان. وحدث هذا مع جميع قيادات حزب "مستقبل وطن" والمرشحين البارزين ضمن القائمة الموحدة، ومنهم رجل الأعمال أحمد أبوهشيمة في بني سويف. فضلاً عن السماح بتوزيع مواد غذائية ووجبات باردة وساخنة على المواطنين لحثّهم على المشاركة في المناطق الفقيرة والريفية، بالقاهرة الكبرى والصعيد، في استمرار لما بدأته بالفعل لجان الدعاية الخاصة لـ"مستقبل وطن" في كل المناطق الريفية بالمحافظات تقريباً قبل التصويت بيومين.

المشهد الثاني، اعتمدت سلطات الانقلاب وأجهزته الأمنية التعتيم واصطناع الإقبال غير الحقيقي على صناديق الاقتراع، عنواناً عريضاً لتجاوزاتها في إدارة فعاليات وإجراءات اليوم الأول من مسرحية الانتخابات المبتذلة، حيث جرى اصطناع زفة من عشرات النسوة الراقصات أمام اللجان مع تشغيل دي جي عال الصوت بأغانٍ مؤيدة لرئيس الانقلاب من أجل التغطية على العزوف الشعبي الواسع لهذه المسرحية الهابطة.

ويأتي هذا السلوك هروباً من السخرية الحتمية من ضعف مشاركة المواطنين في هذا الاستحقاق الذي لا يكادون يعرفون عنه شيئاً، وسيسهم في تشكيل غرفة برلمانية ثانية بلا سلطات أو صلاحيات. وبدأت داخلية الانقلاب التي تدير بصورة شبه كاملة هذه المسرحية، في منع مراسلي وسائل الإعلام المحلية والأجنبية المعتمدة، بما في ذلك حائزو التصاريح الصادرة عن الهيئة الوطنية للانتخابات، من التواجد في محيط اللجان وداخلها، بشكل عام. كذلك تمّ غلق اللجان العامة على مستوى الجمهورية بالكامل، بعد إعدادها لوجستياً لمرحلة ما بعد الاقتراع وتجميع النتائج، وذلك لمنع التواصل بين وسائل الإعلام والقضاة المشرفين على الانتخابات، والذين يتمتعون باستقلالية نسبية عن الشرطة.

المشهد الثالث هو التركيز على 30 مجمعا انتخابيا فقط، حيث أرسلت أجهزة أمن الانقلاب منذ اليوم الأول قائمة محدودة بحوالي 30 لجنة ومجمعاً انتخابياً على مستوى القاهرة الكبرى وبعض المحافظات، إلى مديري القنوات الفضائية ووسائل الإعلام الموالية للسلطة، بحيث تقتصر التغطية على تلك اللجان دون غيرها. وتبين أنها لجان أولتها الداخلية عناية خاصة بسبب وجود بعض الوزراء والمسئولين السياسيين ضمن الناخبين فيها، كما تمّ حشد عشرات المواطنين من سكان المناطق المجاورة لتلك اللجان للرقص والاحتفال على أنغام الأغاني المؤيدة للسيسي حولها.

كما أقدمت إدارة الإعلام في وزارة الداخلية للمرة الأولى، على تصوير وإعداد وإرسال مقاطع جاهزة معدة احترافياً لبعض من تلك اللجان للعرض المستمر على الفضائيات، وبالتالي أصبحت تلك اللجان فقط هي المسموح بتغطيتها إعلاميا دون آلاف اللجان الأخرى التي بقيت فارغة دون مشاركة تذكر.

وقالت مصادر قضائية في الهيئة الوطنية للانتخابات، وغرفة عمليات نادي القضاة، إن نحو 40 في المائة من لجان المدن في محافظات وجه بحري والصعيد، لم يدخلها أكثر من 10 ناخبين حتى منتصف اليوم الانتخابي، واصفةً الاستحقاق الحالي بأنه "الأقل من نوعه منذ عهد الرئيس المخلوع الراحل حسني مبارك".

المشهد الرابع، جرى رصد ظاهرة التصويت الجماعي في لجان الشيخ زايد والمطرية والزيتون ووسط القاهرة بالعاصمة، وعدد كبير من لجان المحافظات، وعلى الرغم من التنبيه النظري على القضاة بعدم السماح بذلك. لكن زيادة عدد اللجان الفرعية عن عدد القضاة المشرفين وإيكال بعضها لإدارة الموظفين، سمح بتحول تلك المحاولات إلى ظاهرة.

وتميزت اللجان الانتخابية في محيط المناطق الصناعية التي بها مصانع خاصة أو عدد كبير من الشركات الحكومية بإقبال ملحوظ أكبر من باقي الدوائر، بسبب توجيه العاملين ونقلهم بواسطة عربات وحافلات للتصويت، مع إعطاء المصوتين نصف يوم إجازة والسماح لهم بالمغادرة لمنازلهم مبكراً. وحدث ذلك في دوائر حلوان والتبين والعاشر من رمضان وبني سويف ودمياط الجديدة وبورسعيد القريبة من التجمعات الصناعية.