أزمة سد النهضة.. العطش يدمر محاصيل الفلاحين في صعيد مصر

- ‎فيسوشيال

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لانهيار فلاح من مركز إسنا بمحافظة الأقصر بسبب قطع المياه عن أرضه منذ 20 يوما.

وقال المواطن في مقطع الفيديو إنه يستأجر يوميا 100 مزارع للعمل معه في أرضه وهؤلاء تم قطع أرزاقهم بعد جفاف المحصول بسبب نقص المياه. وأضاف أن مزرعته تبلغ مساحتها 50 فدانا وتكلفت مليوني جنيه وبعد جفاف المحصول "بيته اتخرب".

وفي السياق أقر رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بأن بلاده توجه تحديات مالية وفنية في بناء سد النهضة غير أنه تعهد بالتغلب عليها. وأضاف، في كلمة أمام مجلس النواب الإثيوبي، أن أعمال بناء سد النهضة تسير حاليا بشكل مستمر ويتطلب الأمر متابعته بصورة أكبر وأدق لإكمال العمل. وأوضح أن سد النهضة مشروع عملاق لا يمكن تحقيقه بالرغبة والإرادة فحسب وإنما يحتاج إلى المراقبة من قبل البرلمان والمساعدة من الجميع.

بدوره قال الدكتور عبدالتواب بركات، الخبير الزراعي، إن نظام الانقلاب مطالب بالتمسك بحقوق الشعب المصري المائية الثابتة جغرافيا وتاريخيا منذ ملايين السنين، مضيفا أن الحديث عن تدوير المياه ورفع كفاءة استخدامها لا قيمة له في ظل جفاف المورد الرئيسي الذي تعتمد عليه مصر.

وأضاف بركات في مداخلة هاتفية لبرنامج المسائية على قناة الجزيرة مباشر أن مصر مهددة بالحرمان من حصتها المائية وكل مليار متر مكعب عجز في حصة مصر سيكون له تأثير مباشر على كل مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في مصر. وأوضح أن مصر دولة صحراوية ومناخها صحراوي وتعتمد كلية على مياه النيل وبالتالي فإن سد النهضة يهدد كل مناحي الحياة في مصر، مضيفا أن كل وسائل الترشيد التي اتبعتها حكومة الانقلاب لن تجدي نفعا.

وأشار إلى أن استمرار نظام الانقلاب في مفاوضات عبثية لتسع سنوات وهو يدرك أن إثيوبيا غير جادة في مفاوضاتها وكل الخبراء أجمعوا على أن إثيوبيا لن تعطي مصر قطرة مياه واحدة إذا واصلت استسلامها وتفريطها في حقوقها المائية. وتوقع بركات تناقص حصة مصر المائية خلال السنوات المقبلة، مضيفا أن الـ 5 مليارات التي حجزتها إثيوبيا في خزان السد من حصة مصر المائية وكان يفترض بمصر زراعة 1.7 مليون فدان من الأرز والىن مصر تزرع 750 فدانا فقط وتستورد 850 ألف طن بعد ان كانت تصدر مليون طن سنويا بقيمة مليار دولار.

بدوره قال الدكتور علاء عبدالحليم، الخبير الاقتصادي، إن حكومة السيسي تتحرك في اتجاهين لمواجهة نقص المياه الأول استمرار المفاوضات مع إثيوبيا وتقليل الزراعات المستهلكة للمياه مثل الأرز والموز والحد من البخر واستخدام أساليب ري جديدة بديلة للري بالغمر لأن الحصة المصرية لن تستطيع حتى بدون تأثيرات سد النهضة الوفاء باحتياجات المواطنين خاصة في ظل توقعات بوصول عدد سكان مصر إلى 160 مليون نسمة بحلول عام 2040.

وأضاف عبدالحليم، في مداخلة هاتفية للجزيرة مباشر، أن الحفاظ على حصة مصر المائية مسألة حياة أو موت ولابد بعد توقيع اتفاقية سد النهضة من ترشيد المياه من خلال تبطين الترع وتقليل الفاقد من المياه.