ألاعيب انقلابية.. هيئة قناة السويس: نخسر بالدولار ولكن نكسب بالجنيه!

- ‎فيتقارير

على الرغم من أن البيانات الرسمية التى أصدرتها هيئة قناة السويس في الشهور الثلاثة الأخيرة؛ أغسطس وسبتمبر وأكتوبر، تؤكد تراجع إيرادات القناة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي إلا أن تصريحات رئيس الهيئة الفريق مهاب مميش وأعضاء مجلس إدارتها تؤكد أن إيرادات القناة لم تتراجع بل زادت!!

لغز يحتاج إلى الفَهْم
هو إذن لغز يحتاج إلى الفهم؛ لأنه يبدو عصيًّا على الفهم، ولكن ألاعيب الانقلاب "شيطانية" شديدة الخبث والمكر والخداع ، ويملكون قدرة فائقة على قلب الحقائق وطمس الأدلة والبراهين، والقسم بأغلظ الأيمان إنهم لصادقون مخلصون محبون للوطن رغم جرائمهم التى تفوق كل حد.

في يوم السبت الماضي فاجأت بوابة "اليوم السابع" الجميع بنشر تصريحات خاصة للفريق مميش يؤكد فيه عدم تراجع إيرادات القناة ويقول نصًّا: «متصدقوش الكلام اللى بيتقال.. وهتسمعوا أخبار حلوة فى نهاية السنة عن الإيرادات».

وأضاف "مميش" أنه لا يوجد تخوفات من ارتفاع سعر الدولار»، موضحًا أن شركة قناة السويس تتعامل مع البنك المركزى، وتحول بالمصرى، والفائدة تكون أكثر بعد ارتفاع سعر الدولار، قائلا :"بالتالى ارتفاع الدولار بيكسبنا فى قناة السويس"!!.

تفسير التصريحات
التصريحات التي أطلقها مميش السبت الماضي تحتاج إلى تفسير، ولم تدم الفترة طويلا حتى خرج اليوم الأربعاء محمود رزق -عضو مجلس إدارة هيئة القناة- مفسرا هذه التصريحات المثيرة بقوله "إن إيرادات القناة خلال الثلاثة أشهر الماضية (أغسطس وسبتمبر وأكتوبر الماضي) منذ بدء تشغيل مجرى القناة الجديدة بلغت 1.4 مليار دولار بما يعادل 10.5 مليارات جنيه مصري -بالعملة المحلية- بزيادة بنحو 114 مليون جنيه عن إيرادات الفترة نفسها من العام الماضي.

جاءت تصريحات رزق، اليوم الأربعاء، ردًا على أسئلة الصحفيين حول تراجع إيرادات قناة السويس بالعملة الأجنبية.

وأضاف أن "المشروعات الضخمة العائد منها يتم حسابه على مدار عمر المشروع، ومن المخطئ متابعة الإيرادات شهريًا وغير منطقي، ولا يوجد مكان في العالم يتابع إيرادات مشروع كبير بهذا الشكل بصفة شهرية"، مضيفا "أن القناة حققت إيرادات بلغت خلال الـ10 أشهر الماضية 4.30 مليارات دولار بما يعادل 32.9 مليار جنيه،
إذن خلاصة تصريحات القناة للمصريين "اطمئنوا.. نحن نخسر بالدولار ولكن نكسب بالجنيه"؛ لأن الجنيه قيمته تراجعت أمام الدولار، وبذلك الدولار الذي كانت تستبدله الهيئة بـ7 جنيهات منذ عام باتت تستبدله اليوم بـ8 جنيهات، وبذلك زادت إيرادات القناة عن العام الماضي بالجنيه، على الرغم من أنها تراجعت بالدولار!!

الاستيراد بالدولار لا بالجنيه
هو إذن تفسير مقنع شديد المكر والدهاء؛ إيرادات القناة تراجعت بالدولار ولكن زادت بالجنيه؛ لأن قيمة الجنبيه في عهد الجنرالات بات في الحضيض وقابل للانخفاض أكثر وأكثر، وكلما انخفض زادت إيرادات القناة بالجنيه رغم تراجعها الكبير بالدولار؛ وهو العملة العالمية التي يتم استيراد السلع على أساسها.

هل فات جهابزة الهيئة وجنرالاتها أن الدولة تستورد بالدولار لا بالجنيه؟ بما يعنى أن حديثهم الملفق شديد الخداع ولا قيمة له على مستوى استيراد السلع، وأن مِصْر لا تحتاج إلى الجنيه لأنها قادرة على طبع المليارات منه حتى دون غطاء نقدي أو ذهبي، فيما تجد صعوبة شديدة في الحصول على الدولار!! وأن التراجع في الدولار يفاقم الأزمة التى تمر بها البلاد؟؟

هذه التصريحات تكشف بعمق حجم الأزمة التى تعاني منها مِصْر في ظل حكم العسكر الذي يقوم على الهمبكة والفهلوة و"بيع المية في حارة السقايين"، كما يقول المثل الشعبي.

وأظهرت بيانات صادرة عن هيئة قناة السويس، نُشرت على موقع رئاسة الحكومة المِصْرية يوم 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أن إيرادات القناة بلغت الشهر الماضي 449.2 مليون دولار، بتراجع 6.7% عن أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي 2014، التي بلغت 482.3 مليون دولار.

وذكرت الهيئة أن عدد السفن المارة بالقناة تراجع أيضا ليسجل 1500 سفينة، مقابل 1558 سفينة خلال الفترة نفسها من العام الماضي، بانخفاض بلغت نسبته 3.7%.

وكانت إيرادات القناة قد بلغت خلال سبتمبر/أيلول 448.8 مليون دولار، بتراجع بنسبة 4.6%، قياسًا مع إيرادات الشهر نفسه من 2014، التي وصلت إلى 469.7 مليون دولار. كما أنهت أغسطس/آب الماضي بهبوط 9.4%، حيث لم تتجاوز 462.1 مليون دولار.