إرهاب ممنهج.. هل يدير السيسي حربًا بالوكالة في سيناء؟

- ‎فيتقارير

أعلن الجيش المصري عن مقتل وإصابة 5 عسكريين والقضاء على 19 مسلحا في شمال سيناء، جاء ذلك في بيان متلفز نقلته الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري العقيد تامر الرفاعي على موقع فيس بوك.

وأوضح البيان كذلك سير العمليات خلال الأيام الأخيرة في شمال سيناء من دون تقديم تاريخ معين لها، وذكر أن قوات الجيش قامت بعمليتين شمال سيناء أسفرتا عن مقتل 3 أفراد شديدي الخطورة، على حد تعبيره. وقال إن القوات الجوية نفذت غارات نتج عنها مقتل 16 عنصرا، وأضاف الرفاعي أن نتيجة الأعمال استشهاد وإصابة ضابطين وضابط صف وجنديين، وذلك دون تفاصيل.

إرهاب ممنهج

الدكتور عصام عبد الشافي، أستاذ العلوم السياسية، رأى أن الحوادث والأزمات التي تشهدها سيناء تعددت خلال السنوات العشر الماضية، ولكن تفاقمت الأخطار بعد انقلاب 2013، وما يمكن تأكيده أن هناك إرهابا ممنهجا ومخططا يمارس في شبه جزيرة سيناء يقف خلفه نظام الانقلاب.

وأضاف عبد الشافي، في مداخلة هاتفية لبرنامج "المسائية" على قناة "الجزيرة مباشر"، أن هناك جماعات مسلحة مدعومة خارجيًا تقف خلفها إسرائيل من ناحية، والإمارات عبر بوابة محمد دحلان من ناحية أخرى، مضيفا أن النظام في مصر اتجه في مرحلة من المراحل في شبه جزيرة سيناء إلى تطبيق ما يسمى بنموذج الصحوات في العراق، من خلال دعم بعض القبائل على حساب البعض الآخر، وحشد بعض القبائل في مواجهة الآخر، وتجنيد عدد من المرتزقة من بعض القبائل للقيام بعمليات ضد بعضها الآخر، وبالتالي يستمر مسلسل نزيف الدماء.

وأوضح أن الجيش هو المسئول الأول والأخير عن كل قطرة رمل في شبه جزيرة سيناء منذ توقيع اتفاقية السلام مع الكيان الصهيوني عام 1978، ولكن للأسف ليس من أجل الحفاظ على هذه الرمال والحفاظ على مكانتها، ولكن من أجل الاستثمار فيها والتجارة بها واستخدامها كورقة من أوراق المساومات الخارجية وإدارة الملفات الخارجية.

مصلحة الكيان الصهيوني

وأشار الدكتور عصام عبد الشافي إلى أن ما تشهده شبه جزيرة سيناء ليس بعيدا عن التنسيق الأمني بين النظام الحاكم في مصر والكيان الصهيوني، خلال السنوات الست الماضية، وليس بعيدا عن الدور الذي تقوم به الولايات المتحدة في مصر عبر قوات حفظ السلام، وحرصها الدائم والمستمر على عدم الاقتراب بأي حال من الأحوال من المساعدات الأمنية والعسكرية التي تقدمها للجيش في مصر، وخاصة ما يتعلق منها بشبه جزيرة سيناء.

ولفت إلى أن تورط الجيش في مستنقع الإرهاب في سيناء له أكثر من هدف، منها أن النظام العسكري ليس معنيا بالأساس بأمن الوطن وليس معنيا بالدفاع عن أراضيه؛ بدليل تفريطه في جزيرتي تيران وصنافير، وأن النظام العسكري في مصر يشكل حليفا استراتيجيا للكيان الصهيوني، والعديد من الممارسات التي قام بها خلال السنوات السبع الماضية تصب في مصلحة الكيان والحفاظ على أمنه واستقراره؛ بدليل مشاركة قوات من الكيان وطائرات بدون طيار في عشرات العمليات الأمنية والعسكرية في شبه جزيرة سيناء.

ورقة للضغط الخارجي

ونوه عبد الشافي إلى أن النظام يستخدم هذه الورقة كنوع من أنواع الفزاعات في إدارة علاقاته الخارجية لاستمرار الحصول على الدعم الخارجي، سواء كان الدعم أسلحة أو دعما ماديا واقتصاديا، كما أن النظام يستفيد من هذه الورقة في تحقيق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية، من بينها أن هناك ما يسمى بصفقة القرن، حيث يُعد النظام العسكري شريكا رئيسًا فيها، ولن يتم تمرير هذه الصفقة وفق المخطط له دون مشاركة حقيقية وفاعلة من النظام العسكري، ولن يتم تمريرها إلا على حساب التنازل أو تبادل مساحات من أراضي شبه جزيرة سيناء، وبالتالي حتى يتم التخلص من كل هذه الإشكاليات والقلق الذي تسببه شبه جزيرة سيناء للنظام يتم ترتيب الأمور فيها حتى عندما يتم التنازل عن بعض الأجزاء أو عقد صفقات أو القيام بتنفيذ بعض مشروعات لصالح الغير يكون هناك المبرر الأمني الذي سيستخدمه النظام كخطاب للاستهلاك المحلي في الداخل.

وأوضح الباحث السياسي أن نظام الانقلاب لا يعنيه الداخل بالأساس، ولكن يعنيه الخطاب الخارجي، فالنظام يراهن على مجموعة من الشخصيات الفاعلة في النظم السياسية الخارجية مثل محمد بن زايد، ودونالد ترامب، ومحمد بن سلمان، وهؤلاء شركاء في وضع هذه الخطط والسيناريوهات.