إعلام الانقلاب والمجازر السورية.. لا فرق بين المجرمين

- ‎فيأخبار

كتبت- رانيا قناوي:

 

لم يعبأ إعلام الانقلاب بصرخات الأطفال والنساء والعجائز التي ملأت الدنيا على واقع الهجمات البربرية التي يشنها الطيران الروسي المحتل، بمشاركة المليشيات الطائفية الشيعية من إيران ومن أمامهم جيش بشار الذي دمر سوريا وسمح للمحتل من الشرق والغرب بإبادة الشعب السوري ليبقى هو ونظامه.

 

لم تكن هذه المرة الأولى التي يقدم إعلاميون مصريون صورة سيئة عما يجري في سوريا، ويظهرون شماتة في الشعب السوري الشقيق رغم فداحة الصورة، وروعة المشهد، كما حدث في صحيفة "اليوم السابع المخابراتية" التي وصفت الشعب السوري المهجر بالإرهابيين، في حين وصفت جيش الاحتلال الروسي ومعه المليشيات الإيرانية بالجيش الوطني السوري، إذ سبق وأن ظهرت الإعلامية المصرية ريهام سعيد في سبتمبر الماضي عند مخيم للاجئين السورين في لبنان.

 

وبحسب تقرير مصور ظهرت فيه رهام سعيد، بدا إصرارها واضحًا على انتهاك إنسانية اللاجئين السوريين، من خلال وقوفها على شاحنة محملة بالألبسة قيل أنها قادمة من مصر لمساعدة السوريين في لبنان، ثم تصوير اللاجئين وهم يتدافعون لأخذ الملابس وهم في أشد الحاجة لها تحت غطاء موسيقى حزينة، مع التركيز على الأطفال المتفاجئة بكل هذا.

 

وتم التصوير ببطء وتقاطعت كلمات المذيعة المصرية مع الموسيقى وهي تقول “إحنا مش عارفين نسيطر عالوضع”! ثم تردف ذلك: “بصوا ازاي تركوا ولادهم يعيطوا وركضوا ورا الهدوم”!. لكن الكلمات التي أثارت غضب الناس كانت تلك التي تحمل تهديدات واضحة ومباشرة بأن من تسول له نفسه أن يثور ضد رئيسه سيلاقي نفس المصير، وقالت: "هي دي الفتنة، هي الثورة اللي بيتكلموا عليها، بصوا ضيعوا بلادهم ازاي وبقوا فين"!.

 

إلا أن صحيفة اليوم السابع المخابراتية أظهرت شماتة غير مسبوقة في الشعب السوري رغم فداحة ما تعرض له السوريون على يد الجيش الروسي والمليشيات الايرانية، ووصفت مجازر الجييش الروسي ضد الشعب الصوري بأنه نجاح للجيش السوري في بسط سيطرته شبه الكاملة على كل أحياء ومراكز مدينة حلب وتحريرها من قبضة المعارضة السورية التي وصفتها بالمليشيات والتنظيمات المسلحة.

 

كما شمتت الصحيفة في الدعم التركي للشعب السوري، فضلاً عن أنها صورت كل من تعاطف مع الشعب السوري الجريح بأنه من الإرهابيين، في الوقت الذي وصفت فيه الصحيفة جيش الاحتلال الروسي والمليشيات الإيرانية بأنه حلفاء الجيش السوري.

 

بل إن الصحيفة اعتمدت في معلوماتها على ما أعلنت وزارة الخارجية الروسية، من انحصار المناطق التي يسيطر عليها المعارضة السورية والثوار الذين وصفتهم بالإرهابيين إلى أقل من 8 كيلومترات، كما نقلت عن خبير عسكري روسي بأن عمليات القتل التي تتم ضد الشعب السوري هي عمليات تطهير قد تستغرق أكثر من شهر بسبب وجود شبكة واسعة من الأنفاق والملاجئ تحت الأرض، وسط احتمالات تفخيخها بمتفجرات.

 

ولم تكن هذه النغمة غريبة على إعلام الانقلاب حيث سبق في ظواهر أخرى تعرض لها السوريون في مصر تهديد من إعلاميين أمثال توفيق عكاشة، عندما هدد تكسير بيوت ومحلات السوريين في 6 أكتوبر ومدينة نصر وغير من أماكن يقطنها السوريون.

 

كما قام الممثل السخيف أحمد آدم بالسخرية من الشعب السوري في برنامجه الأسخف الذي كان يقدمه على قناة "الحياة" المملوكة لرئيس حزب الوفد السيد البدوي.

 

وعلق الدكتور إبراهيم حمامي الباحث في الشئون السياسية على الخبر المنشور في صحيفة "اليوم السابع" المخابراتية قائلا: "الصورة ليست لصحيفة تابعة لعصابات بشار.. هي لصحيفة اليوم السابع التابعة لعصابة الانقلاب في مصر"، مؤكدا أنه "لا فرق بين المجرمين".