بعيدا عن “النعام” والمشويات”.. رسالة دامية من “مزبلة” سجن الزقازيق العمومي

- ‎فيسوشيال

في كشفٍ لأكاذيب الانقلاب ونظامه الفاشي حول أوضاع السجون التي حاول نظام السيسي الترويج لها بأنها عبارة عن فنادق ومتنزهات، يقدم فيها للمساجين الكباب ولحوم النعام، كما بدا المشهد الهزلي لوفود حقوق الإنسان، ونقيب الصحفيين شاهد الزور ضياء رشوان، حينما صوروا للعالم– قبل جلسة المراجعة الدورية لملف مصر أمام مجلس حقوق الإنسان الدولي بجنيف–يوم 13 نوفمبر الجاري، جاءت رسالة من أحد معتقلي سجن الزقازيق العمومي، للحرية والعدالة اليوم، لتكشف الويل والجحيم الذي يعيشه المعتقلون في سجون السيسي.

رسالة من المعتقل

“الساعة — يوم– أتى المخبر على النظارة ونادى: فلان الفلان وفلان وفلان وفلان.. ترحيله.. وكان العدد 30 معتقلا سياسيا حتى مقلنّاش الترحيلة هتروح سجن إيه! سابنا نعيش في المجهول.. المهم خرجنا من المركز الساعة 10 وركبنا عربية السردين (قصدي الترحيلات) الـ30 معتقل.. كنا فوق بعض والحر شديد جدا، وصلنا سجن الزقازيق العمومي الساعة 11م، وسابونا في العربية لحد الساعة 1م لحد ما اتشوينا، والغرض من كده تكديرنا، وكان فيه زيارة شغالة فمينفعش ينزلونا قدام الأهالي”.

ويواصل المعتقل في رسالته الدامية: “المهم المجرم إبراهيم فكري معاون المباحث نادى وقال: نزل لي من العربية 10 أفراد بـ10 أفراد.. أنا كنت في الفوج الثالث، فلقيت الغفير بتاع عربية الترحيلات طالع يجري من جوة السجن وبيقول لرئيسه: مش هدخل جوة، ولو بعت حد لازم يكون قلبه جامد، لأن الناس بتطحن جوا”.

وتابع: “احنا سمعنا كدا ركبنا بدأت تسلم على بعضها، وفي ناس بدأت تثبت اللي حواليها، نزلنا لقيت هرج شديد جدا، شتايم ووشك في الأرض، وما تبصش حواليك. ضابط المكاتب اتأكد من ملفاتنا وكل ده ووشنا في الأرض ولإيدينا ورا ظهرنا واللي يبص حواليه أو يرفع وشه يلاقي كف خماسي على قفاه وسيل من الإهانات”.

التشريفة

وبجراح دامية يواصل المعتقل، في استغاثته للعالم الحر، “خلصنا دخلونا قاعة الزيارة من الوهلة الأولى تلاقي صفين من القوة الضاربة “قوات الأمن المركزي” لابسين ماسكات وشايلين العصا، قلت بالصلاة على النبي كدا هننطحن طحن السنين، كذا صوت بيقولوا في وقت واحد: كله يقلع هدومه وغمض عينيك ووشك في الأرض وإيديك ورا ظهرك وأقف عدل يا بن… يا كذا منك له، أقف عدل ياض يا بن … يا كذا، وواحد كان ورايا ماسك عصاية أمن مركزي بيقول: دا انا هادخل دي في.. وهنزبطكم يا أولاد… ، مع وصلات مستمرة لسب الدين كل شوية.. جه صوت من ورا كده بيسأل: أنت اسمك إيه؟ قال له: كذا راح مخرج صوت قبيح سافل من حنجرته مع سباب للدين وضرب عنيف على القفا والظهر وقال له: أنت اسمك مسجون، وراح سائل واحد تاني: أنت بتشتغل أيه؟ فقال له : طبيب نفسي، فكرر معه ما حصل مع الأول، وقال له أنت كنت شغال.. (سباب جنسي بذيء) وجاي تتعلم المرجلة هنا، وراح المجرم إبراهيم فكري قال: محدش يقول لي أنا شغال مهندس ولا دكتور ولا محاسب، أنتم كنتم شغالين … واسمك هنا مسجون”.

القتلة والكلاب

متابعا: “وقعدنا كده في الضرب والإهانة لمدة نصف ساعة، واللي كان مسئول عن التشريفة دي مأمور السجن هاني عبد الله، ورئيس المباحث محسن القلش، ومعاون المباحث محمد عاشور وإبراهيم فكري، والمخبرين عبد الرازق-جعفر- على مشرف- محمد سالم وغيرهم..  غير الجنائيين”.

وذكر أنه “بدءوا يدخلونا على الحلاقين نحلق زيرو وماسمحوش لينا إننا نغتسل مع إن الحمام موجود، ودخلونا مجردين من الثياب قدام السجن كله نعمل حمام ويقولوا لنا:…، واللي ما يرضاش يربطوه في العمود وينضرب وما يتحلش إلا ما يعمل حمام، ولما خلصنا جابوا لنا هدوم “السترة” حاجة كده من أقذر الأقمشة بتسلخ في الجسم، لبسناها ورحنا واقفين صف واحد، وجه المجرم إبراهيم فكري يكمل الإهانات والضرب ويقول لنا مفيش حاجة اسمها إحنا.. في حاجة أسمها أنا بس ومحدش يتكلم عن غيره. وجه معاون المباحث محمد عاشور منع الأدوية من كبار السن ودخل الأدوية للأمراض المزمنة بس، مش علشان سواد عيوننا أبدا، دا علشان الراجل ما يموتش ويعمله مشاكل، لحد ما وصلنا لباب الزنزانة إهانات وضرب ومفيش فرق بين راجل كبير وواحد شباب”.

من التشريفة إلى المقبرة

وأضاف المعتقل: “وخلصت التشريفة الحمد لله وندخل بقى على “الإيراد”، المكان اللي بيستقبلوا فيه المساجين الجدد، غرفة مقاسها 2 في 3م العدد فيها 12 فرد مفيش فيها حمام ولا ميه، ولا أي مقامات المعيشة، وسايبين لينا قزايز مياه وجردل للبول”.

وقال: “اليوم بيبدأ إنك بتصحى الصبح على أصوات المخبرين 6.30 صباحا على سب الدين والشتيمة ومحدش فعليا بيعرف ينام بعد الوقت ده، المخبر بيفتح الغرفة يعني كله يقف وشه للحيط، والمهم بيتلكك على أي حاجة علشان يسب الدين ويشتمنا ويطلعنا 4 أفراد بـ4 أفراد على الحمامات، تطلع تجري علشان وقت الغرفة 10 دقايق، واحد ياخد جردل البول اللي مآذينا طول اليوم بريحته الصعبة علشان يفضيه في الحمام، والتاني ياخد قزايز المية علشان يملاها، والتالت جردل الزبالة، والباقي جري على الحمام، يادوب تكون ليه قاعد تلاقي المسير الجنائي يفتح عليك الستارة ويقولك: اطلع، ولو اتأخرت يشتمك، ولو رديت عليه ينده المخبر وتلاقي الإهانات والضرب اشتغلوا تاني، اللي كان بيتعب من الموضوع ده المرضى، بعد كده نخلص الحمام ويدخلونا الغرف فبنصلي ركعتين وأنت على وضوء لأن بقية اليوم بتتيمم، الزنزانة بتتقفل عليك ومفيش مكان أنك تتحرك فتضطر تقعد على فرشتك، اللي هي بطانيتين معفنين السجن مسلمها لينا، كل الناس بلا استثناء جالها جرب”.

زقوم سجن الزقازيق

وواصل رسالته: “الساعة 11 تستلم التعيين اللي هو عبارة عن علبة جبنة نص كيلو تحس إنها معمولة من بودرة بلاط، 3 أرغفة لكل فرد.. الرغيف الواحد كفيل إنه يعمل إمساك لمدة يومين، وفول من غير ملح، أو الأكل كله بيجي من غير ملح وجرجير وطماطم وخيار وحلاوة طحينية ورز وفاصوليا ولحمة كاوتش.. وطبعا رغم أننا كنا بنجوع بس بنخاف ناكل علشان مفيش حمام في الغرفة”.

مؤسسة سجن الزقازيق الاقتصادية

وتحت هذا العنوان كتب المعتقل: “بدءوا بعد يومين من دخولنا السجن، بعد ما منعوا مننا الشباشب والهدوم الداخلية والمصاحف، والله دخلونا السجن بالشورت الداخلي فقط، هذا كل ما تمتلكه حتى قالوا لواحد كان معاه سواك: قرفتونا مصاحف ومعلبات وسواكات، وضرب الراجل الكبير اللي عنده 60 سنة بالسواك”.

مواصلا: “بدءوا يرضوا علينا أننا نشتري شباشب، وطبعاً هنشتري، الشبشب كان بـ32ج ونسبة ربح السجن في كل حاجة بيبعها 35%، والصابونة الديتول بـ15ج، بعد اليوم الـ11 سمحوا لينا أننا نستحمى بس الحمى نفسه كان تكديرة، واللي يتأخر في الحمى يتمنع من الحمام، وسمحوا لينا إننا نغسل هدومنا المعفنة وسلمونا السترة الثانية، بعد ما كنا عفنا والكل بدأ يهرش وباعوا لينا هدوم الداخلية الطقم بـ60ج”.

وجع الزيارة

وتابع: “وفي اليوم ده بدأنا نزور أهالينا، كانت جايبة لينا الزيارة فيها الأكل والشرب وأدوات النظافة الشخصية والأدوية والفاكهة، دا كله السجن منعه ودخل لكل فرد 10 معالق رز وحنة لحمة لا تكفي لطفل والزيارة كانت تكديرة تانية، إن بعد 11 يوم أهلك يخرجوا من البيت الساعة 4 الفجر، علشان ييجوا الساعة 12، ومدة الزيارة دقيقة واحدة، وتلاقي المخبر يقولك الزيارة انتهت، الأم والأب بيعيطوا علشان الأكل اتمنع وابنهم نازل لهم حالق وجسمه خس وبيشوفوه من ورا سلكين ودا كله دقيقة واحدة والمخبرين بيتصنتوا عليك، وترجع على باب عنبرك، 2 يفتشوك تفتيش ذاتي مهين أقرب للتحرش، خايفين يكون في ورقة أو أي ممنوعات، تدخل أو تخرج برة السجن، بعد أول زيارة فتحوا لينا إننا نجيب أي مخبوزات من فرن السجن وحلويات ودليفري وطلبات وفاكهة كل حاجة بتشتريها من جوا والنسبة طبعا 35%، والكل بيشتري قديم وجديد لأنه بيمنع أي حاجة تدخل من برا”.

مرارة الدواء

وتتابع الرسالة: “حتى العلاج ولو كشفت عند دكتور السجن بيبعتلك الدواء حبتين برشام وتيجي تشتكي يقولك: لما تموت هتيجي نشيلك!”.

بعد 20 سبتمبر

وتابع المعتقل المكلوم بصمت العالم عما يحدث بسجن الزقازيق العمومي: “طبعا سجن الزقازيق سيئ السمعة بدأ يكون أسوأ من الأول، فبعد موجة 20-9 اللي دعا ليها محمد على، واللي اتهانوا أكثر ناس أهل السويس، لدرجة أن محمد عاشور ضرب واحد منهم قدام أخته في الزيارة، فلما السويسي زهق وخبط مخبر في صدره القوة الضاربة جت والمخبرين والجنائيين والضباط بدءوا يطحنوا في الولد ورشوا عليه مياه وكهربوه بالألكتريك”.

واختتمت الرسالة، بتوضيح أن تلك المعاملة والتريقة، جرت على أكثر من 50 معتقلا داخل السجن بعد 20-9.” مطالبا: “فلو سمحتم اتكلموا عنهم وبأي طريقة نحاول نخفف الضغط عنهم”.