اجتماع السيسي بقيادات الجيش..تهديدات لتركيا وتغافل عن إهانات إثيوبيا

- ‎فيتقارير

ترأس قائد الانقلاب العسكري  عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء، اجتماعا موسعا لقيادات القوات المسلحة، حيث أطلع خلاله على مجمل الأوضاع الأمنية على كافة الاتجاهات الاستراتيجية.

وحضر الاجتماع الموسع، وزير الدفاع والإنتاج الحربي بحكومة الانقلاب الفريق أول محمد زكي، ورئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق محمد فريد.

وقال المتحدث باسم رئاسة الانقلاب بسام راضي، إن السيسي “اطلع خلال الاجتماع على مجمل الأوضاع الأمنية على كافة الاتجاهات الاستراتيجية في أنحاء الجمهورية، والتدابير والخطط الأمنية التي تنفذها القوات المسلحة لملاحقة والقبض على العناصر الإرهابية التي تستهدف زعزعة استقرار البلاد خاصة في شمال سيناء”.

كما أكد ضرورة الاستمرار في التحلي بأعلى درجات الحيطة والحذر والاستعداد القتالي، وصولا إلى أعلى درجات الجاهزية لتنفيذ أية مهام توكل إليهم لحماية أمن مصر القومي، وذلك في ظل التحديات الراهنة التي تموج بها المنطقة، بحسب المتحدث.

وبحسب المستشار وليد شرابى، فقد تجاهل السيسي الاشارة من قريب او بعيد للخطر الجاثم على صدر المصريين بعد الموقف الاثيوبي الاخير الرافض للالتزام بالتوقيع على الاتفاق النهائي لملء وتشغيل سد النهضة، والذي كان مقررا نهاية فبراير الماضي.

وغرد شرابي على حسابه على تويتر قائلا: ” لا تنخدع بسذاجة من تصريح السيسي لقيادات العسكر بالاستعداد لأي مهام قتالية للحفاظ علي أمن #مصر القومي .فالحديث لا علاقة له بسد النهضة او أزمة مع إثيوبيا لكن الخائن يقاد من الكفيل إلى حرب ضد تركيا”.

 

أسد على تركيا!

ولعل تحركات السيسي المناوئة للاي مواقف تركية في المنطقة تجري وفق توجيهات اماراتية سعودية، حيث هددالسيسي سابقا بمواجهة عسكرية مع تركيا في شرق المتوسط، وفي ليبيا بعد توقيعها الاتففاق الاقتصادي وترسيم الخجوج  مع حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا، فيما استل السيسي سلاح البيانات والفتاوى المضادة للتحركات التركية في سوريا ضد الجزار بشار في ادلب السورية.

بينما جاءت تصريحات السيسي ونظامه ناعمة مع إثيوبيا التي وجهت اكبر لطمة للمصريين باعلانها رفض التوقيع على اي اتفاقات ننهائية مع مصر بششان سد النهضة ، قبل عرض الاتفاق على الشعب الاثيوبي، الذي سيختار في اغسطس المقبل نوابه ومن يحكمه.

فيما تلا ذلك الموقف تصريح ناري لوزير الخارجية الاثيوبي جودو أندارجاشيو، الثلاثاء، قال فيه: إن بلاده ستبدأ في التعبئة الأولية لخزان سد النهضة بعد أربعة أشهر من الآن ولن تتمكن أي قوة من منع إكمال بناء السد، على حد قوله.

وأضاف أندارجاشيو أن “سد النهضة مبني على أراض إثيوبية ذات سيادة، ونهر النيل ينبع من أراضيها، والسد شيد بأموال الشعب الإثيوبي، وهذه المياه هي ثروة وطنية، تدخل ضمن السيادة الوطنية”.

وتابع “ومن خلال هذه الأمور، لابد أن يكون واضحا للجميع، أن بناء السد وتشغيله وإدارته حق سيادي، ولا نحتاج أي توجيهات أو وصايا من أي جهة أخرى، ولن تتمكن أي قوة من منعنا من إكمال بناء السد”.

وأكد الوزير الإثيوبي أن بيان وزارة الخزانة الأمريكية بشأن عدم تعبئة سد النهضة مرفوض من جانب اديس أبابا.

وقال الوزير إن بلاده ترفض تحذيرات مصر، مضيفا أنها “ستفضي لتدمير علاقاتنا وعلى الجميع أن يعلم أننا لا نخشى أحدا”.

وأضاف: “لن نقبل أن تطلب منا أمريكا أن نفعل شيئا لا نريده وأن تمارس الضغوط علينا لفائدة الآخرين”.

من جانبه، قال وزير الري الإثيوبي سيلشي بكلى إن سد النهضة أصبح في مراحله الأخيرة، مضيفا أنه يجب أن تنتهي المفاوضات كما بدأت بين مصر وإثيوبيا والسودان.

 

مع إثيوبيا “نعامة” 

وعلى عكس تلك التصريحات، حاولت مؤسسة الرئاسة الانقلابية طمأنة المصريين، عبر بيان قالت فيه “الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أبلغ السيسي في اتصال هاتفي، الثلاثاء، أن واشنطن ستواصل “الجهود الدؤوبة” للتوصل إلى اتفاق بين مصر وإثيوبيا والسودان بشأن سد النهضة”.

وصرح بسام راضي المتحدث باسم رئاسة الانقلاب بأن “الرئيس الأمريكي أعرب عن تقديره لقيام مصر بالتوقيع بالأحرف الأولى على الاتفاق الذي أسفرت عنه جولات المفاوضات حول سد النهضة بواشنطن خلال الأشهر الماضية، باعتباره اتفاقا شاملا وعادلا ومتوازنا، مؤكدا أن ذلك يدل على حسن النية وتوفر الإرادة السياسية الصادقة والبناءة لدى مصر”.

وقال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن مونشين إن الولايات المتحدة أصيبت بخيبة أمل كبيرة بسبب مقاطعة إثيوبيا لاجتماع سد النهضة في واشنطن. مضيفا أنه “لم يحرز أي تقدم في مفاوضات سد النهضة على مدى 8 سنوات لكن واشنطن أحرزت تقدما كبيرا”.

وتابع الوزير الأمريكي أن “سد النهضة يمكن أن يكون مصدرا للطاقة وكذلك مصدر قلق كبير بشأن السلامة وتوفير المياه”.

وكان من المتوقع أن توقع الدول الثلاث على اتفاق في واشنطن الأسبوع الماضي بشأن ملء وتشغيل سد النهضة الذي تبلغ تكلفته أربعة مليارات دولار لكن إثيوبيا تخلفت عن الاجتماع ووقعت مصر فقط عليه بالأحرف الأولى.

ولعل الغريب في مواقف السيسي وعلاقتهالراكعة تحت اقدام الامارات والسعودية، أن جزءا كبيرا من استثمارات بناء سد لنهضة الذيي لامحالة سيعطش مصر، ممولة من الامارات والسسعودية كما ان النظم العسكرية المدافعة عن السد من اسرائيل التي قدمت لاثيوبيا احدث منظومة صزواريخ دفاعية.

ورغم كل ذلك يواصل السيسي رهن مصر اقتصاديا وعسكريا وسياسيا للامارات والسعودية واسرائيل مكتفيا بالمناوشات مع تركيا بتصريحات هنا وهناك، بالرغم من أنه من الأولى العمل ضد كل من يدعم سد النهضة… وفق مقتضيات العقل.

فارسل السيسي مدير مخابراته للعديد من دول المنطقة من اجل صياغة حلف مضاد لتركيا في المنطقة، لاستعادة الأجندة السعودية الاماراتية، دون البحث عن مصالح مصر.