الإخوان المسلمون.. انتشار واسع في دول العالم رغم القمع والملاحقات

- ‎فيتقارير

“لا يزيدها القمع والاعتقال والملاحقة إلا صلابة وقوة” هكذا جماعة الإخوان المسلمين في مصر وفي كافة الدول التي تتواجد فيها، فمنذ تأسيسها على يد الإمام حسن البنا في عام 1928 في مصر، تعرضت للحل 3 مرات على يد السلطات العسكرية في سنوات 1948 و1954 و2013، إلا أن هذا لم يوقف انتشارها ولم يدفعها للاستسلام للعسكر أو التنازل عن مبادئها ومساندتها لقضايا الوطن والأمة العربية والإسلامية؛ حيث تقدر عدد الدول التي تتواجد فيها الجماعه بـ 85 دولة عربية وأجنبية.

انتشار واسع

فعلي الصعيد العربي، تتواجد جماعة الاخوان في 22 دولة، هي مصر والتي تعتبر دولة التأسيس للجماعه في عام 1928، وكان للجماعه طوال العقود الماضية دورا بارزا في مواجهة استبداد العسكر والصهاينة، ومارست العمل السياسي عبر البرلمان والنقابات المهنية المختلفة، الي أن أوصلها الشعب المصري في عام 2012 الي الفوز بأغلبية مقاعد البرلمان ثم الفوز بمقعد الرئاسة بانتخاب الرئيس محمد مرسي رئيسا لمصر، الا أن أطماع عصابة العسكر في الاستيلاء علي الثروة والسلطة في مصر دفعهم للانقلاب علي إرادة المصريين في 3 يوليو 2013 وارتكاب ابشع المجازر ضد مؤيدي الشرعية في ميادين رابعه والنهضة وكافة ميادين المحافظات، واعتقال أكثر من 60 الف من قيادات جماعة الاخوان المسلمين والاحزاب والحركات المناهضة للانقلاب، في مقدمتهم: الرئيس محمد مرسي ، والمرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين الدكتور محمد بديع وعدد من أعضاء مكتب الارشاد، بالاضافة الي رئيس برلمان الثورة الدكتور محمد سعد الكتاتني والعديد من البرلمانيين.

وفي سوريا، نشأت الجماعه في ثلاثينات القرن العشرين، الا انها عانت من جرائم حافظ الاسد ونجله بشار، وهناك انحازت الجماعه منذ اللحظة الاولي لثورة الشعب السوري عام 2011، وفي  فلسطين انطلقت الجماعة في فلسطين عام 1935، قبل أن تصدر بيانها الأول عام 1946، وفي الاردن تأسست الجماعة عام 1945، ولها تواجد قوي بالأردن، وفي الجزائر تأسست الجماعه عام 1976، وفي البحرين، توجد مشاركة برلمانية للجماعه، وفي الكويت يوجد تواجد برلماني للاخوان، كما يوجد تواجد قوي للجماعه في اليمن عبر حزب “التجمع اليمني للاصلاح” والذي تأسس عام 1990 وكان له دور بارز في الثورة ضد المخلوع علي عبد الله صالح، كما يوجد تواجد للجماعه في ليبيا ولبنان”، ويوجد تواجد برلماني للجماعة في العراق وتونس، وتتواجد الجماعه أيضا في السودان وموريتانيا والمغرب والصومال وجيبوتي وجزر القمر، وفي أفريقيا، تتواجد الجماعه في نيجيريا والسنغال وجنوب أفريقيا وغانا وكينيا، كما تتواجد الجماعة في 8 دول أسيوية وهي : ماليزيا وباكستان وبنغلاديش وإيران وأفغانستان واندونيسيا وكشمير، وتتواجد الجماعة أيضا في العديد من الدول الاوربية وفي أمريكا الجنوبية.

الجماعة والعمل العام

هذا وكان للجماعة دور بارز منذ انشائها في مصر في المشاركة في الحياة العامة والعمل السياسي والنقابي وتقديم صورة حضارية عن الجماعه، حيث خاضت الجماعة إنتخابات البرلمان والنقابات والاتحادات الطلابية وفازت فيها، ففي السبعينات فاز الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح برئاسة إتحاد طلاب جامعة القاهره، وفي الثمانينات فاز الدكتور عصام العريان بإنتخابات البرلمان وكان أصغر أعضائه سنا في 1984، وشغل أيضا عضوية مجلس نقابة الأطباء، وانتخب أمينا عاما لنقابة الأطباء في 1988 كما انتخب الدكتور حلمي الجزار أمينا عاما مساعدا لنقابة الأطباء بالجيزة في 1984، ثم المهندس أبوالعلا ماضي نائبا لرئيس اتحاد طلاب مصر عام 1978 ثم أمين عام مساعد لنقابة المهندسين عام 1988.

ففي عام 1984 شارك الإخوان في انتخابات نقابة الأطباء وخلال عامين أصبح لهم قوائم في انتخابات نقابات المهندسين وأطباء الأسنان والزراعيين والصيادلة والصحفيين والتجاريين والمحاميين، وحصل الإخوان في نقابة الأطباء على سبعة مقاعد من ضمن 25 مقعد يشكلون مجلس النقابة عام 1984، وواصلت الجماعه فوزها بثقة الاطباء حتي وصل عدد الإخوان في مجلس النقابة عام 1990 إلى 20 مقعد، كما شارك الإخوان في نقابة المهندسين منذ عام 1985 وفي 1987 فاز الإخوان بـ45 مقعد من ضمن 61 مقعد في مجلس النقابة، كما حققت الجماعه فوزا كبيرا في نقابة المحامين عام 1992، وعلي صعيد البرلمانات حصدت الجماعه 88 مقعدا في الجولة الاولي من إنتخابات عام 2005 والتي تم تزويرها بشكل تام في الجولات التالية، كما فازت الجماعه بغالبية مقاعد برلمان الثورة (الشعب والشوري) في عام 2011، وحصلت ممثلي الجماعه علي غالبية مقاعد النقابات والاتحاد الطلابية بمختلف الجامعات المصرية، ثم فازت بمنصب رئاسة الجمهورية عام 2012 بوصول الرئيس محمد مرسي لسدة الحكم في مصر.

وحرص الاخوان في العديد من الدول التي يتواجدون فيها علي الاهتمام بقضايا البلاد التي يعيشون فيها والمشاركة في العمل العام ونبذ العنف، ماجعلهم يحازون علي ثقة المواطنين في تلك الدول، ويتم إختيار ممثلين منهم في برلمانات ومؤسسات تلك الدول؛ الامر الذي جلب لهم عداوة بعض الانظمة الحاكمه ، فضلا عن الحركات المتطرفة التي لاتؤمن بالعمل السياسي والتغيير السلمي.