“الإخوان”: نكبة فلسطين مقياس العدل والإنسانية

- ‎فيبيانات وتصريحات

قالت جماعة "الإخوان المسلمون"، إن نكبة فلسطين ستظل هي مقياس العدل والإنسانية على الأرض إلى قيام الساعة، بكل ما تضمّه من صحيح تراث الأديان، وذلك حين بدأت عملية استبدال شعب بشعب، وما صاحب هذه الأحداث من مظالم، وضحايا، وفساد، ومشاريع توسع، لا تخطِئها الإشارات التي تظهر الآن واضحة للعيان".

وأكدت، في بيان لها، أن "المأساة وصلت ذروتها عبر آخر حلقة وصلت إليها القضية، من خلال إطلاق "صفقة القرن" المزعومة، واعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني، وأخيرا البدء في قضم ما تبقى من أراضي الضفة الغربية وأراضي غور الأردن، وضمه لهذا الكيان المحتل. لكن رغم كل ذلك، ستظل فلسطين هي رمز الحق والعدل لكل محبي العدل والسلام والإنصاف، وسيظل كفاح شعبها ومعه أبناء الأمة وكل أنصار العدل والحرية هو البوصلة الحقيقية لتحرير فلسطين". 

وأضافت أن "فلسطين هي قضية أمة بأكملها، وليست قضية شعب، وأنها تعيش في كيان كل عربي ومسلم دون أن ينساها"، وحيّت الجماعة كافة القوى والجهود التي تناصر هذه القضية العادلة من أهل فلسطين، ومن أبناء الأمتين العربية والإسلامية، وكافة القوى الإنسانية المحبة للعدل والحق، مهيبة بالشعوب العربية والإسلامية أن تظل على عهدها في الدفاع عن قضية فلسطين، ومواصلة اصطفافها مع كفاح الشعب الفلسطيني، ورفْض كل دعاوى التطبيع مع العدو الصهيوني، ولتتوارث الأجيال ذلك جيلا بعد جيل.

نص التصريح

في ذكرى النكبة.. ما زلنا على العهد مع فلسطين

في الذكرى الثانية والسبعين للنكبة نتوقف اليوم، لا لنكرر ما يتمَّ كتابته منذ أكثر من نصف قرن في هذه المناسبة، وإنما لنذكر الإنسانية كلها بعدالة قضية فلسطين، ولنرسل رسالتنا إلى كل من يخشى الله سبحانه وتعالى، ومن ما زالت قيم العدالة والإنسانية قائمة في ضميره، وإلى أجيالنا القادمة نذكرهم جميعًا أن نكبة فلسطين، ستظل هي مقياس العدل والإنسانية على الأرض إلى قيام الساعة، بكل ما تضمه من صحيح تراث الأديان.

ولعلها المرة الأولى في التاريخ البشري المعروف أن تعيش تلك الأرض المباركة هذه الساعات الحزينة التي اجتمعت عليها الأمم فيها؛ حيث يجري العمل في تناقض عجيب، تغليبا للوافد المحتل، وتراجعا لأصحاب الأرض ومن لهم فيها أقداس وتاريخ، ليكون أبرز أحداثها إعلان قيام الكيان الصهيوني؛ وذلك حين بدأت عملية استبدال شعب بشعب، وما صاحب هذه الأحداث من مظالم، وضحايا، وفساد، ومشاريع توسع، لا تخطئها الإشارات التي تظهر الآن واضحة للعيان.

وعندما تم وضع القضية في أيدي القوى الدولية، وتوالت فيها المؤتمرات واللقاءات التي أسهمت في تغييب الحقوق، تضاعفت بها البلوى، وعادت القضية إلى نقطة الصفر الحزينة- 15 مايو 1948.

وقد وصلت المأساة ذروتها عبر آخر حلقة وصلت إليها القضية، من خلال إطلاق "صفقة القرن" المزعومة، واعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني، وأخيرا البدء في قضم ما تبقى من أراضي الضفة الغربية وأراضي غور الأردن، وضمه لهذا الكيان المحتل. لكن رغم كل ذلك، ستظل فلسطين هي رمز الحق والعدل لكل محبي العدل والسلام والإنصاف، وسيظل كفاح شعبها ومعه أبناء الأمة وكل أنصار العدل والحرية هو البوصلة الحقيقية لتحرير فلسطين. 

وجماعة "الإخوان المسلمون" التي انتفضت منذ بواكير هذه القضية- رفضًا لهذا المشروع الصهيوني الاستيطاني، ودعمًا لكفاح الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه ومقدساته- لتؤكد اليوم أن فلسطين هي قضية أمة بأكملها، وليست قضية شعب، وأنها تعيش في كيان كل عربي ومسلم دون أن ينساها، ولقد عبَّر الإمام الشهيد حسن البنا– شهيد فلسطين– عن تلك المنزلة الغالية قائلا: "فلسطين تحتل من نفوسنا موضعًا روحيًّا وقدسيًّا فوق المعنى الوطني المجرد؛ إذ تهبُّ علينا منها نسمات بيت المقدس المباركة، وبركات النبيين والصديقين، ومهد المسيح عليه السلام، وفي كلِّ ذلك ما ينعش النفوس، ويغذِّي الأرواح".

وهذا فضيلة المرشد العام للجماعة د. محمد بديع– فك الله أسره– يرفع بها صوته من داخل المحكمة: "فلسطين قضيتنا الأولى، وقضية الأمة العربية والإسلامية، نحن نُحبس حتى تتم صفقة القرن.. يا كلَّ المرابطين في كل مكان يا أمة إسلامية، والله الذي لا إله إلا هو لن تقوم لكم قائمة إلا أن تنصروا فلسطين (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)".

إن الجماعة لتحيي في هذه الذكرى كافة القوى والجهود التي تناصر هذه القضية العادلة من أهل فلسطين، ومن أبناء الأمتين العربية والإسلامية، وكافة القوى الإنسانية المحبة للعدل والحق، وتهيب بالشعوب العربية والإسلامية أن تظل على عهدها في الدفاع عن قضية فلسطين، ومواصلة اصطفافها مع كفاح الشعب الفلسطيني، ورفْض كل دعاوى التطبيع مع العدو الصهيوني، ولتتوارث الأجيال ذلك جيلا بعد جيل، حتى يتحقق وعد الله (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا) (الإسراء: من الآية 7).

والله أكبر ولله الحمد

الإخوان المسلمون

السبت 23 رمضان 1441هـ- 16 مايو 2020م