“العثماني” منظِّر الحركة الإسلامية بالمغرب.. هل يكون مفتاحا لحل أزمتها؟

- ‎فيتقارير

 أحمدي البنهاوي
أعفى العاهل المغربي محمد السادس "عبدالإله بنكيران" من رئاسة الوزراء، وعيّن بدلا منه د.سعد الدين العثماني، 61 عاما، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الإسلامي في المغرب، ورئيس المجلس الوطني بحزب العدالة والتنمية، ووزير الخارجية السابق في الفترة (2011 -2013)؛ فى مسعى لكسر جمود تشكيل الحكومة الذي دام خمسة أشهر، عقب الانتخابات البرلمانية الأخيرة.

والدكتور سعد الدين العثماني، طبيب نفسي يقود تيار الاعتدال في تجديد الفقه الإسلامي، والذي يعبر عنه حزب العدالة والتنمية المغربي، كما أنه ذو أصول أمازيغية، حيث ينحدر من مدينة إنزكان القريبة من أغادير جنوب المغرب، من أسرة عريقة في العلم والمعرفة.

مُنظِّر وقيادي

بدأ "العثماني" حركته السياسية مع عدد غير قليل من أبناء حركة "التوحيد والإصلاح" من بوابة حزب الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية، بقيادة الدكتور عبدالكريم الخطيب، بعدما اقتنعوا أن العمل السياسي باب من أبواب الإصلاح والتغيير من داخل العمل القانوني والمؤسساتي.

وشارك "العثماني" في تأسيس (حزب التجديد الوطني عام 1992)، ورفضت السلطات الترخيص له، كما تولى إدارة حزب الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية (العدالة والتنمية لاحقا) من يناير 1998 إلى نوفمبر 1999، حيث أصبح نائبا لأمينه العام.

ثم انتخب لعضوية مجلس النواب في الولاية التشريعية (1997-2002)، ثم في الولاية (2002-2007)، والولاية (2007-2011)، ونائب رئيس لجنة الخارجية بمجلس النواب (2001-2002).

وفي 2004م، انتخبته الجمعية العمومية أمينا عاما لـ"العدالة والتنمية"، ورئيسا للمجلس الوطني للحزب مند يوليو 2008، وانتخب للمرة الرابعة في مجلس النواب في الانتخابات السابقة لأوانها في 25 نوفمبر 2011.

ثم تولى العثماني حقيبة وزارة الخارجية والتعاون في حكومة عبدالإله بنكيران الأولى، في يناير 2012، بعد فوز حزب العدالة والتنمية بالمرتبة الأولى بـ107 مقاعد في مجلس النواب.

واهتم الدكتور سعد الدين بالتنظير لحركته، ولذلك ألف عددا من الكتب جمعت بين الفقه العام والسياسي وهي "في الفقه الدعوي.. مساهمة في التأصيل" (1989) و"في فقه الحوار" (1993)، و"فقه المشاركة السياسية عند شيخ الإسلام ابن تيمية" (1997) و"قضية المرأة ونفسية الاستبداد" (1998)، و"تصرفات الرسول صلى الله عليه وسلم بالإمامة.. الدلالات المنهجية والتشريعية" و"الدين والسياسة.. تمييز لا فصل"، وكتب مقالات ودراسات متنوعة، وكان مسئولا عن مجلة "الفرقان" الثقافية الإسلامية (1990-2003).

الطبيب المرموق

وسبقت خطواته السياسية، نجاحات على المستوى العملي، حيث شغل مناصب متعددة، ففي المجال المهني عمل طبيبا عاما قبل أن يتخصص في الطب النفسي بالمركز الجامعي للطب النفسي بالدار البيضاء، ثم بمستشفى الأمراض النفسية بمدينة برشيد جنوبي الدار البيضاء.

كما أنه عضو بالمكتب التنفيذي لجمعية علماء دار الحديث الحسنية منذ 1989، وعضو مؤسس للجمعية المغربية لتاريخ الطب، وعضو مكتب مؤسسة الحسن الثاني للأبحاث العلمية والطبية حول رمضان، ومسئول اللجنة الشرعية بها.

شارك في تأسيس "جمعية الجماعة الإسلامية" وكان عضوا في مكتبها الوطني في الفترة (1981-1991)، ثم عضوا بالمكتب التنفيذي لحركة "التوحيد والإصلاح" (1991-1996).

وفي البداية حصل على الثانوية العامة في العلوم التجريبية 1976، والبكالوريوس في الشريعة الإسلامية من كلية الشريعة بآيت ملول المغربية عام 1983.

وتابع دراسته في كلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء، وحصل منها على الدكتوراه في الطب العام سنة 1986، وتابع تعليمه في دراسة الشريعة، حيث حصل على شهادة الدراسات العليا في الفقه وأصوله من دار الحديث الحسنية بالرباط 1986.

والتحق بالمركز الجامعي للطب النفسي بالدار البيضاء، وحصل على دبلوم التخصص النفسي عام 1994، وواصل بحثه الجامعي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط حتى حصل على دبلوم الدراسات العليا في الدراسات الإسلامية 1999 تحت عنوان "تصرفات الرسول صلى الله عليه وسلم بالإمامة وتطبيقاتها الأصولية".