“المخابرات”.. هكذا سخّرها السيسي لتأمين نفسه وأولاده بدلًا من الوطن

- ‎فيتقارير

المخابرات أو الاستخبارات هي جهاز ومؤسسة من مؤسسات الدولة المملوكة للشعب، والتي يتقاضى جميع العاملين فيها رواتبهم من ضرائب المواطنين وثروات الوطن، وتختص المخابرات بجمع المعلومات وتحليلها وتقديمها لمؤسسة الرئاسة لاتخاذ ما يلزم لحماية الشعب، إلا أنَّ ما يجري في مصر لا يمت لذلك بأي صلة.

وبعد ثلاثة أيام من عقده، أعلن جهاز المخابرات العامة الذي يديره اللواء عباس كامل، الذراع اليمنى لجنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي، عن تنظيم المنتدى الدولي الاستخباري الأول لمكافحة الإرهاب يومي 8 /9 من أكتوبر الجاري؛ وذلك بحضور وفود تمثل أجهزة الأمن والاستخبارات في 44 دولة.

ووصف سياسيون ومراقبون بيان المخابرات العامة بشأن عقد منتدى دولي استخباري لمكافحة الإرهاب، للمرة الأولى في القاهرة بالغامض، ولا يخدم في مجمله سوى الأنظمة الحاكمة وليس الشعوب.

غباء السيسي

والمفترض أن تعتني مخابرات السفيه السيسي بجمع المعلومات عن البلدان والمؤسسات الأجنبية التي تعادي مصر وتقومها، وتدافع عن الأمة ضد التجسس، والأعمال الأخرى التي تستهدف إضعاف البلاد، أو أن تشارك في عمليات سرية مصممة للتأثير في مجرى بلدان أجنبية، إلا أنّ ذلك يحتاج إلى قدرات فائقة وعالية من الذكاء، وهو ما لا تتصف به عصابة الانقلاب.

من جهته يقول عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب السابق أسامة سليمان: إن “نظام السيسي سخّر مؤسسات الدولة المستقلة؛ كجهاز المخابرات لتأمين حكمه وليس لخدمة الوطن والحفاظ على الأمن القومي المصري، وتجلى ذلك في عقد هذا المنتدى الأول من نوعه بالقاهرة”.

مضيفًا: “اختيار عقد المنتدى في مصر يأتي بسبب تضرر نظام السيسي من وسائل التواصل الاجتماعي، التي عرّضت نظامه لهزة كبيرة، لو قمنا بتحليل إحصائي للدول المشاركة فهي دول تتشابه مع مصر، وأغلبها تنفذ أجندات خارجية، وهناك بعض الدول التي تتبنى أجنداتها الخاصة وتريد من تلك الدول التقيد بتنفيذ أجنداتها ومساعدتهم فيها”.

وأشار إلى أن المنتدى يقر “بأن وسائل التواصل الاجتماعي تشكل خطرا على استقرار أنظمة الحكم وليس على استقرار الشعوب، ولا بد لها من إطار حاكم لضبط محتواها أو آثاره من أجل تحقيق الأجندة الغربية المطلوبة من الأنظمة القمعية، تحت مسميات كثيرة كمحاربة الإرهاب، وغيره“.

خداع الشعب

وأكد سليمان أن تكنولوجيا التواصل الاجتماعي الجديدة “فاجأت دول العالم الثالث. كان الحكام الأوائل يعتمدون على الإذاعة والتلفزيون، ولا يعرف الشعب إلا ما يقوله النظام الحاكم، وانخدعت الناس بحكامها، لكن خروج مواقع التواصل عن سيطرة الأنظمة الحاكمة، جعل عملية خداع الشعب مستحيلة، وبات من السهل نشر ونقل أي بيانات سرية، وكشف فسادها“.

وبينما بدأ المصريون يلتفتون إلى فيديوهات الفنان ومقاول الجيش محمد علي، والتي يهاجم فيها السفيه السيسي ويتهمه بإهدار المال على القصور، صعد نجم محمود السيسي نجل السفيه، الذي يعمل بالمخابرات العامة المصرية.

نجل السفيه الذي كان قبل 6 سنوات ضابطًا برتبة رائد، ثم أصبح عميدا بالمخابرات العامة، تردد اسمه كثيرا على أسماع المصريين بصفته العقل الذي يدير الأجهزة الأمنية للدولة، ويتحكم في عدد من الملفات الكبرى.

نشطاء مثل المقاول محمد علي ومسعد أبو فجر، حمّلوه المسئولية المباشرة عن كثير من الانتهاكات، خاصةً تلك التي نشهدها بشكل دائم في سيناء، وتزامن مع توجيه أصابع الاتهام المباشر للمرة الأولى إلى نجل السفيه، تأكيد عدد من المصادر كيف أصبح الشاب الثلاثيني هو المسئول الأول عن إدارة غرفة العمليات التي تدير ملف التصدي للمقاول ورجل الأعمال محمد علي.