المعايير الأخلاقية بعد فوات الأوان

- ‎فيمقالات

في بلادي تحدث أمور تثير الدهشة، ومن الأمور التي رأيتها تدخل في دنيا العجائب المعايير الأخلاقية التي صدرت قبل قدوم رمضان مباشرة من قبل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام.

وقد تسألني حضرتك: وما وجه اعتراضك؟ هل أنت من أنصار الفن للفن بعيدًا عن المعايير الأخلاقية والدينية؟

وسريعًا أنفي هذه “التهمة” قائلا: إنني من أنصار الفن النظيف الذي يرتقي بالإنسان ولا يهبط به إلى الحضيض.

وسبب تعجبي من هذا الأمر هو توقيت صدورها، فقد صدرت متأخرة جدا أو بعد فوات الأوان، بعدما انتهى تصوير معظم المسلسلات التلفزيونية، وأنت عارف وأنا عارف ما يحدث في العديد منها من “عك” وإهانة لعقلية المشاهد ودعوة للانحراف والانحلال.

ويترتب على ذلك التأخير في إصدار هذه المعايير وقف إذاعة كل ما يخرج عن قيم المجتمع إذا كانت الدولة حريصة بالفعل على تطبيق هذه المعايير بحزم أو “الطناش”.. يعني مجرد كلام على ورق، بينما الواقع “حاجة تانية”؛ لأن هذه التعليمات جاءت متأخرة أو بعد “الهنا بسنة” كما يقول المثل العامي.

وأراهن أنك تتفق معي في أنها كان يجب أن تصدر قبل شهر أو شهرين عندما يكون تصوير هذه المسلسلات ما زال في بدايته.

ولعلك تتشوق إلى معرفة تلك المعايير الأخلاقية التي أصدرها المجلس الأعلى للإعلام، ولعل من أهمها مراعاة المعايير المهنية والآداب العامة، واحترام عقل المشاهد، والحرص على قيم وأخلاقيات المجتمع، وتقديم أعمال تحتوي على المتعة والمعرفة، وتشيع البهجة وترقى بالذوق العام.

ومن المعايير التي شدد عليها المجلس كذلك، عدم اللجوء إلى ألفاظ بذيئة وفاحش القول، وحوارات متدنية وسوقية تشوه الميراث الأخلاقي والقيمي والسلوكي بدعوى نقل الواقع، وضرورة الابتعاد عن إقحام الأعمال الدرامية بالشتائم والسباب، وتجنب مشاهد التدخين وتعاطي المخدرات وتشويه صورة المرأة بما تحمله من إثارة جنسية، تجسيدا أو قولا، وضرورة تأكيد المكانة اللائقة بالمرأة بشكل عام، ومن الأهمية بمكان الرجوع إلى أهل الخبرة والاختصاص في كل مسلسل يتضمن أفكارا ونصوصا دينية أو عالمية تاريخية؛ حتى لا تصبح الدراما مصدرا لتكريس أخطاء معرفية.

وختم المجلس بيانه بالقول، إن الغرض من هذه المعايير الحفاظ على بلادنا وعدم الإساءة إلى المصريين أو تقديم صورة مغلوطة عن مصر في العالم العربي، الذي يحرص على متابعة الدراما المصرية.