المقاومة تنجح في ردع الاحتلال.. رغم حصار الصهاينة والسيسي

- ‎فيعربي ودولي

عقدان من الزمان اقتربا من الاكتمال على حصار مبارك ثم حصار السيسي لقطاع غزة، بما تمثله من رصيد قادر على ردع الاحتلال بفضل المقاومة التي يخشاها العدو الصهيوني، وذلك برغم الحصار الجائر ومصادرات الأسلحة التي يمكن أن تنفذ إلى غزة من البر والبحر.

غزة المقاومة استطاعت أن تقف أمام الإحتلال الذي أعاد نشر قبل يومين قبة صواريخ باتريوت الأمريكية الدفاعية التي يسميها (القبة الحديدية) تحسبا لزخات صواريخ المقاومة التي أمطرت غلاف عزة، فاضطرت رئيس حكومة الاحتلال، فضلا عن وزرائه إلى الهروب سريعا من تلك المغتصبات.

وتعيش غزة هذه الأيام نموذجا لهذا التفوق، فبينما يعلن الاحتلال إغلاق معبر "إيرز" الخاص بنقل البضائع والغذاء والوقود للقطاع المحاصر وتقليص مساحة الصيد ببحر غزة ومنع دخول التجار، فضلا عن سياج عازل يصل ارتفاعه لستة أمتار يبنيه الجيش المصري، وإغلاق الانفاق تواصل المقاومة قصفها للمغتصبات المحتلة بغلاف غزة وعسقلان.

وبلسان واثق الخطوة، تعلن "حماس" أن توسيع الاحتلال لعدوانه سيواجه بمقاومة لم يعهدها من قبل.

تصريح "الجهاد"

ولا يقتصر الأمر على حماس، فمساء أمس الإثنين، أكد أبو حمزة الناطق باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن السرايا ردت على القصف الصهيوني الذي استهدف مقاتليها ومواقعها، بعد أن أعلنت عن انتهاء ردها على جريمتي الاغتيال في خان يونس ودمشق.

وأضاف على حسابه أن أي فعل مقاوم في أي وقت وأي مكان وتحت أي ظرف أو تعقيد سياسي هو فعل مشروع ويحظى بإسناد شعبي وإجماع مقاوم، ولنا الفخر أن نقدم دماءنا ليعيش شعبنا وأمتنا بعزة وكرامة.

وتابع الناطق باسم السرايا أن كل من يراهن على كسر المقاومة من قادة الكيان عبر العدوان والإرهاب سيخسر مستقبله السياسي، مشددًا على أن تهديدات قادة الكيان لن تجلب الأمن للمستوطنين.

صافرات الإنذار

وعلى محمل الجد، يأخذ الاحتلال تلك الكلمات من حماس والجهاد وبقية الفصائل، فتطلق قوات الجيش الصهيوني صافرات الإنذار إثر صواريخ غزة.

ويعترف الاحتلال ببياناته أن صافرات الإنذار دوت بالقرب من المناطق الفلسطينية وفي مدينة عسقلان، جنوبي البلاد؛ حيث كان الحشد الذي يشارك فيه نتنياهو أو أحد وزرائه ولكن الاجتماع انفض ما يمثل نجاحًا للمقاومة.

وعرضت القنوات التلفزيونية العبرية في السابق لقطات لنتنياهو وهو محاط بحراسه الذين رافقوه للنزول من المنصة، وذكرت أنه نُقل إلى ملجأ للحماية بعد دوي صافرات الإنذار.

حتى إن غريم نتنياهو ومنافسه في الانتخابات زعيم "حزب أزرق أبيض" بيني غانتس- وهو قائد سابق للجيش- سبق أن انتقد فشل الجيش وقادة الكيان فقال: "الوضع الذي يعيش فيه المواطنون الإسرائيليون تحت رحمة إرهابيين ويكون فيه رئيس الوزراء غير قادر على تفقد أجزاء من بلاده، يعد وصمة عار على السياسة الأمنية في الجنوب، وغياب الردع أمر لا يمكن لأي دولة ذات سيادة أن تقبله".

حاجز وجدار

في تطورات نوعية دالة على حجم كبير من الخيانات التي يمارسها السيسي ضد القضية الفلسطينية، شرعت مؤخرا قوات جيش السيسي في بناء حاجز مائي على الحدود البحرية المصرية مع قطاع غزة بعمق 6 كلم في عمق البحر المتوسط، للتضييق على الصيادين الفلسطينيين ومحاولات الحركات المقاومة الفلسطينية التزود بالأسلحة.

ترافق الحاجز البحري مع البناء المتسارع لسور رفح العظيم على الحدود البرية المصرية مع قطاع غزة بعمق 3 م وارتفاع 6 م بطول الحدود.. يجري هذا في الوقت الذي تتساهل فيه السلطات الانقلابية مع حركة المرور والحدود بين مصر والكيان المغتصب في سيناء.

ويشير هذا الأمر إلى حجم التعاون الأمني بين الطرفين، في ملاحقة المقاومة الفلسطينية، وطرق تسليحها، والتضييق على السكان في قطاع غزة بشتى الوسائل، إذ من شأن الحاجز المائي التضييق على الصيادين الفلسطينيين، الذين لطالما تعرضوا لاستهدافات مباشرة من الجيش المصري أدت لمقتل وإصابة عدد منهم على مدار السنوات التي تلت الانقلاب العسكري صيف العام 2013.

ضعف أمام غزة

وفي سياق متصل، قال الكاتب الصهيوني، عاموس غلبوع، الخبير الأمني، في مقاله بصحيفة "معاريف"، مشيرا إلى قوة المقاومة والضعف أمامها: إن "السجال الإعلامي والصحفي والتلفزيوني خلال جولات الانتخابات الإسرائيلية سيطرت عليه غزة بصورة واسعة وكبيرة، وخرجت مقترحات وتوصيات بدأت ولم تنته بعد، لإيجاد حل لما باتت تعرف بمسألة غزة".

وأشار إلى أن "جزءا أساسيا من هذه الحلول جدية، لكنها غير قابلة للتطبيق، وجزءا آخر يبدو مضحكا ومثيرا للسخرية، فحين يقترح أحدهم عقد مؤتمر دولي، وجمع تبرعات مالية ضخمة لإعادة إعمار غزة، مقابل أن تنزع حماس سلاحها، أسأل: ماذا يحصل في حال رفضت حماس التخلي عن سلاحها، في هذه الحالة يقترح أصحاب هذا الحل أن يتدخل الجيش الإسرائيلي لنزع هذا السلاح من حماس".

دراسة مصرية

وهذا الشهر صدرت دراسة أعدها موقع وصفحة “الشارع السياسي Political Street” بعنوان “دراسة.. أبعاد ومخاطر صفقة القرن”، أن المآلات المستقبلية في ظل الصمت العربي، تكشف عن التواطؤ العربي، مع خطة تصفية القضية الفلسطينية، بما يقنن المشروع الاستيطاني الصهيوني المدعوم امريكيا.

وأشارت إلى أن "حركات المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية حماس هي الحاسم في معادلة الصراع الصهيو أمريكي ضد الفلسطيينيين والعرب".

رسائل الأسرى

ومن أبرز دلائل قوة المقاومة إدارتها لملف الأسرى بشكل أظهر تلك القوة، فلا الاحتلال استطاع الوصول لأسراه ولا المخابرات العربية من مصر وغيرها أفاد الاحتلال بما لم يصل إليه.

ووجهت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس رسائل كثيرة لعائلات الأسرى ومنها رسالة لعائلة الأسير الصهيوني في قطاع غزة "هدار غولدن"، اتهمت فيها الحكومة الصهيونية بالمتاجرة بمعاناة ابنها، خاصة أنها حاولت تشويه الحقائق التي سبقت عملية فقدانه في قطاع غزة إبان العدوان على قطاع غزة عام 2014.

وقالت الكتائب لأم الأسير: "ليا غولدين سكان غزة الأمهات، والآباء، والأطفال، اختطاف الجثث أمر غير مقبول وغير إنساني وكل أم ترغب في زيارة قبر ابنها.. ليا غولدين إذا كنتي تريدين أن تري ابنك توجهي إلى حكومتكم لأنها تخفي الحقيقة وتعرف الحل جيدا".

وعلق الجناح العسكري لحركة "حماس" الفلسطينية كتائب القسام، لافتة ضخمة تحمل صورة للجندي الصهيوني الأسير لديها، ويدعى شاؤول أرون، على مفترق السرايا الرئيسي وسط مدينة غزة، ويقف أرون في الصورة المعلقة خلف بوابة سجن حديدي، وكتب فيها باللغتين العربية والعبرية "طالما أبطالنا لا يرون الحرية والنور، هذا الأسير لن يرى الحرية أبدًا".