“المونيتور”: السيسي يساند بغداد ويدين الهجمات التركية في العراق

- ‎فيأخبار

نشرت صحيفة "المونيتور" تقريرا حول تحركات عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب لوقف النفوذ التركي المتصاعد في منطقة شرق البحر الأوسط.

وقال التقرير الذي ترجمته "الحرية والعدالة" إن مصر وسعت جهودها في محاولة فاشلة لتهميش تركيا في العراق مع تعزيز القاهرة للعلاقات الاقتصادية والعسكرية مع بغداد.

يذكر أن مصر تواجه تركيا ليس فقط في ليبيا، بل أيضا في العراق، حيث شن الجيش التركي هجمات في الشمال استهدفت حزب العمال الكردستاني، وذلك وفقا لبيان صادر عن وزارة الدفاع التركية في ١٥ يونيو، وفى الوقت نفسه يتهم العراق تركيا بانتهاك السيادة العراقية وعدم احترام مبادئ علاقات حسن الجوار. ودعا البرلمان العراقي مجلس الأمن الدولي في ٦ يوليو إلى التدخل لوقف الغارات العسكرية التركية.

واستغلت مصر الخلاف العراقي التركي لتكثيف جهودها لتعزيز العلاقات مع العراق، وقد عرضت القاهرة تقديم الدعم الدبلوماسي والسياسي لبغداد ضد تركيا، كما أدانت وزارة الخارجية في حكومة الانقلاب التدخل العسكري التركي في ١٩ يونيو.

وفى بيان سابق فى ٣ يوليو أدانت خارجية الانقلاب الانتهاكات التركية المستمرة للسيادة العراقية فى ظل ما وصفته بمزاعم الأمن القومى التى لا أساس لها وأكدت أن أعمالها غير مقبولة وتقوض السلام والأمن الإقليميين. وفي رد على ذلك في ٤ يوليو، وصفت وزارة الخارجية التركية إدانة مصر ب"الكوميديا السوداء" وقالت: "إن اتهامات مصر بأن تركيا هي مصدر لعدم الاستقرار في المنطقة غير مقبولة".

وتسعى مصر أيضا إلى التقارب الاقتصادي مع العراق في وقت تهدد بغداد بتقويض المصالح التجارية التركية ردا على التدخل العسكري التركي في شمال العراق، وفي تصريح صحافي في ٣ يوليو، أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية احمد الصفاح إلى إمكانية أن تمارس بغداد ضغوطا اقتصادية على أنقرة، قائلا إن بلاده تراجع المؤشرات على الأرض قبل اتخاذ إجراء.

وقال هناك عشرات الشركات التركية المتمركزة في العراق، والعلاقات التجارية الجارية مع أنقرة، والتي تولد أكثر من ١٦ مليار دولار لبغداد، ونحن نبحث حاليا في هذه العناصر.

والتقى رئيس حكومة الانقلاب مصطفى مدبولي مع السفير العراقي في مصر أحمد نايف الدليمي في ٣٠ يونيو. وأعرب الدليمي عن اهتمام بغداد بتعزيز العلاقات الاقتصادية والمساهمة في جهود إعادة الإعمار.

وفي ٨ يوليو، ناقشت وزيرة التعاون الدولي رانيا المشاط مع الأمير نايف سبل مشاركة القطاع الخاص المصري في عملية إعادة إعمار العراق وغيرها من وسائل التعاون الاقتصادي بين البلدين. وفي مارس ٢٠١٩، قال وزير الخارجية التركي ميفلوت كافوسوغلو: "سوف تلعب تركيا دورا رئيسيا في استعادة العراق".

وتسعى مصر أيضا إلى مساعدة العراق في توفير احتياجاته الطبية في محاولة أخرى لتعزيز العلاقات، وكانت وزيرة الصحة المصرية، هالة زايد، قد أعلنت بعد لقائها مع نايف في القاهرة في ٥ يوليو، أن الوزارة سترسل مساعدات طبية للعراق لمحاربة وباء فيروس كورونا.

كما تعزز مصر التعاون الأمنى والحرب ضد الإرهاب فى العراق، وكان وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين قد أعلن في ٢٤ يونيو أن بلاده تتطلع لإجراء محادثات ثلاثية مع مصر والأردن لمناقشة التعاون في مجال مكافحة الإرهاب. وكانت وزارة الدفاع العراقية قد أعلنت عام ٢٠١٦ أنها ستدرب الآلاف من الجنود العراقيين في مصر.

وقال طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة: "إن مصر تغضب الجشع التركي في العراق من خلال توطيد العلاقات مع العراق"، مضيفا أن "بغداد تريد العودة إلى الاصطفاف العربي لصد النفوذ الإيراني والتركي. ولهذا السبب، يقترب العراق من مصر، ويتقاسم كل من البلدين المصالح الأساسية في منع الجشع التركي.

وأضاف في تصريحات إلى "المونيتور": في ظل حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، كان العراق يستوعب ملايين العمال المصريين، الذين أبدوا قبولا للمصريين من الشعب العراقي. وهذا من شأنه أن يضمن الدعم الشعبي للعلاقات العراقية المصرية على الصعيدين السياسي والاستثماري.

وأشار فهمي إلى أن تركيا تدرك موقف مصر وقدرتها على التواجد بقوة في العراق، ولهذا السبب، كان رد وزارة الخارجية التركية على إدانة مصر لعملياتها العسكرية في شمال العراق قويا. داعيا إلى إقامة علاقات وثيقة مع الأكراد في شمال العراق وسوريا.

وقال الأمين العام لاتحاد المستثمرين العرب والمعاون السابق لوزير الخارجية جمال بيومي "إن مصر تنتهج سياسة التواجد الدبلوماسي والتجاري القوي في المنطقة العربية، وخاصة في العراق".

وقال لـ"المونيتور": "تركيا تستهدف العراق لسببين: الوجود العسكري عبر القواعد العسكرية في شمال العراق لتوسيع نفوذه العسكري في المنطقة العربية. وثانيا، استهداف الأكراد وسكان شمال العراق وسوريا الذين يقول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لشعبه إنهم تهديد لتركيا.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول تركي قوله في ١٨ يوليو إن التحركات العسكرية التركية الأخيرة في شمال العراق تهدف إلى مضاعفة القواعد العسكرية التركية في المنطقة. وأوضح أن "مصر تحاول إفشال الخطة التركية في العراق من خلال استثمار التقارب الشعبي وقبول الدور المصري". ولهذا السبب عززت مصر من إجراءاتها الدبلوماسية من خلال الجامعة العربية ووزارة الخارجية لدعم العراق.

وقالت الجامعة العربية في بيان لها في ١٥ يونيو إن التدخل العسكري التركي يشكل هجوما على السيادة العراقية، وهو يحدث في غياب التنسيق مع الحكومة في بغداد. وهذا يدل على تقويض أنقرة للقانون الدولي وارتباطها مع جيرانها العرب.

وقال بيومي "إن أسوأ الأزمات التي يواجهها المستثمرون المصريون في العراق هي البيروقراطية وعدم الاستقرار والوجود الواسع للجماعات المسلحة".

وأضاف "تحاول الحكومة المصرية التعاون مع العراق لإزالة هذه المعوقات وتشجيع القطاع الخاص المصري على المساهمة في مشاريع إعادة الإعمار والتنافس مع المستثمرين الأتراك".

رابط التقرير:

https://www.al-monitor.com/pulse/originals/2020/07/egypt-turkey-army-interests-war.html