باعتقال عمّه و20 أميرًا منافسين له.. “بن سلمان” يستعد للسطو على العرش بالقوة

- ‎فيتقارير

في خطوة مفاجئة تكشف عن تطور خطير في السعودية، اعتقل ولي العهد محمد بن سلمان أكثر من عشرين شخصًا، غالبيتهم من الأمراء والمسئولين السابقين المنافسين له على العرش حال وفاة والده الملك سلمان أو تنازله عن العرش.

ومن أبرز من اعتقلهم “بن سلمان”، عمه وشقيق الملك “أحمد بن عبد العزيز”، وأيضا ولي العهد السابق محمد بن نايف، وشقيقه نواف بن نايف، بالإضافة إلى آخرين نُقلوا إلى معسكر صحراوي، في وقت كان “أحمد” و”نايف” من الممكن أن يكونا منافسين لمطالبة “بن سلمان” بالعرش إذا توفي الملك سلمان البالغ من العمر 84 عامًا أو قرر التنازل عن العرش.

ويقول مراقبون، إن “بن سلمان” ربما يجهز نفسه بهذه الاعتقالات للسيطرة على عرش المملكة بالقوة، حال وفاة الملك الأب أو تنازله عن العرش لنجله، وهو إجراء أثير قبل فضيحة قتل الصحفي خاشقجي وتشوّه صورة “بن سلمان” عالميًّا فتأجل المخطط.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز، إن “شيخوخة والد الأمير محمد، الملك سلمان، قد تكون من أهم الدوافع المحتملة للاعتقالات في السعودية، ومن المحتمل أن يكون ولي العهد قد يسعى إلى حبس المنافسين المحتملين له قبل وفاة والده أو تنازله عن العرش”.

وأوضحت أنه “تمت الإغارة على موقع تخييم محمد بن نايف ونواف بن نايف قرب الرياض، مساء الخميس، حيث اعتاد استقبال مسئولين أمريكيين هناك أيام مسئوليته، وتم أخذهما وقطع الاتصالات عن الموقع، وتم إبلاغهما باتهامات الخيانة الموجهة لهما”!.

وكان من بين الموقوفين وزير الحرس الوطني المقال الأمير متعب بن عبد الله، نجل الملك الراحل عبد الله، وشقيقه أمير الرياض السابق تركي بن عبد الله، والأمير الملياردير الوليد بن طلال، والأمير فهد بن عبد الله بن محمد نائب قائد القوات الجوية الأسبق.

وقالت بلومبيرغ: إن الديوان الملكي السعودي أبلغ أفرادًا كبارًا من العائلة المالكة أن أحمد بن عبد العزيز ومحمد بن نايف كانا يخططان لانقلاب في السعودية لتبرير قمعه لهما.

ومنذ تولي الملك سلمان السلطة، تم تهميش كبار الأمراء السعوديين لصالح نجله الأمير محمد، الذي عزز سلطته إلى مستوى غير مسبوق من خلال اعتقال الأمراء وإزاحتهم من مناصب رئيسية، حيث سيطر على وزارات ومؤسسات السلطة في المملكة.

اعتقال المنافس الأكبر على العرش

من بين المعتقلين الأمير أحمد بن عبد العزيز، وهو الأخ الأصغر للملك سلمان وعم ولي العهد، وكان لفترة من الوقت الأمل الكبير لأفراد الأسرة وغيرهم من المعارضين الذين كانوا يأملون أن يحاول منع صعود الأمير محمد إلى العرش، لكنه لم يبدِ أي علامات على السعي للقيام بذلك.

وقد سعى بعض أفراد الأسرة الحاكمة، في وقت سابق، إلى تغيير ترتيب وراثة العرش، معتبرين أن الأمير أحمد أحد الخيارات الممكنة، الذي يمكن أن يحظى بدعم أفراد الأسرة والأجهزة الأمنية وبعض القوى الغربية.

وكان الأمير أحمد من بين ثلاثة أشخاص فقط في هيئة البيعة، التي تضم كبار أعضاء الأسرة الحاكمة، عارضوا تولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد في 2017.

وعاش الأمير أحمد عبد العزيز في لندن، وكان يعتبر من أهم المنافسين لمحمد بن سلمان في الحكم، وتجنب أحمد السياسة إلى حد كبير منذ أن تسلم سلمان الحكم، ولكن في عام 2018، أدلى بتصريحات ألقى فيها باللوم على مشاكل في السعودية على الملك سلمان ونجله ولي العهد، عندما اقترب منه المتظاهرون من منزله في لندن.

أيضا كان الأمير محمد بن نايف التالي في خط العرش، وكان وزير الداخلية في البلاد قبل تجريده من سلطاته في عام 2017، وكان محمد بن نايف رهن الإقامة الجبرية معظم الوقت منذ تولي محمد بن سلمان مهام منصبه، على الرغم من أنه ظهر في مناسبات خاصة خلال مؤتمر استثماري في الخريف الماضي، حسبما قال أشخاص مطلعون على الأمر.

وأمضى الأمير أحمد ونايف بعض الوقت كوزيرين للداخلية، وهو منصب قوي مع إشراف على القوات وجهاز المخابرات السعودي الكبير، لكن على مدى السنوات القليلة الماضية، تضاءلت مكانتهم في العائلة المالكة مع تثبيت الملك سلمان لابنه محمد بن سلمان كولي العهد والحاكم اليومي للمملكة

وتقول صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، إن “الأمير أحمد بن عبد العزيز، والأمير محمد بن نايف اللذين كانا يوما من الأيام على طريق الوصول إلى العرش، “أصبحا مهددين الآن بالسجن أو الإعدام”.

وفي حملة أخرى على المعارضة، قام الأمير محمد بن سلمان باعتقال منتقدي الإنترنت، واستخدم جيوش حسابات تويتر لانتقاد الأشخاص الذين يشككون في حكمه.

كما اتهمت وزارة العدل الأمريكية، العام الماضي، الرجال الذين يعملون لصالحه بدفع رواتب موظفين اثنين على تويتر للحصول على معلومات خاصة عن المنشقين.

وسبق أن احتجز “بن سلمان” العشرات من الأمراء وكبار المسئولين والوزراء الحاليين والسابقين والمسئولين ورجال الأعمال في فندق ريتز كارلتون بالرياض، بأوامر من ولي العهد محمد بن سلمان في نوفمبر/تشرين الثاني 2017.

ولاحقًا، وسعت السلطات السعودية حملة الملاحقات، وأمرت باعتقالات جديدة شملت نخبا سياسية ودينية ورموزا في عالم المال والأعمال بالمملكة، وامتدت الحملة لتشمل المزيد من أبناء عمومة ولي العهد محمد بن سلمان وأبنائهم وأسرهم.

وأثار الأمير محمد بن سلمان استياء بين بعض الفروع البارزة للأسرة الحاكمة بسبب تشديد قبضته على السلطة، وتساءل البعض عن قدرته على قيادة البلاد عقب قتل الصحفي البارز جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول في 2018، وتعرُّض البنية التحتية النفطية السعودية لأكبر هجوم على الإطلاق العام الماضي.

كما أن ولي العهد السعودي يواجه مؤخرا تضجرًا في المملكة والعالم الإسلامي الأكبر، “إزاء قراره أحادي الجانب بتعليق الزيارات إلى مكة على خلفية انتشار فيروس كورونا”، وهي خطوة رغم ندرتها تمثل سابقة في التاريخ الإسلامي.

فعلي حين علق الأمير محمد بن سلمان دخول الحجيج للحرم المكي، فإن أماكن الترفيه العصرية التي أدخلها محمد بن سلمان على المملكة، مثل دور السينما، لا تزال مفتوحة أمام الجمهور!!.