بدعم إماراتي وغطاء دولي.. “رايتس ووتش”: حفتر مستمر باستخدام “العنقودية”

- ‎فيعربي ودولي

اعتبر ليبيون أن الدعم الدولي للانقلابي خليفة حفتر يمكّنه من استمرار ضربه بالمؤتمرات الدولية في سوريا وبرلين وجنيف واتفاقات الأمم المتحدة عرض الحائط، هذا ما كشفه “المركز الإعلامي لعملية بركان الغضب”، التابع لحكومة الوفاق، حيث أكد أن الإمارات دعمت حفتر بطائرات مسلحة بدون طيار، وشنّت غارات جوية بواسطة طائراتها المقاتلة، وأنها دعمتها أيضا بـ”الذخائر العنقودية” المحظورة بموجب اتفاقية الذخائر العنقودية التي صادقت عليها 108 دول، وهو سلاح سبق واستخدمه حفتر في 2015 في درنة، وأعاد استخدامه في قصف مواقع بطرابلس في نوفمبر الماضي.

ووثَّقت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، في تقرير لها، الخميس، استخدام قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر ذخائر عنقودية في منطقة سكنية في العاصمة الليبية، طرابلس في 2 ديسمبر 2019.

وقالت: “نفَّذ الجيش الوطني الليبي (قوات حفتر)، أو داعموه الدوليون، غارة جوية يوم 2 ديسمبر أو نحو ذلك، على منطقة سكنية مجاورة لطريق الأصفاح قرب طريق المطار في الضواحي الجنوبية لطرابلس. وزارت “هيومن رايتس ووتش”، الموقع في 17 ديسمبر، ووجدت بقايا قنبلتين عنقوديتين من طراز (RBK-250 PTAB 2.5M)، وأيضا أدلة على استخدام قنابل شديدة الانفجار ملقاة جوا خلال الهجوم، ولم تكن المنطقة ملوّثة بذخائر عنقودية قبل الهجوم”.

وأضافت أن “اتفاقية الذخائر العنقودية لعام 2008 تحظر الذخائر العنقودية بالكامل، وتطالب بإزالتها، وأيضا مساعدة الضحايا”، مضيفة: “لم تنضم ليبيا إلى المعاهدة، لكن ينبغي لجميع أطراف النزاع المسلح في ليبيا الالتزام بالمعيار الذي نصّت عليه ضد أي استخدام للذخائر العنقودية تحت أي ظرف”.

وطالبت منظمة هيومن رايتس ووتش ليبيا بأن تتخذ الخطوات اللازمة للانضمام إلى هذه الاتفاقية للذخائر العنقودية دونما إبطاء.

وأشار تقرير المنظمة إلى أن الذخائر العنقودية حُظرت بسبب تأثيرها العشوائي واسع النطاق وخطرها طويل الأمد على المدنيين، خاصة أنها تنفجر عادة في الهواء وتنثر العشرات، وحتى المئات، من الذخائر الصغيرة على مساحة بحجم ملعب كرة قدم”، لافتة إلى أن “أغلب تلك الذخائر العنقودية الصغيرة لا تنفجر لدى ارتطامها بالأرض، ما يخلّف الكثير من القنابل غير المنفجرة التي تصبح بمثابة ألغام أرضية”.

دعم دولي

“أريحية دولية”.. هذا ما يصفه الليبيون وهو مدعاة لاستمرار سيل الدماء، يقول المواطن الليبي أحمد العيناوي: “المبعوث الدولي لليبيا غسان سلامة يتحدث عن بوادر أولية للسلام بين طرفي النزاع الليبي، فجهود حفتر لإسقاط حكومة الوفاق فشلت تمامًا رغم الخسائر البشرية الضخمة، ورغم الدعم الدولي اللامحدود لقواته، فالحوار السياسي به ستنعم ليبيا بالسلام، ولغة العنتريات التي يستخدمها حفتر لا تنفع”.

وقال مراقبون، إن تصريحات غسان سلامة تأتي في ظل خرق متجدد للهدنة بليبيا، حيث مليشيات حفتر تقصف طرابلس، مشيرين إلى تقرير صحيفة “الجارديان” البريطانية الذي أثبت أن “الدعم الدولى لحفتر سبب استمرار الدماء”.

وجمع نشطاء حقوقيون تقارير تدين حفتر وتكشف الدعم الدولي له، أولها اعتراف حفتر بالدعم الفرنسي الرسمي له، وتقرير الأمم المتحدة عن ضرب الكلية، وتقرير بلاك شيلد، وتقرير “لوموند” الذي وثق فيه هذا الدعم.

وأضاف النشطاء أن هذه قضايا يمكن الفوز بها بسهولة وتعويضات ضخمة ومادة إعلامية للإعلام الدولي، لفضح المافيا العالمية وهدم رموزها.

أما الباحث الليبي إبراهيم قصودة فقال: “عندما تشاهد الدعم الدولي لمجرم الحرب حفتر من قوى دولية تصف نفسها بأنها تهتم بحقوق الإنسان وتشجع على ممارسة الشعوب حقها في الديمقراطية، وأنها ضد أنظمة العنف، يتضح صدقها من كذبها، حيث أفعالها الآن تثبت لنا دون شك أنهم كانوا وراء انقلاب القذافي على الشرعية الدستورية”.

استخدام موثق

وأكَّد عسكريون أن قوات حفتر استخدمت القنابل العنقودية المحظورة دوليًّا، حيث أكد خبراء في هندسة الألغام وضباط ليبيون أن الطائرات الحربية التابعة للواء خليفة حفتر استخدمت قنابل عنقودية لقصف مواقع مدنية وعسكرية في غرب البلاد، وذلك بعد أن نشرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” تقريرًا يوثق استخدام تلك القنابل.

وأكد خبراء عسكريون تابعون لقوات فجر ليبيا المناوئة لحفتر في مدينة أزوارة بأقاصي الغرب الليبي، استهداف معسكراتهم بقنابل عنقودية وفوسفورية وصفوها بالكارثة التي يمتد أثرها إلى الأجيال المقبلة.

وقال المقدم فتحي الهوش، خبير الهندسة العسكرية بالمركز الليبي لإزالة الألغام: إن هذه القنابل تحتوي على مواد سامة وجرثومية تظهر آثارها بعد فترة من الزمن.

تقرير 2014

وسبق لمنظمة هيومن رايتس ووتش أن نشرت تقريرا، أعلنت فيه عن استخدام قوات حفتر لقنابل عنقودية وصفتها بالمحرمة دوليا العام الماضي، وأظهر التقرير وجود مخلفات من هذه القنابل في محيط قاعدة الوطية الجوية، وفي منطقة بن جواد ومدينة سرت.

لكن قوات فجر ليبيا تؤكد أن مواقعها في غرب البلاد استهدفت بهذه القنابل مرة أخرى قبل أيام، بينما تنفي أطراف عسكرية موالية لحفتر استخدامها هذا النوع من الأسلحة، وتتهم خصومها بامتلاكها.