برعاية شيخ العسكر: أزهر “علماني” بلا قرآن كريم!

- ‎فيتقارير

كتب: أسامة حمدان

لم يكد يجف مداد الخزي الذي وقع به أحمد الطيب، شيخ الأزهر وأحد معاول الانقلاب، قرار الإذعان للكفيل الإماراتي بافتتاح فرع "ملاكي" لجامعة الأزهر في بلاد "الرز"، حتى جاءت لطمة جديدة تمثلت بإلغاء امتحان القرآن الكريم للقبول في الدراسات العليا، في حلقة جديدة لتفكيك تلك المؤسسة الدينية العريقة القائمة على خدمة القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.

الاعتراف أدلى به الدكتور توفيق نور الدين -مستشار "الطيب" للدراسات العليا- الذي قال: إن المجلس الأعلى للأزهر قرر في اجتماعه الذي عقد صباح أمس، إلغاء امتحان قبول الدراسات العليا، واشتراط النجاح في اللغة الأجنبية دون أن تحتسب من المجموع الكلي.

وبالمختصر المفيد وحتى يقطع الطريق عن أنصار النوايا الحسنة الرافضين لفكرة "المؤامرة"، أضاف "نور الدين" صراحة، أن هذا القرار يقصد به إلغاء امتحان القرآن الكريم الذي كان يتم إجراؤه لجميع الطلاب كشرط للقبول بالدراسات العليا، ومن ثم فإن الجميع يمكنهم الالتحاق بهذه المرحلة دون تخطى هذا الشرط!

العسكر والأزهر
ومنذ تدخل الانقلاب العسكري الذي قاده جمال عبد الناصر في ستينيات القرن الماضي، ولا يترك العسكر فرصة لخلع حجر من أسوار الأزهر إلا خلعوه، بدا ذلك بتأميم أوقافه دون الكنيسة، والتدخل في مناهج التعليم به، بقصد تجفيف المنابع وإلغائه كلية، تحت مسمى براق وهو مشروع تطوير الأزهر الذي وافق عليه عبد الناصر عام 1964.

وبعد الانقلاب الأخير الذي قاده عبد الفتاح السيسي وأطاح بأول رئيس مدني منتخب، الرئيس د.محمد مرسي، واصل التخريب على يد "أحمد الطيب"، الذي يتفنن في إعطاء الانقلاب الشرعية الدينية بالباطل، ورؤية الدماء البريئة الطاهرة تهراق دون أن يطرف له جفن.

وبالأمس الأربعاء أثار خبر توقيع "الطيب"، ورئيس الهيئة العامة للشئون الإسلامية والأوقاف الإماراتية، محمد مطر الكعبي، اتفاقية لإنشاء فرع لجامعة الأزهر في دولة مصب "الرز"، موجة من الجدل الواسع على صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي.

واعتبر العديد من النشطاء والسياسيين أن الخبر له خلفيات سياسية مؤلمة، تكشف حجم التوغل الإماراتي والسيطرة التامة على كل المؤسسات والجهات في مِصْر، بما فيها مؤسسة الأزهر الشريف.

ولأول مرة في تاريخ الأزهر يوافق على إنشاء فرع لجامعته خارج مِصْر، رغم تلقي الأزهر العديد من الدعوات لإنشاء فروع في دول كثيرة.

وعلى لسان وكيل الطيب الشيخ "شومان" أن طلب دولة الإمارات حاز القبول والموافقة والترحيب، لاطمئنان الأزهر على أن فرع الجامعة في الإمارات سيؤدي رسالته، يقصد رسالة التبعية والتدخل واستمرار "الرز" بالطبع!

ورقة في يد العسكر
وأصبح الأزهر منذ انقلاب عبد الناصر المشئوم على الرئيس محمد نجيب ورقة في يد العسكر، وحسب الباحث وليد السيد فإن افتتاح فرع للأزهر بالإمارات يـأتي في الوقت الذي تم رفض إنشاء فرع في ماليزيا وأندونسيا، على الرغم من أن البلدين من أكبر البلاد الإسلامية، وعلاقة أبنائها وتقديرهم للأزهر معروفة منذ سنوات.

وقال "السيد" -عبر صفحته على "فيس بوك"-: "ماليزيا طلبت مرارًا وتكرارًا من الأزهر أن يفتتح فرع جامعة لها، سواء كانت جامعة حكومية أو أهلية أو خاصة، ولها أكثر من 30 سنة تحلم بفرع من الأزهر، وعرضت المال والمكان وطرق المتابعة وو… وغير ذلك".

وتابع: "بل إن الطيب منذ 3 سنوات تمت استضافته مدة 3 أيام، وأجزل له في العطايا ليعطي الموافقة على فرع للجامعة، وأخذوه بطائرة هليكوبتر لرؤية المكان في أطراف كوالالمبور العاصمة.. لكنه رفض، ولما سئل عن السبب!! قال: هذا ليس قراري وإنما قرار الخارجية المصرية".

وأضاف: أندونيسيا أكبر دولة إسلامية، وهي أحق بالفروع من غيرها تم رفض العديد من الطلبات، على الرغم من شغف الأندونيسيين بالأزهر لدرجة تسمية أبنائهم بـ"أزهري"، وكثير من الأحياء والمدارس والحضانات والجامعات تحمل اسم الأزهر".

وأوضح أنه في لقاء مع أحد كبار الأكاديميين في أندونيسيا أخبره أنهم عرضوا على الطيب أن يستقدموا 50 أستاذًا شرعيًّا أزهريًّا من مِصْر لمدة 4 سنوات تتكفل أندونيسيا برواتب مميزة لهم لتأسيس فرع للجامعة هناك لكنه رفض.

واختتم كلامه قائلا: "الآن يوقع للإمارات على فراش التبعية والنخاسة، بعد البيادة.. العمة على فراش العقال".

الأزهر للبيع
وتعليقا على ذلك علقت الناشطة "Reem Shehab" قائلة: "حتى الأزهر بقى للبيع مقابل شوال أرز".

فيما علق "Islam Aly" قائلا: "بعد أن ضاعت مكانة مِصْر السياسية.. يبيعون مكانتها التاريخية.. اللهم اجعل السيسي ومن والاه عبرة واجعل هلاكهم آية من آياتك".

واكتفى Mohamed Soliman بالتعليق الساخر قائلا: "هذا كفيل بابا".

ومنذ الانقلاب العسكري في الثالث من يوليو 2013 ترعى دولة الإمارات الانقلاب ماديًّا وسياسيًّا، وتبذل قصارى جهدها لإنجاحه، في مقابل ذلك أصبحت كافة الاستثمارات والاتفاقات الاقتصادية في مِصْر من نصيب دولة الإمارات.

واقرأ أيضا:

"الأزهر فرع الإمارات".. الكفيل يفعل ما يشاء