بعد جريمة العسكر في نقص أدوات الوقاية.. أول شهداء الجيش الأبيض طبيب أزهري

- ‎فيتقارير

ارتقى فجر اليوم الاثنين، الدكتور أحمد اللوَّاح، أستاذ ورئيس قسم التحاليل الطبية بجامعة الأزهر (57 عاما)، شهيدا إثر إصابته بفيروس “كوفيد ــ19” المعروف بكورونا، حيث كان يخضع للحجر الصحي بمستشفى أبو خليفة بمحافظة الإسماعيلية.

ويعتبر اللواح أول شهداء الجيش الأبيض من الطواقم الطبية الذين يتصدرون الصفوف في مواجهة وباء “كورونا” بدون أدوات أو معدات وقاية كافية، حيث كانت حكومة الطاغية عبدالفتاح السيسي تمنح الأولوية لمشروعات وهمية تأكد فشلها وأهدر عليها مئات المليارت بينما ترك  القطاعين الصحي والتعليمي متجردين من أي مقومات للنجاح.

ومن جانبها، نعت  هيئة الرعاية الصحية الدكتور اللواح باعتباره أول طبيب شهيد والذي كان قد خضع للحجر الصحي في حالة حرجة برفقة مدير مستشفى ببورسعيد.

تفاصيل الوفاة

وبحسب الهيئة العامة للرعاية الصحية فإن الطبيب الشهيد تدهورت حالته الصحية مساء السبت الماضي 28 مارس 2020م وتم الإبلاغ عن حالته بعد التأكد من إيجابية الإصابة بالفيروس وتم نقله إلى مستشفى التضامن ببورسعيد حيث يقيم، وتم تقييم حالته بالحرجة للغاية.

وبعد استقرار الحالة نسبيا، تم نقل الحالة لمستشفى أبو خليفة بمحافظة الإسماعيلية باعتبارها أحد مستشفيات العزل.  لكن حالة الدكتور اللواح تدهورت بشدة وبشكل مفاجئ حتى وافته المنية في تمام الساعة الثانية عشر و ثلاثون دقيقة صباح اليوم الاثنين الموافق ٣٠ مارس ٢٠٢٠.

ووفقا لجهود التقصي الذي تقوم به مديرية الشئون الصحية في بورسعيد فإن الطبيب كان أحد المخالطين المباشرين المصابين بفيروس كورونا المستجد و كان تحت العزل الذاتي بمنزله قبل نقله للمستشفى.

آخر منشورات الطبيب الشهيد

وتداول أهالي محافظة بورسعيد آخر منشورات الدكتور الشهيد على موقع التواصل  الاجتماعي فيس بوك؛ واعتبروه وصيته الأخيرة، والتي تناقلها أهالي المحافظة علي صفحاتهم بحزن شديد، حيث سيطر الحزن على  المحافظة بأكملها، وانتشرت كلمات الرثاء على جميع صفحات الفيس بوك لأهالي بورسعيد حزنا علي وفاته.

وكتبت الطبيت الشهيد في منشوره: «الناس بتسأل بعد الأسبوعين من الحظر دول هيحصل إيه يعني ؟ ، ما احنا هنرجع لحياتنا والفيروس هيرجع ينتشر تاني”.  واستكمل موضحا سبب الجلوس في المنزل قائلا  “الناس دلوقتي أربعة أنواع ، أولا ناس لم يصلها الفيروس، ودول هيستفيدوا  لأنه مش هيوصل ليهم العدوي ، والنوع الثاني ناس حملة للفيروس من غير أي أعراض  ودول قعادهم  في البيت مش هيكونوا سبب العدوى لأي شخص ومع الوقت المناعة في جسمهم هتقضي علي الفيروس”.

وتابع فى وصيته الأخيرة ” النوع  الثالث من المواطنين حاملين للفيروس ، ولديهم أعراض خفيفة ، ودول قعدتهم في البيت مش هتخيلهم يتسببوا في العدوي لأي شخص ، والفيروس مع مرور الوقت هيموت في جسمهم بعد أسبوعين لأن الجسم هيكون اكتسب مناعة طبيعية”.

وأردف “النوع الرابع ناس حاملة للفيروس وعندها أعراض شديدة ، ودول محتاجين يروحوا المستشفي ويتعالجوا فيها”.

وشدد الدكتور أحمد اللواح رحمة الله عليه في المنشور  قائلا “أهم شئ  الفيروسات التي انتشرت علي الأسطح والأرض، أو في الهواء، ستموت بعد أسبوعين في حالة أنها لا تجد جسم الإنسان تتكاثر فيه”.

وتابع مؤكدا ثلاثة مرات “المهم ,…المهم… المهم… خلال الأسبوعين الإلتزام في المنازل، لأن ممكن الفيروس يموت لو ملقاش جسم إنسان يتكاثر فيه …..ودي فكرة أهمية المكوث في المنزل”.

«26» طبيبا مصابا!

وكان الدكتور إبراهيم الزيات عضو مجلس النقابة العامة للأطباء قد كشف أن إجمالي إصابات كورونا بين أعضاء الفريق الطبي في مصر وصل إلى 26 حالة حتى يوم 23 مارس 2020م  وهي فقط الأسماء التي تمكنت النقابة من التعرف عليها، وذلك بواقع 6 إصابات للأطباء البشريين، وصيدلي واحد، و7 إصابات لفرق التمريض، و4 من المراقبين الصحيين، و5 من فنيي المعامل، و3 من فنيي الأشعة.

وأضاف الزيات، في بيان صادر عن النقابة، أن هذه الأعداد مرشحة للزيادة مع الوقت، في ضوء الارتفاع اليومي لأعداد المصابين بفيروس كورونا، موضحاً أن إصابات الأطباء تشمل “استشاري صدر بمحافظة دمياط، وطبيبة حميات بالمنوفية، واستشاري باطنة في مستشفى الطلبة بجامعة القاهرة، وطبيبة رعاية بمستشفى الشروق في الهرم، وطبيب تجميل بمستشفى البنك الأهلي، وطبيب بمستشفى المنيرة في القاهرة”.

وشكا عدد من الأطباء من نقص المواد والأجهزة التي تكفل لهم الوقاية من المرض مؤكدين أنهم يواجهون الإصابة بالعدوى كل يوم دون أن تكفل لهم وزارة الصحة بحكومة الانقلاب أي إمكانات تقيهم من الإصابة بالعدوى.

وبحسب نص دستور الانقلاب سنة 2014 فإنه يتوجب تخصيص 3% من الناتج المحلي الإجمالي لقطاع الصحة لكن الحكومة خصصت 1.5% فقط للصحة بمقدار حوالي 80 مليار جنيه بينما يتعين تخصيص 160 مليارا على الأقل وفقا لنص الدستور الذي يتم العصف به دون اكتراث من جانب النظام العسكري الحاكم.