بعد كردستان.. سكين “الانفصال” في الطريق إلى مصر

- ‎فيتقارير

كتب: سيد توكل
في الوقت الذي صوّت فيه الأكراد بإقليم كردستان، يوم الإثنين الماضي، عن انفصالهم عن العراق، لا تزال هناك أطروحات على الساحة المصرية عن احتمالية تعرض بعض المناطق لعملية مماثلة على يد سلطات الانقلاب، التي جاءت في 30 يونيو لتنفيذ أجندة "سايكس بيكو" الثانية.

وأعلنت المفوضية العليا للاستفتاء والانتخابات في إقليم كردستان، عن النتائج المبدئية للاستفتاء لإقليم كردستان، والمناطق المتنازع عليها، حيث تجاوزت نسبة المصوتين بـ"نعم" 92%، من إجمالي الأصوات.

وأوضحت المفوضية، فى مؤتمر صحفى، أن 4 ملايين و581 ألفا و255 شخصًا كان لهم حق التصويت فى الاستفتاء الذى نُظم بالمحافظات الخمس، أربيل، السليمانية، دهوك، كركوك، وحلبجة، بالإضافة إلى المناطق الكردستانية الواقعة خارج إدارة إقليم كردستان".

وأضافت أن "3 ملايين و305 آلاف و925 شخصا شاركوا فى الاستفتاء، فيما تم استبعاد 170 ألفا و611 صوتا".

النوبيون

البداية مع "النوبيين"، الذين أطلقوا منذ عشرات السنين دعوات الانفصال عن مصر للمطالبة بحقوقهم، وسرعان ما تظهر حملات مضادة ضدهم تتهمهم بـ"الخيانة والعمالة وتفتيت الوطن".

فمنذ 1902 وحتى الآن، يتعرض النوبيون لسلسلة من التهجير، كانت بدايتها مع بناء خزان أسوان، وذلك بعد ارتفاع منسوب المياه، الذي أغرق 10 قرى نوبية، فاضطر الأهالي للانتقال إلى قرى البر الغربي، ومختلف المحافظات.

وبعدها أصدرت الدولة القانون رقم 6 لسنة 1933، الخاص بنزع ملكية أهالي النوبة وتقدير التعويضات اللازمة.

ومنذ هذه الفترات، كان النوبيون ينقلون بيوتهم على حسابهم الخاص، ويعيدون استصلاح أراضٍ جديدة، ولم يفكر النوبيون طوال هذا الزمن في الانفصال أو تفتيت الوطن.

أما في صعيد مصر، فظهرت حملة في نوفمبر 2014، على مواقع التواصل الاجتماعي، تدعو للانفصال. وعن أسباب الانفصال قال مطلقو الحملة، إن ذلك يأتي بسبب سلب خيرات وثروات الصعيد، وتوزيعها على باقي محافظات مصر بشكل عام بأقل مقابل، وذلك دون أن يستفيد بها أهالي الصعيد.

سيناء

الآلاف من أهل سيناء حالهم كحال النوبيين، فقد أُجبروا على الهجرة من بيوتهم وأرضهم ومزارعهم؛ بسبب إنشاء منطقة عازلة بشكل دائم بعمق 300 متر على طول الشريط الحدودي مع قطاع غزة (خمسة كيلومترات).

وبحسب تقديرات رسمية نُشرت خلال العام الجاري، فهناك ما لا يقل عن 880 منزلا متاخما للحدود تم تفجيرها، رغم أن الهجمات التي استهدفت قوات الجيش تبتعد عن مناطق التهجير بأكثر من 45 كم.

التهميش والظلم

وعن أسباب ظهور تلك الدعوات بالانفصال في مصر، يقول الناشط الحقوقي نجاد البرعي: "إن التهميش والعنصرية وعدم مساواة المواطنين وبعضهم في الحقوق والواجبات، يدفع العديد منهم إلى التفكير في الخروج من المواطنة الورقية، أي المسجلة رسميا فقط دون تحقيق ذلك على أرض الواقع".

وأضاف- في تصريح صحفي- أن سكان النوبة والصعيد وسيناء تعرضوا لعمليات تهميش، فضلا عن عمليات التخوين التي تمارس بحق أهالي سيناء.

وتابع "البرعي" قائلًا: "أهل الصعيد شربوا من مرارة الفقر والتغريب، فالشاب الصعيدي يتغرب عن أهله قبل سن العمل، ويعمل ويكافح لتوفير مجرد القوت اليومي له ولأسرته، وبالتالي يرى الدولة ظالمة".