بعد مطالب تركيا و”العفو الدولية” بتحقيقات دولية في مذبحة رابعة.. متى يصحو ضمير العالم؟

- ‎فيتقارير

ما زالت أصداء ذكرى مذبحة القرن "رابعة" تحل بعواصم دول العالم لتأبين الشهداء والتذكير بجرائم حكم العسكر في مصر؛ حيث قال ياسين أقطاي مستشار رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أرودغان: إن فض اعتصام ميدان "رابعة العدوية جريمة ارتكبت بحق الإنسانية".

جاء ذلك في تصريح أدلى به أقطاي، في إطار مشاركته بفعالية أقيمت في مركز المؤتمرات بمدينة إسطنبول بمناسبة الذكرى السادسة لفض اعتصام رابعة أمس السبت.

وشدد أقطاي على أن "العالم يجب عليه أن يشعر بالعار لصمته أمام الجريمة التي ارتكبت بحق الإنسانية"، مبينا أنه "إذا صمتنا على الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية فإننا نصبح شركاء فيها"، وأشاد بثبات المتظاهرين في ميدان رابعة طوال 48 يوما.

واعتبر أقطاي أن مصر شهدت، في 14 أغسطس 2013، "أعنف وأقسى عملية تدخل لا إنسانية في تاريخها"، مشيرا إلى "عدم محاكمة أي شخص حتى اليوم على تلك الجريمة".

دماء مذبحة رابعة تطارد مصر

 منظمة "العفو" الدولية ذكرت في تقرير لها بالتزامن مع ذكرى المجزرة أن الشعب المصري ما زال يعيش إرث مذبحة فض اعتصامي "رابعة والنهضة"، 14 أغسطس 2013.

وأضافت أن المذبحة التي قتل خلالها ما لا يقل عن 900 شخص من المواطنين السلميين الرافضين للانقلاب العسكرى، ألقت على المجتمع المصري بظلالها التى ما زالت باقية حتى اليوم.

ورصدت "العفو" عبر موقعها الإلكتروني، ما يعانيه المصريون، على مدار 6 سنوات، بمناسبة حلول الذكرى السادسة للمذبحة، مشيرة إلى أن أحكامًا بالسجن لمدد تصل إلى 25 عاما صدرت بحق أكثر من 650 شخصًا شاركوا في الاعتصام ، كما صدرت أحكام بالإعدام بحق 75 آخرين بعد محاكمة جماعية افتقرت بشدة للنزاهة.

وهناك العديد من الذين تم إطلاق سراحهم بعد خمسة أعوام ونصف العام من الاحتجاز، يواجهون إجراءات مراقبة قاسية تسلبهم حريتهم؛ ما يؤثر بشدة على حياتهم ويقيد حقوقهم، فضلا عن وجود آخرين ممن صدرت بحقهم أحكام غيابية، مازالوا يعيشون في المنفى حتى اليوم.

ووفق التقرير، فإن الأحداث المروعة لمذبحة رابعة مثلت بداية تراجع حادّ في وضع حقوق الإنسان في مصر.

الإفلات من العقوبة

بدروها قالت نائبة مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة، "ماجدالينا مغربي"، إن "عدم محاسبة فرد واحد من قوات الأمن أو أولئك الذين يضطلعون بالمسؤولية على مستوى القيادة، عن أعمال القتل قد عزّز مناخ الإفلات من العقاب وشجع قوات الأمن على القيام بعمليات اختفاء قسري جماعية وتعريض المعتقلين بشكل روتيني للتعذيب وغيره من أنواع سوء المعاملة دون خوف من تقديمهم للعدالة".

تركيا ملاذ الشرفاء

وأوضح أقطاي أن "تركيا كانت بعد مذبحة رابعة هي أول دولة تفتح ذراعيها لاستقبال المصريين، وكان استقبالهم من دافع وطني وإنساني"، مؤكدا أن "تركيا عملت على احتضان العرب المضطهدين من أحداث الربيع العربي، وفي القلب منهم المصريون، لإيماننا بأن الحرية من أعلى القيم التي تناضل الشعوب من أجلها".

وأضاف أن "الرئيس رجب طيب أردوغان عندما بكي على الهواء خلال تعقيبه على رابعة قال إنه جرب الظلم من قبل، ولذلك فهو يعلم الألم الذي يمر به هؤلاء. ومنذ هذه اللحظة لا يلتفت الرئيس أردوغان إلى المنقلب عبدالفتاح السيسي في أي محفل دولي، لأن السيسي أتى على ظهر دبابة".

ونوه مستشار الرئيس التركي إلى "احترام تركيا لإخوانهم المصريين، ونصرتهم لقضيتهم العادلة؛ فهم جزء من الأشقاء الذين نبذل لهم الغالي والنفيس".

رابعة.. مطالب بالقصاص ويقين في العدل الإلهي

 وحل وسم "رابعة" ضمن قائمة الأوسمة الأكثر تداولا في مصر،تزامناً مع بدء الذكرى السادسة لفض اعتصامي النهضة ورابعة العدوية، التي راح ضحيتها المئات من المعتصمين السلميين.

الناشطون، وبينهم مصريون وجنسيات عربية أخرى، أكدوا، من خلال الوسم، أن ما حدث في رابعة -من قتل وحرق وانتهاكات على يد عناصر من الجيش والشرطة- لن يمحى من الذاكرة أبدا، معربين عن يقينهم من أن انتقام الله سيلحق بكل من شارك في هذه المجزرة ولو بكلمة واحدة.

ولفتوا إلى أن جرح رابعة لن يندمل إلا بالقصاص لدماء الشهداء كونها جريمة لا تسقط بالتقادم، واستشهد بعضهم بتغريدة الداعية السعودي المعتقل "سلمان العودة" عن فض رابعة التي قال فيها "ألا أيها المستبشرون بقتلهم.. أطلتْ عليكم غمة لا تفرج"، مؤكدين أن نبوءة الشيخ تحققت بالفعل.

البرلمانية المصرية السابقة "عزة الجرف" أعربت عن يقينها في النصر، مشددة على أن جرحها لن يندمل إلا بالقصاص.

فى حين أكد الشاعر المصري "عبدالرحمن القرضاوي" أن جريمة فض رابعة لن تسقط مهما طال الزمن.بدوره، قال الناشط الحقوقي الأردني "فادي القاضي" إن الحرية التي ينعم بها المجرمون لن تدوم طويلا و"العدالة إن طال انتظارها، فهي قادمة يوما".

وعلق الداعية المصري "فاضل سليمان" قائلا:في مثل هذا اليوم في #رابعة..قتل شرار الخلق خيارهم.

بينما اعتبر المدير السابق لقناة الجزيرة القطرية الأردني "ياسر أبوهلاله" أن "رابعة امتحان تفوق فيه الضحايا الذين آمنوا بحق مصر في الحرية والكرامة، وسقط فيه العسكر".

من جانبه، نشر السياسي والحقوقي المصري "أسامة رشدي" مجموعة صور ليوم الفض، مؤكدا أن هذا اليوم "سيظل شاهدا على إجرام السفاح السيسي"، في إشارة إلى "عبدالفتاح السيسي".