بعد مقتل 17 في أسبوع واحد.. متى يتوقف نزيف الدماء المصرية في سيناء؟

- ‎فيتقارير

شهدت محافظة شمال سيناء خلال الأسبوع الجاري عدة تفجيرات وأعمال مسلحة أسفرت عن مقتل عدد من المجندين والأهالي وإصابة آخرين.  فقد قتل سبعة عسكريين وأصيب 4 آخرين مساء الثلاثاء 13 أكتوبر 2020م في انفجار غامض في موقع عسكري تابع للجيش غربي محافظة شمال سيناء، شرق البلاد بحسب مصادر عسكرية. وبحسب مصادر قبلية وشهود عيان فإن انفجاراً هائلاً هز موقع كتيبة للجيش قرب بحيرة البردويل، في نطاق قرية نجيلة، غرب مدينة بئر العبد. وأضافت المصادر ذاتها أن الانفجار الذي لم يعرف مصدره أدى لوقوع دمار في الكتيبة ووقوع خسائر بشرية ومادية. وأشارت المصادر إلى أن سيارات الإسعاف هرعت إلى مكان الحادث، وشرعت في عمليات نقل القتلى والجرحى.

كما قتل أربعة مدنيين، مساء الاثنين، إثر انفجار لغم أرضي في إحدى القرى المهجرة التي عاد إليها سكانها الأحد، غرب محافظة شمال سيناء شرقي البلاد. الانفجار أدى إلى مقتل وإصابة عدد من أفراد عائلة عيد أبو حرب، وجرى نقلهم إلى مستشفى بئر العبد المركزي. وفي وقت لاحق، قالت مصادر طبية في مستشفى بئر العبد، إن قتلى انفجار قرية اقطية هم: فاطمة نصر عبد اللطيف 25 عاما، ولمياء عيد حرب 17 عاما، ووفاء سليم محمد 28 عاما، وسمية نور عيد عامين، فيما أصيب أنور عيد حرب 26 عاما وحالته حرجة للغاية. وبهذه الحصيلة يرتفع عدد قتلى المهجرين منذ عودتهم صباح يوم السبت إلى 8، بينهم أطفال ونساء.

وفي سياق آخر قتل وأصيب عدد من أفراد الجيش المصري مساء الاثنين بهجوم مسلح جنوب مدينة رفح. وقالت مصادر طبية عسكرية إن تنظيم "ولاية سيناء" الموالي لتنظيم "داعش" الإرهابي هاجم حملة عسكرية للجيش جنوب رفح، ما أدى إلى وقوع خسائر بشرية ومادية. وأضافت المصادر ذاتها أن الهجوم أدى إلى مقتل عسكريين اثنين وإصابة ثلاثة آخرين بجروح متفاوتة، مشيرة إلى أنه جرى نقلهم إلى مستشفى العريش العسكري.

لماذا يستمر الفشل؟

بحسب الباحث والمحلل السياسي علاء بيومي، تؤكد ثلاث دراسات حديثة عن الأوضاع الأمنية في مصر. أن النظام رغم إمكاناته الضخمة فشل في القضاء على ما يسمى بـ"الإرهاب" ، يأتي في مقدمتها تقرير أصدرته منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية، في مايو2019م عن الأوضاع الأمنية في سيناء، تحت عنوان "انتهاكات قوات الأمن المصرية ومسلحي داعش في شمال سيناء". وتقرير أصدره مشروع بنية الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإقليمية، الممول من الاتحاد الأوروبي لدراسة مستقبل المنطقة، والذي نشر في أكتوبر2018م. تحت عنوان "ديناميكيات انتشار الجماعات المسلحة في مصر وليبيا". وتقرير صدر في يوليو 2018 "خمس سنوات من حرب مصر على الإرهاب"، عن معهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط، ومقره واشنطن، والذي يصدر تقارير دورية عن الأوضاع الأمنية في مصر.

وتعزو هذه الدراسات أسباب الفشل إلى اعتماد سياسة القوة الغاشمة فقط في التعامل مع الملف وهو ما يؤدي  إلى ظهور جماعات مسلحة جديدة ترجمة لثأرها مع النظام في دوامة لا تتوقف أبدا. إضافة إلى غياب المعالجة السياسية وفتح أجواء الحرية والاندماج والاحتواء.

وتقول إحصاءات معهد التحرير الذي يرصد التطورات الأمنية في مصر بشكل منتظم، أن قوات الأمن المصرية أعلنت رسميا شن 1800 عملية أمنية منذ 2014. ووفقا لوسائل الإعلام،  وفشل النظام المصري في التعامل مع الإرهاب نابعٌ من استراتيجية النظام نفسها" يبلغ العدد الإجمالي لتلك العمليات حوالي 3500 عملية، 40% منها في شمال سيناء. هذا في مقابل وقوع حوالي 2500 هجوم إرهابي في السنوات الخمس التالية للانقلاب. وقد أدت تلك العمليات إلى مقتل سبعة آلاف شخص 95% منهم في شمال سيناء، مع العلم أن قوات الأمن المصرية تواجه جماعة قد لا يتعدّى عدد أفرادها الألف. ومع ذلك، قتل سبعة أضعاف إجمالي المسلحين. كما قتل سبعمائة فرد من أفراد قوات الأمن المصرية في السنوات الثلاث التالية للانقلاب العسكري، وهو ضعف قتلى قوات الأمن المصرية خلال عقد الثمانينات، والذي شهد صراعا مسلحة بين النظام المصري والجماعات المسلحة.