“بي بي سي”: بيان “كبار العلماء” السعودية تحريض لأوروبا على الإخوان

- ‎فيتقارير

أجاب تقرير لموقع "بي بي سي" عربي عما وراء توقيت بيان هيئة "كبار العلماء" -المنحازة لسياسة ولي العهد محمد بن سلمان- والذي صدر قبل يومين وهاجم فيه جماعة الإخوان المسلمين، الذين ليس لهم تمثيل مؤسسي صريح داخل المملكة إلا ببعض الأفراد المحسوبين على أفكار الجماعة أكثر من انتمائهم لتنظيم.

ونسب تقرير "BBC" إلى معلقين وصحفيين سعوديين، قولهم إن بيان هيئة كبار العلماء تضمن "رسالة واضحة إلى أوروبا مفادها أن جماعة الإخوان لا تمثل الإسلام، وأن خطرها على الإسلام هو نفسه الخطر الذي يتهدد أوروبا"، على حد قولهم. وأضاف أن "كثيرين يعتبرون أن البيان بمثابة إبراء ذمة تسعى من خلاله السعودية إلى "الترويج لنموذج مختلف من التدين".

وأكد التقرير أن صحفيين ومغردين سعوديين قادوا "في السنوات الماضية حملات إلكترونية ضد المنتمين للتيارات الإسلامية في المنطقة". وأشار التقرير إلى أنه "يعتقد مطلقو تلك الحملات أن "جماعة الإخوان، ومن يدعمها، هي العدو الرئيسي لمسار الإصلاح الذي يتبناه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان".

وألمحت "بي بي سي" إلى أن "الهيئة السعودية" لم توضح سبب إصدار هذا البيان، لكنه جاء بعد أسابيع من قرار ملكي يقضي بإعادة تشكيلها. وأضافت أن "مراقبين ومعلقين وصفوا بيان الهيئة بأنه "فتوى سياسية تتماشى مع التغيرات الإقليمية والدولية خاصة بعد فوز جو بايدن في سباق الانتخابات الأمريكية".

وقالت " تعهد بايدن بإعادة تقييم العلاقات مع السعودية، وانتقد ما اعتبره "تساهلاً وتغاضيًا من قبل ترامب عن انتهاكات حقوق الإنسان في المملكة". ونبهت إلى وجهة نظر من معلقين رأوا أن "بيان هيئة كبار العلماء جاء للرد على "الحماس الذي أبداه بعض المتعاطفين مع الإخوان المسلمين لفوز يايدن وحديث البعض عن تأثيره السلبي المحتمل على العلاقات السعودية الأمريكية"، وفق قولهم.

وأفادت أن آخرين يرفضون ربط بيان الهيئة بنتائج الانتخابات الأمريكية، بل يربطونه بالهجمات التي شهدتها السعودية وعدد من دول الأوروبية في الآونة الأخيرة.


خطاب بن سلمان
وكشف تقرير الموقع العربي لهيئة الإذاعة البريطانية أن هؤلاء يستدلون بمقاطع من خطاب ألقاه ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في 12 نوفمبر الجاري، قدم فه بن سلمان مقارنة لظاهرة التطرف في السابق، وما وصل إليه الحال، ضمن استعراض حديث عن المستجدات الأمنية والسياسية.

واستعرض التقرير مواقف متباينة، ففي الوقت الذي يتحدث فيه مرحبون بتصريحات بن سلمان عن "نجاح المملكة في إعادة صورة الإسلام المعتدل بعد اجتثاث أفكار الجماعة الإسلامية من أمثال الصحوة والإخوان"، يقلل آخرون من أهميتها ويعدونها محاولة "للنيل من تيارات الإسلام السياسي، الذي مثل بديلا لمشروع طالما احتكرته السلطة السعودية، وهي فكرة تمثيل الإسلام"، وفق تعبيرهم.

ونقلت عن تغريدة لـ"محمد المختار الشنقيطي" قوله: "ما يريده المستبدون وظهيرُهم الدولي ليس إسلاما معتدلا، بل إسلاما منزوع الدسم، لا ينصر مظلوما، ولا يزعج ظالما .. وقد وجدوا في #عمائم_السوء وفقراء الضمائر ما يريدونه".

بيان جماعي
في رد علمي على هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية قال علماء الأمة "إن جماعة "الإخوان المسلمين" جماعة دعوية انتسب إليها في مشارق الأرض ومغاربها عدد كبير من العلماء والدعاة والمجاهدين الذين بذلوا في الدفاع عن عقيدة الإسلام وشريعته"، موضحين أن "الإخوان" جماعة مثل غيرها من الجماعات تجتهد فتصيب وتخطئ، فيقبل صوابها ويرد خطؤها.

وشاركت نحو 18 هيئة وجمعية ومؤسسة دعوية في الدفاع عن جماعة الإخوان المسلمين. وتقدم المدافعين عن الإخوان هيئات إسلامية راسخة مثل "رابطة علماء المسلمين"، و"الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، و"رابطة علماء أهل السنة" و"الاتحاد السوداني للعلماء والأئمة والدعاة"، و"هيئة علماء السودان"، و"هيئة علماء ليبيا"، و"مجلس البحوث والدراسات الشرعية/ دار الإفتاء _ ليبيا"، و"مركز تكوين العلماء / موريتانيا"، و"مجلس الشورى الوطني سريلانكا"، و"رابطة علماء المغرب العربي"، و"هيئة علماء فلسطين بالخارج"، و"منظمة النصرة العالمية"، و"رابطة علماء فلسطين بغزة"، و"رابطة إرشاد المجتمع في الصومال"، و"منظمة النهضة الشبابية التشادية"، و"رابطة أئمة فرنسا"، و"ملتقى علماء فلسطين"، و"هيئة علماء المسلمين في لبنان".

واستنكرت الهيئات الإسلامية، في بيان لهم مساء الخميس صدور بيانات هيئة كبار العلماء في السنوات الأخيرة باسم الأمانة العامة وبدون توقيعات العلماء وخطوطهم، وأن هذه البيانات بعيدة عن لغتهم الشرعية وفتاويهم وبحوثهم الرصينة التي صدرت عبر تاريخ طويل من الجهاد العلمي لهو أمر يثير الريبة من جهة، ويدعو للاحتراز من اتهام العلماء الفضلاء من جهة أخرى، والله تعالى يقول: ﴿فتبينوا﴾ ويقول: ﴿فتثبتوا﴾.

وأضاف البيان "يستنكر العلماء توسيع مفهوم جماعة الإخوان ومفهوم الإرهاب معًا ليشملا كلَّ ذي رأي ونصح وأمر بمعروف ونهي عن منكر مما ليس على هوى الأنظمة، والاعتقالات التي طالت العلماء والدعاة من جماعة الإخوان ومن غيرها في عدة دول شاهد على هذا التعدي الدولي والتواصي العالمي بأهل السنة".