تصعيد “الأهلي” ضد “آل الشيخ” انعكاس لصدام أكبر بين السيسي وبن سلمان

- ‎فيتقارير

كشفت تقارير عربية، نقلا عن مصادر موثوقة بحكومة الانقلاب، عن أن جولة التصعيد الأخيرة بين النادي الأهلي وتركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه السعودية ومساعد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ما هي إلا انعكاس وصدى لخلافات أعمق بين النظامين في القاهرة والرياض.

وبحسب صحيفة "العربي الجديد"، فإن التصعيد الأخير الذي برز مؤخرا بين رئيس هيئة الترفيه بالمملكة العربية السعودية تركي آل الشيخ، ومجلس إدارة النادي الأهلي، انتهى أحد فصوله الثلاثاء الماضي، ببيان وصفه مراقبون بأنه الأقوى من جانب مجلس إدارة الأهلي، وقضى برفع اسم آل الشيخ من قائمة رؤساء شرف النادي، والتواصل مع الجهات الإدارية المختصة لرد كافة الهدايا والمساعدات المالية التي قدمها للنادي، بعد التأكيد أن التجاوب مع محاولات آل الشيخ في دعم النادي والتوغل في الحياة الرياضية كان بواسطة من جهات رسمية في الدولة.

وبحسب "التقرير"، فإن البيان الأخير للنادي الأهلي جاء بضوء أخضر من جانب جهات "سيادية" تابعة للنظام، كرد فعل على الرفض السعودي منذ أكثر من 3 شهور لطلب من رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي بدعم حكومته بثلاثة مليارات دولار في صورة ودائع في المصرف المركزي لمواجهة تداعيات كورونا، في ظل النزيف الذي يعانيه الاقتصاد المصري.

وتشير المصادر إلى أن "السعودية أكدت للنظام العسكري في القاهرة أن مساعدتها ستتمثل في عدم الحصول على الودائع الدولارية التي حل موعد استحقاقها خلال الفترة الحالية، وتمديدها". وهو بالطبع لا يلبّي الاحتياجات والمطالب المصرية، مؤكدة أن ما حدث مع تركي آل الشيخ لم يكن إلا رسالة من نظام السيسي لنظيره السعودي.

تعطيل اتفاقيات ثنائية

وبحسب هذه المصادر، فإن السيسي بعدما تلقى ردودا سلبية من ولي العهد السعودي؛ توترت العلاقات بين الطرفين، وهو ما انعكس على تعطيل عدد من الاتفاقيات والمشاريع بين الجانبين، ومنها مشروع الربط الكهربائي العملاق بين مصر والسعودية، لأجل غير مسمى، بعدما كان مقررا توقيع عقود البدء في التنفيذ نهاية مايو الماضي. وهو المشروع الذي كان يشمل تبادل 3 آلاف ميجاوات، حسب أوقات الذروة في كلا البلدين، ويتكون ﻣﻦ 3 ﺣﺰﻡ، تشمل ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﺤطتي ﻣﺤﻮﻻﺕ ﻟﻠﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺘﺮﺩﺩ– ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ، و500 ﻛﻴﻠﻮﻓﻮﻟﺖ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﺪﺭ، ﻭﻣﺤﻄﺔ ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ ﺭﺑﻂ ﺍﻟﺨﻂ الهوائي ﻣﻊ ﺍﻟﻜﺎﺑﻞ ﺍﻟﺒﺤﺮي ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﻧﺒﻖ ﺑﺎﻷﺭﺍﺿﻰ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ.

ويبلغ معدل العائد من الاستثمار أكثر من 13 في المائة عند استخدام الرابط فقط للمشاركة في احتياطي توليد الكهرباء للبلدين مع مدة استرداد للتكاليف قدرها 8 سنوات، فيما يبلغ معدل العائد من الاستثمار حوالي 20 في المائة عند استخدام الخط الرابط للمشاركة في احتياطي التوليد ولتبادل الطاقة بين البلدين في فترات الذروة لكل بلد بحد أعلى 3 آلاف ميجاوات، إضافة إلى استخداماته الأخرى للتبادل التجاري للكهرباء، تحديداً في فصل الشتاء.

وإضافة إلى تعطيل مشروع الربط الكهربي، بدأت القاهرة تتحرك بمعزل عن الحليف والشريك السعودي، خلال الآونة الأخيرة، في سياق التفكير في مصلحة النظام المصري فقط دون النظر إلى أمور أخرى، وهو ما لم يحدث إلا بعد تأكد السيسي ونظامه من عدم جدوى المطالبات بالدعم الاقتصادي والمساندة للجانب السعودي في هذا التوقيت.

وبحسب المصادر، فإن المملكة رفضت طلب حكومة السيسي وعلّلت ذلك بتردي الوضع الاقتصادي لديها، بسبب تراجع أسعار البترول، وتوقف الحج والعمرة، وكذلك توجيه الجانب الأكبر من المساعدات لليمن، نظرا للظروف الصعبة التي تعانيها بسبب تورطها في الملف اليمني.

التلاعب بالأهلي وإدارته

وللأسف فإن هذه الأزمة تكشف عن أبعاد تلاعب السيسي وأجهزته الأمنية بإدارة النادي الأهلي، وتوظيف التاريخ العريق للنادي في سجالات ومساومات سياسية وإقليمية؛ فعندما يرغب النظام في تهدئة الأجواء وطلب دعم سعودي يتم التملق لآل الشيخ باعتباره قناة من قنوات الاتصال بولي العهد محمد بن سلمان. وعندما تسوء العلاقة بين النظامين تنعكس أيضا على علاقة تركي آل الشيخ بالنادي وإدارته.

وعلى هذا الأساس تمثل علاقة آل الشيخ بالنادي معيارا لجوهر العلاقة بين النظامين في القاهرة والرياض؛ فكلما كانت هادئة وإيجابية تم الترحيب الواسع بآل الشيخ وتكريمه وكلما كان العكس توترت علاقته بالنادي ويتم سحب رئاسته الشرفية التي باتت ورقة نظام السيسي للرد على عدم دعم بن سلمان.

وبحسب المصادر المصرية، كان نظام السيسي يتقبل على مضض تصرفات مساعد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في إشارة إلى تركي آل الشيخ، في ظل الضغوط التي كان يتعرّض لها مقابل ما يحصل عليه من دعم اقتصادي من السعودية، رغم ما كان يسببه ذلك من حرج سياسي وشعبي بالغ، في ظل الإساءات التي كانت تطاول كافة الرموز المصرية، من وقت لآخر من جانب آل الشيخ، إضافة إلى زجّه المتواصل لشخص السيسي في خلافاته، سواء على صعيد الإعلام، أو على مستوى جلساته الخاصة.

فلطالما هدد الشيخ شخصيات مسئولة في الدولة بمحاسبتهم والتنكيل بهم من خلال علاقته الشخصية بالسيسي، وعلاقته مع مدير جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل.