تورتة عسكرية.. الجيش يهدي سلسلة صيدليات للسيسي في عيد ميلاده

- ‎فيتقارير

“والله العظيم ما ولادي”، عبارة شهيرة نطق بها الفنان أحمد عز في قاعة المحكمة عندما أراد الهروب ونفي الصلة بينه وبين بناته التوأم من صديقته الفنانة زينة، نفس الشيء يقوم به الجيش المصري الذي استحوذ على اقتصاد البلاد، وبدأ يتهرب من صلته بمشاريع ربحية زاحم بها المستثمرين وخنق بها الشعب.

من مشروع “دابسي” وحتى مشروع صيدليات “19011”، دأب المتحدث العسكري على نفي صلة الجيش بتلك الشركات، التي تيقن المصريون أن ملكيتها تعود للجيش، الذي كشف عن وجهه وبدأ يتحرك على الأرض بلا أي إحراج، عندما يسأله المصريون سؤالاً: “إن كنتم تزاحمون شركات “أوبر” و”العزبي” و”رشدي” وغيرها.. فهل تجدون وقتا لحماية حدود البلاد؟”.

انقلاب الأدوية

وانتشرت سخرية واسعة وتساؤلات متعددة على مواقع التواصل الاجتماعي، إثر قرار وزارة الصحة شطب سلسلة صيدليات شهيرة من سجلات الصيادلة، بالتزامن مع حملة إعلانية ضخمة لسلسلة صيدليات تابعة للجيش وتحمل اسم يوم مولد السيسي، وسخر الكاتب الصحفي وائل قنديل بالقول:” عندك بنادول إكسترا؟.. لا مفيش غير بنادول أركان حرب.. انقلاب الأدوية 19011.”

ومنذ الانقلاب العسكري الذي غدر بالرئيس الشهيد محمد مرسي في يوليو 2013 على يد وزير دفاعه آنذاك السفيه عبد الفتاح السيسي، اتجه الجيش نحو السيطرة على كثير من مجالات الحياة، ومنها شق الطرق واحتكار نشاطات صناعية وزراعية وسمكية، رغم تحذيرات كثيرين من أضرار ذلك على حجم النشاط الاقتصادي والاستثمار في مصر.

يقول الدكتور محمود خفاجي: “الانتشار المفاجئ لصيدليات ١٩٠١١ وإن عيد ميلاد السيسي ١٩-١١، وعدم نفي شائعة أنها صيدليات مملوكة لجهة سيادية حاجة بائسة وحزينة بجد.. وفي نفس الوقت يتم إلغاء تراخيص صيدليات العزبي ورشدي.. حاجة أكثر بؤسا وحزنا”.

إلا أن العقيد أركان حرب تامر الرفاعي، المتحدث العسكري للقوات المسلحة، نفي– كالعادة- امتلاك أو افتتاح القوات المسلحة سلسلة من الصيدليات بمختلف أنحاء الجمهورية.

وطالب المتحدث العسكري، فى بيان له نشر على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، كافة وسائل الإعلام ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بعدم ترويج تلك الشائعات، وضرورة تحرى الدقة وعدم الانسياق وراء تلك الادعاءات المغرضة!.

استعارة أسماء

من جهته قال وكيل نقابة الصيادلة الأسبق، الدكتور محمد سعودي: إن الوزارة لم تفعل سوى تطبيق قرار المحكمة بشطب العزبي وشدي؛ لاتهامهما باستعارة أسماء عدد من الصيادلة لتشغيل أكثر من صيدليتين بالمخالفة لقانون مزاولة مهنة الصيدلة، مستنكرا توقيت إثارة هذه الأزمة، واصفا إياه بالعجيب.

وأكد أن صيدليات 19011 نفذت حملة إعلانية فقط بعشرات الملايين من الجنيهات في الشهور الأخيرة، ولا يعرف أحد هل هي مملوكة للجيش أم للمخابرات أم لمستثمرين إماراتيين، لكن ما نراه جميعا أنها افتتحت أكثر من 100 صيدلية في عامين فقط، وتدفع رواتب ضخمة للعاملين بها، وهو أمر مثير للريبة.

وحذر محمد سعودي من أن هذه الكيانات التي تولد عملاقة تضر بالأمن القومي للبلاد؛ لأنها ستخلق منافسة غير عادلة، وتحتكر سوق الدواء، وسط تواطؤ من هيئة الاستثمار التي تمنحها ترخيص بإنشاء شركة لإدارة الصيدليات بالمخالفة للقانون، الذي يمنع امتلاك أي صيدلي لأكثر من صيدليتين.