“حاتم”.. عصا السيسي يتوكأ عليها ويهش بها الثورة

- ‎فيأخبار

كتب: أسامة حمدان
جسَّد الفنان الكبير الراحل "خالد صالح" شخصية أمين الشرطة "حاتم" في فيلم "هي فوضى"، وكان يتحكم في مجريات الأمور، يُعذب من يشاء، ويقتل من يشاء، ويفرض إتاوات على من يشاء، ولم يكن يدري أن "حاتم" الشخص السادي، والذي يستمتع بتعذيب المواطنين، سيكون عملة السيسي المتداولة في مصارف حقوق الإنسان.

ولم تكد تمر ساعة واحدة على اشتعال مظاهرة ضخمة أمام مديرية أمن القاهرة؛ احتجاجا على قتل أمين آخر سائق سيارة أجرة، في آخر حلقة من مسلسل انتهاكات الشرطة في أسبوع واحد شهد 8 انتهاكات، تنوعت بين قتل وتعذيب وضرب وتحرش وسحل حامل وإخفاء قسري، حتى شهدت مدينة فايد الساحلية بمحافظة الإسماعيلية حالة تعدٍ جديدة من أمناء شرطة الانقلاب، على اثنين من المواطنين، أحدهما معاق، تحت مظلة توجيه اتهامات لهما بحيازة مخدر البانجو، ومحاولة حرق سيارة أمن شرطة، قال أهالي المتهمين إنها اتهامات ملفقة، وفوجئوا بتوجيهها لهما خلال التحقيقات.

سحل معاق

واتهم أهالي المتهم الأول ستة أمناء شرطة بتعذيبه وتعريته وضربه بالشوم والكرباج والصعق بالكهرباء، وتعليقه بسقف غرفة، وتعليق أنبوبة بوتاجاز ممتلئة فيه، وهو ما نتج عنه كسر فى ساقه.

ورغم تردي حالته- طبقا للبلاغ- لم يتم نقله للعلاج، كما اتهم البلاغ رئيس المباحث بضربه بالحذاء على وجهه، قائلا له: "والله ما هاطلعك بأقل من 25 سنة".

وقال أحمد عبد المحسن، محامي المتهم الأول: إنه رغم توجهه بطلب رسمي للمحامي العام لنقله للعلاج، إلا أنه لم يتم تنفيذ قرار المحامي رغم مرور أسبوع، مشيرا إلى أن حالة ساقه تتفاقم بسبب عدم تلقي العلاج، ويعاني من آلام مبرحة، مما يشير إلى تعنت قسم شرطة فايد وتعمد إيذائه.

أما المتهم الثاني، والذي يعاني من إعاقة واضحة تمثلت في بتر بإحدى يديه وعرج بساقه، فقد اتهم شقيقه قوة المباحث بجرجرته خلال القبض عليه من فوق سريره، وسحله بدعوى مشاركته رغم حالته في حرق سيارة أحد الأمناء.

"الشرطة حرامية"

من جانبها، اتهمت والدة محمد القوة التي هاجمت المنزل وحبسها فى إحدى الغرف، وأشارت إلى أنها اكتشفت بعد رحيلهم سرقة هاتفي محمول وما يزيد عن 1200 جنيه، وذلك حسب ما جاء فى بلاغ حرره والد المتهم أمام النيابة العامة بالإسماعيلية، وهو مرفق بأوراق القضية رقم 430 لسنة 2016 إداري فايد، والمقيد برقم 731 لسنة 2016 جنايات.

وحسب رواية علي محروس، شقيق المتهم، "عندما هاجم أمين الشرطة إبراهيم فكري ومعه اثنان آخران كشك الشاب المعاق "سيد معالي"، حيث كان يجلس هو وأخيه، ووجهوا لهما اتهامات بالتخطيط لإحراق سيارة أمين شرطة، انتقاما من مهاجمة منزله، مساء الخميس، وهو ما نفاه المتهم الأول بشدة، ثم سارع إلى مغادرة المكان، بينما تم الاعتداء باللفظ والتجريح على الشاب المعاق".

يكمل "فوجئنا صباح السبت وفور خروج أخي من المنزل فى تمام الساعة السابعة صباحا، بملاحقة قوة من 8 أفراد جميعهم من أمناء وأفراد قسم شرطة فايد له، وانهالوا عليه بالضرب المبرح بالشوم، ثم قاموا باقتياده إلى قسم الشرطة، ولم يتم القبض على "محروس" وحده، ولكن تم القبض أيضا على صديقه المعاق، ووجهت له تهمة اشتراكه معه فى عملية الحرق التي تمت بالفعل فجر السبت، أي بعد يومين من اتهامهما بالتخطيط لحرق السيارة، وكانت المفاجأة أن عملية الحرق- طبقا للمحاضر- لم تسفر إلا عن تآكل إطارات السيارة".

"جروا أخي المعاق"

وحول واقعة القبض على الشاب المعاق، يقول شقيقه "هاني": فوجئنا فى صباح السبت بدخول قوة إلى المنزل فى وقت مبكر جدا، وجروا أخي المعاق من فوق سريره، ورددوا كلاما عن حرق سيارة الأمين، فقلت لهم: "يعني إيده مقطوعة وبيعرج وهايعرف يحرق عربية؟!!".

ولم يتمكن الأهالي من رؤية ذويهم إلا صباح الأحد داخل النيابة، وهناك فوجئوا بتعرضهم للضرب المبرح، وكان النصيب الأكبر للمتهم الأول حسب رواية أهله ومحاميه، وهو ما تم إثباته فى التحقيق، فقد تبادل ستة أمناء شرطة بتعذيبه وتعريته وضربه بالشوم والكرباج والصعق بالكهرباء، وتم تعليقه بسقف غرفة، وتعليق أنبوبة بوتاجاز ممتلئة فيه، وهو ما نتج عنه كسر فى الساق، ولم يتلق أي علاج له، بينما قام رئيس المباحث (أ. ع) بضربه بالحذاء على وجهه، قائلا: "والله ما هاطلعك بأقل من 25 سنة".

مع بدء التحقيقات– وحسب محامي المتهمين– كانت المفاجأة بأنه تم توجيه تهمة الإتجار بمخدر البانجو لكلا المتهمين، بالإضافة لاتهامهما بحرق سيارة أمين الشرطة.

وقال محامي المتهمين، إن المفاجأة الثانية في التحقيقات هي اكتشافهم أن رئيس المباحث "أحمد عبد الله" هو من حرر محضر ضبط حرز مخدر البانجو داخل منزل المتهم، وهو ما أنكره المتهم والشهود، وأشاروا إلى أن القوة التي هاجمت المنزل لم يكن بها سوى أمناء الشرطة. أما عن تهمة حرق سيارة أمين الشرطة، فإنه قال عند إدلائه بأقواله: لم أرهم يحرقونها ولكن تلقيت تهديدات منهم.

وقد تقدم محامي المتهم الأول "أحمد عبد المحسن" بطلب رسمي للمحامي العام لنيابات الإسماعيلية "حسن إبراهيم الساحر"، من أجل السماح لموكله بتلقي العلاج فى مستشفى الإسماعيلية العام، ورغم حصوله على صورة مخاطبة رسمية ممهورة بختم المحامي العام، وموجهة لمأمور قسم فايد، فقد مر أسبوع كامل ولم يتم نقله.

وتمكن أهله من زيارته للمرة الأولى داخل قسم الشرطة، وذلك صباح الجمعة 19 فبراير، وعلموا أنه لم يعد يتعرض للضرب ولكن حالة ساقه تتفاقم؛ بسبب عدم تلقي العلاج، ويعاني من آلام مبرحة، وهو ما اعتبروه تعمدا للإهمال وتعنتا من جانب قسم شرطة فايد.

لا يهتم الأهالي فى حديثهم المترع بوجعهم بمناقشة حقيقة تورطهم فى الجرائم الموجهة للمعتقلين من عدمها، ولكنهم يركزون على رفض واستنكار ما تعرضوا له من انتهاكات وتعديات تحت مظلة القبض عليهم، واعتبروها جرائم لا تقل خطورة عن تلك الموجهة لهم، وقال والد الشاب المعاق: "طيب ولادنا مجرمين، هم يبقوا إيه باللي عملوه في ولادنا؟ ومين هايحاسبهم؟".

عصا السيسي

وتداول نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" منشورا للمجرم رقيب شرطة الانقلاب قاتل سائق الدرب الأحمر، يقول فيه: إن "الشرطة هي عصا الحاكم لقمع الشعب".

وجاء هذا التعليق للشرطي الذي أطلق على نفسه اسم «مصطفى فيتو»، بعد أن قام بمشاركة منشور لأحد الضباط في أثناء ثورة 25 يناير، وأعاد نشره بتاريخ 23 يناير الماضي، معلقًا عليه: «الشرطة هي عصا الحاكم لقمع الشعب».

كانت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة قد ألقت القبض على رقيب الشرطة المتهم بقتل السائق محمد عادل دربكة، وتم التحفظ عليه، وتبين أنه فى حالة خطرة عقب المشاجرة مع الأهالى أمام المديرية، وتم نقله للمستشفى، ويدعى "مصطفى.م.ع"، رقيب أول شرطة من قوة النقل والمواصلات.