دراسة: اتجاهات متباينة من اعتزال محمد علي ومطالب بالتوحد ضد الانقلاب

- ‎فيتقارير

رصدت دراسة لموقع “الشارع السياسي Political Street” تباين ردود الأفعال حيال قرار محمد علي اعتزال العمل السياسي، وذلك في دراسة بعنوان “قرار محمد علي باعتزال العمل السياسي.. قراءة في التعليقات وردود الأفعال”.

وإن كان مؤيدو النظام اتخذوها فرصة للسخرية منه وممن عرض وثيقته عليهم، إلا أن معارضي نظام السيسي توزعت مواقفهم إلى عدد من الاتجاهات، وإن اتفقت جميعها على شكر الفنان المقاول على الجهود التي بذلها، وذلك عبر وسمي “#محمد_علي” الذي دخل قائمة الأكثر تداولا بموقع تويتر في مصر، و”#شكرا_محمد_علي” الذي شهد تفاعلًا واسعًا في مواقع التواصل الاجتماعي.

ثلاثة مكونات

وحصرت الدراسة مواقف التيار المعارض من قرار محمد علي في مكون أول، أعلن قبوله بالقرار الذي أعلنه محمد علي، مع الدعوة إلى عدم اليأس، وكيف أن الجهود التي بذلها محمد علي قد كشفت النظام أمام المصريين.

ومن هؤلاء الإعلامي حسام الشوربجي الذي كتب “الناس اللي مصدومة أو بتهاجم محمد علي الراجل قالها بصراحة لو فشلت في حشد الناس هخرج من المشهد فورا، شكرا على الوفاء بعهدك”.

وكذلك الإعلامي أسامة جاويش الذي كتب “يكفيك شرف المحاولة يا محمد علي.. حركت الناس وأسهمت في كسر حاجز الخوف ورجعت للناس ثقتهم في نفسهم من تاني.. الشعب يريد إسقاط النظام هيفضل هدفنا وحلمنا هيفضل ثورة الغضب.. سعيد بتعاملي معاك الفترة اللي فاتت يا محمد والثورة عبارة عن جولات مش يوم وبيعدي”.

وأشارت إلى مكون ثانٍ أكد رفضه للقرار، مطالبا محمد علي بالتراجع عنه، ومن هذا المكون من طالبه بدعم الحراك في الشارع، وعدم إغلاق صفحته على الـ”فيس بوك”، ورصدت منهم الإعلامي بقناة الشرق حسام الغمري.

أما المكون الثالث: فقد وظف قرار محمد علي باعتزال العمل السياسي في انتقاد المعارضة المصرية في الخارج، وتحدث عن إصرارهم على تصدر المشهد رغم فشلهم في إدارته طوال هذه السنوات، أو استخدم القرار في انتقاد طرف من قوى معينة من قوى المعارضة.

السخرية من الاعتزال

وقالت الدراسة إن أنصار النظام وجدوا أن ذلك الإعلان دليل فشل يستحق السخرية. وبينما أبدى قطاع من مؤيدي النظام القائم بهجتهم بإعلان محمد علي اعتزال السياسة، واعتبروه دليل فشل لمعارضي السيسي، رأى آخرون أن الفنان المقاول لم يكن يهدف من هذا الظهور إلا إلى الهرب بما سرق من أموال الوطن، وأنه نجح في تحقيق هدفه.

ورصدت في هذا الصدد مواقف للأذرع عمرو أديب في برنامجه “الحكاية”، وأحمد موسى ببرنامجه “على مسؤوليتي”، ومحمد الباز في برنامجه “90 دقيقة”، ونشأت الديهي.

ورأت في تعليقاتهم على قرار محمد علي باعتزال العمل السياسي، أنهم مع حرصهم على السخرية مما حدث، فقد حرصوا أيضًا على الربط بين محمد علي وجماعة الإخوان المسلمين، وإن اختلفت طبيعة الرابطة بين الاثنين باختلاف المذيع، بين من يدعي أن جماعة الإخوان استخدمت محمد علي كأداة لحشد المصريين، ومن يفترض أن الطرفين يعملان معاً على خلخلة استقرار النظام وتنفيذ أجندات خارجية، ومن يقول إنهم– أي الإخوان ومحمد علي- جزء من كيان أكبر يضم كل المعارضة في الخارج ويعملون وفق أجندات خارجية على تقويض الاستقرار في مصر، كان النشاز الوحيد عن هذه المعزوفة التي يسوقها الإعلام المحسوب على النظام هو نشأت الديهي الذي ربط بين محمد علي وأيمن نور، باعتبار “نور” هو من يقف وراء محمد علي.

ربط علي بالإخوان

وقالت الدراسة، إن الربط بين محمد علي وجماعة الإخوان يمكن تأويله بأنه يستهدف تحقيق ثلاث نتائج: تشويه محمد علي لدى مؤيديه من مناهضي جماعة الإخوان المسلمين، وهو خطاب قد يؤثر حتى على النخبة المدنية المعارضة، فضلاً عن تأثيره على الشارع من غير مؤيدي الإخوان والإسلام السياسي، فهو يقدم “علي” إما أنه متحالف مع الإخوان أو مجرد أداة يستخدمونها لتحقيق أهدافهم، وبالتالي يستمر مسلسل شيطنة الجماعة مع اتهام كل من يعارض بأنه جزء من هذا الشيطان، مضيفة أن التأويل الثالث، والذي رغم ضعفه يتمتع ببعض الوجاهة، وهو أن يكون النظام على علم بوجود تعاون فعلي بين محمد علي وجماعة الإخوان، وأن دعوات التظاهر التي أطلقها “علي” خلال الأيام الماضية جاءت بتنسيق مع الإخوان في الخارج.

من يجهز محمد علي؟

وأمام وجهتي نظر في محمد علي، قالت الدراسة إن من خارج صفوف المعارضة– لكن غير محسوب على النظام أيضا- من رأى في قرار محمد علي اعتزال العمل السياسي أنه مسلسل يستهدف تلميع الفنان والمقاول من خلال خروج من يطالب محمد علي بالعودة عن قراره، وهو ما سيستجيب له “علي” باعتباره طلب الجماهير؛ فيؤسس بذلك لنفسه شرعية جديدة مبنية على التأييد الشعبي له.

وتابعت أنه إذا سرنا مع هذا السيناريو حتى نهايته سنجد أننا أمام إحدى نهايتين؛ إما أن المعارضة تستهدف تلميع “علي” وتكسبه شرعية إضافية وتجهزه لدور أكبر خلال الفترة القادمة، وإما أن هناك قوى داخلية أو خارجية هي التي تحاول تجهيز علي لدور أكبر في الحياة السياسية المصرية.

ورأت أن الطرف الذي قدم التصور الثاني عن قرار محمد علي اعتزال العمل السياسي، يبدو متأثرا جدا بقرار عبد الناصر التنحي عقب هزيمة 1967، ثم خروج الجماهير لتطالبه بالتراجع عن قراره، وهذا التأثر واضح في التشابه بين التأويل الذي قدمه وهذه الحادثة.