دراسة: سيناريوهان وخيارات صعبة أمام دول الخليج للخروج من حرب النفط

- ‎فيعربي ودولي

قالت دراسة، إن انهيار أسعار النفط إلى متوسط 25 دولارا للبرميل، وهو أدنى مستوى له منذ 18 عاما، يضع دول الخليج في مأزق صعب وأمام عجز كبير سيطول موازنات الأعوام المقبلة.

وأضافت الدراسة أن دول الخليج، التي تعتمد على النفط كمصدر وحيد للإيرادات، سوف يكون عليها اتخاذ إجراءات صعبة وغير تقليدية للتعامل مع الصعوبات المالية.

وتوقعت دراسة أعدها موقع “الشارع السياسي Political Street”، بعنوان “دراسة: الحرب النفطية بين السعودية وموسكو والدور الأمريكي.. وأبرز التداعيات الإقليمية والدولية”، أنه على الرغم من انضمام الإمارات إلى السعودية فيما يعرف بـ”حرب النفط” ضد روسيا، فإن الأمور تتجه إلى إلحاق ضرر فادح بجميع الأطراف، حيث يقبع السعر العادل اللازم لتوازن موازنات تلك الدول فوق مستوى 70 دولارا لكل برميل من النفط.

السيناريوهات المتوقعة

وقالت “على الأرجح لن تتوصل “أوبك +” أبدًا إلى اتفاق لخفض الإنتاج، وستقوم السوق في نهاية المطاف بتصحيح نفسها كما تتوقع روسيا، وسيصبح سلوك السعودية ضمن هذا السيناريو أكثر أهمية.

وأضافت “حتى من دون صفقة رسمية مع روسيا، يمكن للرياض أن تدفع “أوبك” أو مجموعة أصغر مع دول الخليج العربية الأخرى لإجراء تخفيض في الإنتاج، مما يعني ألمًا ماليًا أقل للجميع (وخاصة السعوديين) وعودة أسرع إلى التوازن”.

وأوضحت أنه يمكن إجراء مثل هذا التخفيض بشكل غير رسمي لتجنب الظهور بمظهر المستسلم، ويمكن أيضًا أن يسمح للرياض بخيار أخذ المزيد من حصة السوق تدريجيًا في وقت لاحق، بالرغم أن ذلك يتطلب إبقاء الأسعار أقل من 60 دولارًا لمنع عودة الصخر الزيتي الأمريكي الذي يتطلب تكلفة أعلى في الإنتاج.

السيناريو البديل

وأشارت إلى أنه يتمثل في إعادة السعودية وروسيا بما يتعرضان له من خسائر قاسية في النهاية إلى طاولة المفاوضات، ومن غير المرجح حصول الاستسلام الروسي وقبول اقتراح “أوبك” الأصلي بقيادة السعودية، بالنظر إلى أن روسيا تريد بوضوح الحفاظ على حصتها في السوق.

وأوضحت أن هذا السيناريو لا يعني التوصل لصفقة أصغر حيث يلتزم الروس بخفض متواضع، ويتحمل السعوديون المزيد من العبء، أو حتى الاستسلام الروسي وقبول اقتراح أوبك الأصلي بقيادة السعودية.

وأشارت ضمنا إلى أنه بعد انهيار اتفاق “أوبك+” مع روسيا، المعني بخفض إنتاج النفط، وقرار السعودية خفض أسعار منتجاتها النفطية، وزيادة إنتاجها إلى 12 مليون برميل يوميا، وقرار الإمارات برفع إنتاجها اليومي إلى 4 ملايين برميل، فإن النفط فقد قرابة نصف قيمته خلال 10 أيام فقط تقريبا.

مؤكدات في الحرب

وقالت الدراسة، إنه بالنظر إلى القوة المالية النسبية لكل من موسكو والرياض، ربما تكون النتيجة الأكثر احتمالًا إذا أعادت السعودية وروسيا فتح المفاوضات أن يتم التوصل لصفقة تدفع السوق مرة أخرى إلى نطاق بين 45 و 55 دولارًا وهو الذي حدده “سوروكين”، والذي سيكون بمثابة تراجع للسعوديين وإحراج لـ”ابن سلمان”، لكنه سيقلل من معدل حرق احتياطيات الرياض.

وأشارت إلى توقع خبراء الاستراتيجية، أن السعودية وروسيا يمكن أن تعودا للتوافق على مبادئ تحكم سوق الطاقة، بسبب حالة انعدام اليقين التي تسود الاقتصاد العالمي في أعقاب انتشار فيروس كورونا؛ فالنظام السعودي قد يكون معنيا أكثر بوقف الصراع الدائر، على اعتبار أن هناك تحديات داخلية واستحقاقات سياسية أكثر جدية تتمثل بشكل خاص في مسألة الوراثة وانتقال الحكم لولي العهد محمد بن سلمان.

جعجعة وألم

وأوضحت الدراسة أن نظام الحكم السعودي الذي يتصرف وكأن بإمكانه أن يتعايش مع انخفاض أسعار النفط، يقاسي من الحاجة لموازنة قادرة على تلبية التحديات التي تواجهها تفرض عليها أن تحرص على ألا يقل سعر البرميل عن 80 دولاراً للبرميل.

وأكدت أن المراقبين يجمعون على أنه إذا كان للسعودية عدو واحد في هذه الحرب، فإن لروسيا “أعداءً” تحاول من خلال انسحابها من اتفاق أوبك+ استهدافهم، إذ تقول التحليلات إن روسيا بميزانيتها قادرة على تحقيق أهدافها بأسعار أقل بكثير مما تسمح به ميزانية السعودية، الأولى لديها فائض بقيمة 13.6 مليار دولار، فيما ترزح الموازنة السعودية تحت عجز بقيمة 50 مليار دولار، وقد بنت هذا الرقم على تقدير سعر النفط بـ80 دولاراً، فيما تشير التوقعات إلى انخفاض سعر البرميل خلال الحرب الدائرة وصولاً إلى 20 دولارا.

وأشارت الدراسة إلى أن روسيا تتجه لتحقيق مكاسب على حساب كل من السعودية والولايات المتحدة، ما يضعف مكانة الولايات المتحدة الدولية والإقليمية.

وأضافت أن قرار روسيا بإنهاء الشراكة مع مجموعة الدول المصدرة للنفط “أوبك”، مطلع مارس الجاري، جاء بهدف تغيير الوضع السائد في سوق الطاقة، على اعتبار أن هذا الوضع منح “شبكة أمان” لشركات النفط الأمريكية تحديدا، في حين كانت شركات النفط الروسية تتعرض لعقوبات من جانب الولايات المتحدة.