دلالات وقف إنشاء شركات سياحية جديدة

- ‎فيأخبار

في تطور جديد ومؤشر على ضربة جديدة للاقتصاد المصري، قررت وزارة السياحة بحكومة الانقلاب، الخميس، وقف قبول طلبات إنشاء شركات سياحية جديدة بشكل مؤقت، بسبب عدم حاجة البلاد إليها هذه الفترة.

ونص قرار الوزارة على وقف قبول طلبات إنشاء شركات السياحة على اختلاف فئاتها لمدة عام قابل للتجديد. ويعد هذا القرار تمديدا جديدا لقرارات الوقف المؤقت لقبول طلبات إنشاء شركات سياحية، والتي تصدر بصفة منتظمة مع بداية كل عام.

وتواجه شركات السياحة بعهد الانقلاب أزمة حادة نتيجة التراجع في أعداد السائحين، وسط حالة من التضارب بشأن الإيرادات السياحية في مصر، بعد أن أظهرت بيانات رسمية تراجع أعداد السائحين خلال العام المالي 2018-2019، من 9.7 ملايين سائح إلى 8 ملايين.

ويعد قطاع السياحة ركيزة أساسية لاقتصاد مصر ومصدر رزق لملايين المصريين وموردا رئيسيا للعملة الصعبة، لكنه تضرر بشدة جراء سنوات من الاضطراب السياسي عقب انتفاضة 2011، وفي عام 2018، قال قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي إن مصر فقدت ما بين 80 و90 مليار دولار خلال السنوات السبع الماضية بسبب تراجع السياحة.

وتسبب التعاطي الامني الوحشي لنظام السيسي، في مقتل  سياح مكسيكيين بجانب مقتل سائحين فيتناميين، وتواتر حوادث تسمم الأجانب في مصر بالفنادق والمنشآت السياحية بجانب انتشار عصابات سرقة السياح والاتجار بأعضائه البشرية في تراجع أعداد السائحين..

وفي أكتوبر 2015، وقعت أزمة سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء، التي كان على متنها 224 راكباً، بعدما انفجرت قنبلة على متنها. وأدت هذه الحادثة إلى مشكلة كبيرة ما بين مصر وروسيا، إضافة إلى وقف عدد من شركات الطيران العالمية رحلاتها إلى القاهرة. وقاطع الروس مصر، وخلال السنوات الماضية، عاش الاقتصاد المصري وضمنه السياحة على وقع الأزمات. وكان البنك المركزي قد أعلن أن إيرادات بلاده من النقد الأجنبي في قطاع السياحة انخفضت إلى 3.4 مليارات دولار في عام 2016، وهو ما يقل 44.3% مقارنة عن مستواها في 2015.

وأجبرت الأزمة الحادة التي تشهدها السياحة في مصر المنشآت الفندقية والسياحية على تسريح أغلب العمالة، الأمر الذي يقلص فرص تعافي القطاع، الذي تأمل مصر في حدوثه، وهو ما قدره خبراء بنحو 720 ألف عامل من إجمالي نحو 800 ألف عامل مدرب تم تسريحهم، بما يعادل 90% منذ 2014.

وبحسب خبراء في القطاع السياحي، فإن التحذيرات الجديدة التي أصدرتها روسيا والولايات المتحدة، سيكون لها عواقب سلبية وخيمة على القطاع السياحي… وفقدت مصر أعداداً كبيرة من مصادر سياحية رئيسة من روسيا وبريطانيا منذ توقف الرحلات المباشرة إلى شرم الشيخ، أكبر منتجع في مصر على البحر الأحمر، من تلك الوجهتين، بعد سقوط الطائرة الروسية.

ورغم أن موسكو استأنفت رحلاتها من موسكو للقاهرة والعكس في إبريل الماضي، بناء على بروتوكول استئناف الرحلات وتأمين المطارات الذي وقعه البلدان، ورغم الوعود التي تلقاها عبد الفتاح السيسي من نظيره الروسي فلاديمير بوتين في زيارته الأخيرة لروسيا في أكتوبر الماضي.

وتعتمد السياحة في مدن البحر الأحمر بنسبة 92% على الطيران المباشر، وليس الطيران الداخلي القادم من القاهرة، فضلاً عن أن إجبار السائحين الروس على استخدام الطيران الداخلي من القاهرة إلى أي مدينة أخرى للوصول إلى محل إقامتهم، يؤثر سلباً بنسبة تصل إلى 90% على إقبال الروس على الحجوزات الفندقية، علماً بأن السائحين الروس مازالوا يمثلون نحو 40% من إشغال الفنادق في مدن البحر الأحمر، ما يعني أن استمرار الوضع الحالي يحرم مصر من فرص كبيرة في زيادة عوائدها السياحية.