ذكريات ثورة يناير.. كيف نعبر الإحباط ونسقط العسكر؟

- ‎فيتقارير

مع الاحتفال بذكرى ثورة 25 يناير من كل عام، تتجدد الذكريات مع ميدان التحرير وميادين الجمهورية، ويتطلع الأحرار لثورة جديدة لإسقاط نظام الانقلاب الدموي والتخلص من السفاح عبد الفتاح السيسي وعودة المسار الديمقراطي  .

ولا تزال شعارات ثورة يناير تتردد على كل لسان إلى أن تتحقق وهي “عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية”، وما يزال المصريون يتذكرون ما يزيد على 800 شهيد، والحرائق التي اندلعت فى أقسام الشرطة في عدد من المحافظات، وحظر تجوال في الشوارع، وتحذيرات من مؤامرات خارجية تستهدف البلاد، كل ذلك بينما كان الملايين يرابطون في ميادين الثورة، لم يمنعهم تسلط وإجرام نظام المخلوع ووزير داخليته حبيب العادلي من الثورة، بل كانوا يطلقون النكات ويؤلفون الأشعار والأغاني، ويوثقون الأحداث بـ”الجرافيتي” على الجدران.

كان من النكات التي رددها المتظاهرون: “ارحل؛ مراتي وحشتني”، “ده لو كان عفريت كان طلع!”، و”ارحل يا تِنح”، ونكتة تدور بين مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي يقول له فيها: “منعت الحشيش يا فالح؟ أهو الشعب صحصح”، و”سألوا الرئيس عن رأيه فى التغيير، قال: التغيير ده سنة الحياة. قالوا: طب وسياتك مش هتتغير؟ قال: أنا فرض مش سنة”.

كما لعبت الأغاني دورا كبيرا في إشعال حماس الثورة، إذ انتشرت عدة أغانٍ تخلد أحداث الثورة والشهداء، من أبرزها أغنية “يا الميدان” للفنانة عايدة الأيوبي وكاريوكى.

ومن أبرز الأغاني التي انبثقت عن ثورة يناير أغنية “يا بلادي” لكل من عزيز الشافعي ورامي جمال .

زعماء العالم

وقد أثارت ثورة 25 يناير إعجاب قادة وزعماء العالم، ومنهم باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، الذى قال: “يجب أن نربى أبناءنا ليصبحوا كشباب مصر”، في حين قال رئيس وزراء إيطاليا: ”لا جديد فى مصر.. فقد صنع المصريون التاريخ كالعادة، وثورة المصريين يجب أن تدرس في المدارس”.

وقال ستولتنبرج رئيس وزراء النرويج عن الثورة: ”اليوم كلنا مصريون”. وأكد هاينزفيشر رئيس النمسا، أن “الشعب المصري أعظم شعوب الأرض ويستحق جائزة نوبل للسلام”.

يا أهالينا انضموا لينا

وعن ذكريات الثورة يقول الشاعر عبد الرحمن يوسف: “وصل الغضب فى مصر إلى أقصى الحدود منذ سنوات، وكنت– أنا وغيرى – نشير إلى ذلك فى شتى كتاباتنا، ولكن بعد نجاح ثورة تونس فى منتصف يناير ٢٠١١ تغير الوضع، وأصبح التغيير أقرب مما نتصور، على الأقل فى نظرى”.

وأضاف: “لقد وصل المصريون إلى درجة من درجات اليأس المطبق، وفقدوا الثقة فى كل شىء جميل، وفى أى غد مشرق، والأهم من ذلك أنهم فقدوا الثقة فى أنفسهم، فأصبحوا ينظرون إلى أنفسهم على أنهم مجموعة من «السكّان»، وليسوا شعبًا عريقًا عظيمًا”.

وأوضح يوسف أنه بسبب هذا اليأس، تعامل البعض مع الدعوة التي خرجت إلى التظاهر فى عيد الشرطة الذى يوافق ٢٥ يناير ٢٠١١ بشكل روتيني، فقالوا إنها ستكون مناسبة مثل كل المناسبات، وإن المبالغة فى تصويرها وكأنها ثورة محددة الموعد يعتبر تسطيحًا لأمر شديد الأهمية!”.

وتابع: “هاتفت بعض الناشطين لكى يغيروا نظرتهم لهذه المناسبة، وكانت حجتى فى ذلك أن ما حدث فى تونس جعل الملايين من المصريين يصدقون أن إرادة الشعوب لا تقهر، وأن هناك احتمالا أن نرى مفاجأة كبيرة فى هذا اليوم، وقد استجاب لى أغلب الناشطين الذين حدثتهم، وقرروا إعادة النظر فى المشاركة فى هذا اليوم”.