رسالة السيسي للمصريين بزمن كورونا: البيزنس للجيش وللشعب الإرهاب

- ‎فيتقارير

على طريقة العسكريين الفشلة في إدارة أمور البلاد، خرج السيسي أمس في لقاء تمثيلي، لغسل وجه المؤسسة العسكرية التي انعكفت على نفسها، إزاء أزمة انتشار فيروس كورونا، محاولاً تصوير نفسه كقائد وسط جنوده، زاعمًا أن الأمور تحت السيطرة، ومسوقا عددًا من الأكاذيب بأنه يراقب حركة الشارع المصري في الميكروباصات والشوارع، وغيرها.

وحذر السيسي المواطنين من التهاون في مواجهة أزمة فيروس كورونا. وقال، كذبا،: “ساعات بنزل لوحدي أشوف الدنيا ماشية ازاي في الشارع في الوقت اللي ما فيهوش حظر.. ومش حاسس من إجراءات الناس إنها واخدة بالها، بشوف ميكروباص والناس قاعدة فيه وماحدش حاطط كمامات”.

وعلى عكس الواقع وحالة الأسواق المصرية والصيدليات والمراكز الطبية التي تعاني نقص الكمامات وشحها وارتفاع سعرها، زعم السيسي أن “الأمر لو محتاج إننا نوزع هذه الكمامات بنص التكلفة أو بدون تكلفة خالص مفيش مشكلة”.

وتابع السيسي: “لست مع تعطيل عمل الدولة المصرية ونوقف الحياة كاملة.. ده خطير جدا فيه ملايين من الناس بتشتغل في الدولة”.

وهو ما برره السيسي بأن الدولة المصرية تسعى جاهدة لاستمرار المشروعات القومية رغم أزمة كورونا.. وبالتأكيد كل المشروعات كالعاصمة الإدارية والمدن الترفيهية التي يبنيها السيسي من أموال المصريين، دون مراعاة لصحة العمال أو حمايتهم صحيا واقتصاديا، هو ما سبقه السيسي الأسبوع الماضي، بالسماح بعودة عمال المقاولات لأعمالهم منذ يوم السبت الماضي، لاستكمال المشروعات، بناءً على تمهيد مخابراتي وإعلامي من حظيرة إعلام المخابرات، استغلت ضجر بعض رجال الأعمال مثل ساويرس وغبور، الذين اشتكوا من تعطل المشروعات.

 

الهجوم على رافضي الانقلاب

ولم ينس السيسي الهجوم على قطاع كبير من المصريين الذي يرى على أرض الواقع فشل نظام السيسي الذريع في معالجة أزمة كورونا، وحاول توجيه الدفه ضد رافضيه، هروبا من الشعب، مصورا الأمر على أن الانتقادات والتعليقات المتواترة على وسائل الإعلام المستقلة والبديلة مجرد انتقادات معارضين، وليس ملايين المصريين الذين ملوا السكوت عليها، قائلا: “مواجهة الأشرار لن تنتهي ومصرون على أن نعيش “أحرار”، مشددا على أن الشائعات لن تنتهي وهذه سياسة الأشرار من خلال التشكيك في الدولة والسعى إلى خفض معنويات المصريين.

والغريب أن الإشاعات التي يتحدث عنها السيسي، هي استغاثات لمواطنين وأطقم طبية من عجز الدولة عن مكافحي الرض ونقص الإمكانات والاستعدادات الطبية في أنحاء مصر.. وهي طريقة معهودة من النظم الاستبدادية التي تتهم كل ما يقال عنها من آراء حرة وحقائق بأنها مجرد شائعات.

وهو أسلوب يقود إلى كوارث أكبر، إذ إن سياسات الإنكار والتعمية والهروب من الواقع كثيرا ما قادت مصر نحو الهاوية الاقتصادية والسياسية على مدى سنوات الانقلاب العسكري..

زاعما أن المشككين في قدرة مصر لا يستهدفون السيسي، ولكن مصر والمصريين.

وتابع السيسي زعمه: “مع الالتزام والمسئولية الكاملة كان يمكن أن يكون حجم العدوى والاصابات والوفيات بفيروس كورونا أقل، مضيفا: “لكن برضه بقول ان الأمور تحت السيطرة وجهد وزارة الصحة والاعلام والداخلية”.

بزنس الجيش

ووجه السيسي هيئة الإمداد والتموين بالجيش بمضاعفة إنتاج المستلزمات والسلع تحسبًا لأي طوارئ.. وهو ما يصب بلا شك في صالح اقتصادات الجيش، التي وصلت بعهد السيسي لنحو 60% من إجمالي اقتصاد مصر..

بينما قال اللواء مصطفى أمين على مدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية: إن الجهاز يعمل على توفير احتياجات المواطنين من السلع الغذائية ومنع الممارسات الاحتكارية في الأسواق.

وأضاف مدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، أن القيادة العامة للقوات المسلحة كلفت الجهاز في اتخاذ الإجراءات الفورية اللازمة بالتعاون مع أجهزة الدولة المختصة في توفير السلع الغذائية ومواد التطهير وتأمين توافرها في الأسواق بأسعار مناسية في هذه الظروف التي يمر بها العالم بأسره.

وأشار إلى مساهمة الجهاز في توفير السلع الغذائية في جميع المحافظات، منوها بتجهيز 25 ألف طن من اللحوم والدواجن والأسماك بخلاف 18 ألف طن من السلع الغذائية الأخرى مثل زيت الطعام والسكر والعديد من الخضروات.

وعن مواد التطهير والتعقيم، قال: إن شركة النصر للكيماويات تعمل على إنتاج المواد الكيماوية الخاصة بالتطهير والتعقيم، فضلا عن العديد من مواد التطهير وتعقيم الايدى للاستخدام الشخصي، مضيفا: “توفير هذه المنتجات في عبوات مختلفة الاحجام لتتلاءم وتتماشى مع كافة المستهلكين، وتوفير 5 آلاف طن يوميا بخلاف 80 ألف طن من مواد التطهير تم تسليمها من العديد للأجهزة المدنية.

وقبل أيام، سمح السيسي للجيش باستخدام الطيران العسكري لاستيراد جميع السلع، ومن ثم القيام ببيعها عبر منافذ وشركات الجيش العديدة، في إطار إهمال تام لوزارات المدنية، وبلا ردع أو تنسيق مع وزارة التجارة أو التخطيط او الهيئات المدنية في الحكومة.

شحنات ريجيني لإيطاليا!

كما حاول السيسي تبرير قراراته بارسال مواد طبية ومعقمات لإيطاليا على مرتين بشحنات مختلفة على راسها وزيرة صحة الانقلاب، وإلى الصين من قبل، قائلا: “تقديم يد العون للدول رسالة  تضامن من مصر حتى لو دعم رمزى خاصة للدول التي تعاني من أزمة كبيرة بسبب فيروس كورونا”، وهو قرار انتقده كثير من المراقبين والمتابعين، ووصفوه بأنه محاولة لاسترضاء إيطاليا عن قضية ريجيني، المتهم بها نجل السيسي.

وادعى قائد الانقلاب أنه لم يخلف للمصريين وعودا قطعها على نفسها طوال السنوات الستة الماضية، وهو ما يثير الغضب والسخرية؛ لأنه يحاول التغطية على كوارث الاقتصاد المصري والديون وزيادة الفقراء وارتفاع الأسعار وتراجع مستويات الخدمات الصحية والطبية وانتشار الطلاق والقتل بسبب قراراته المجحفة، بل وتناسى السيسي تقزيم مصر عبر التنازل عن “تيران وصنافير” وبيع النيل ومياهه لإثيوبيا لكي تعترف إفريقيا بانقلابه العسكري وغيرها من كوارث ترسيم الحدود البحرية مع قبرص وتهجير أهالي سيناء.