زيارة تواضروس للقدس.. شرخ في جدار التطبيع وإنعاش لاقتصاد الصهاينة

- ‎فيأخبار

مع استمرار اشتعال حالة الجدل حول الزيارة التي قام بها تواضروس الثاني لمدينة القدس الفلسطينية والواقعة تحت احتلال الكيان الصهيوني؛ حيث أثارت زيارة تواضروس جدلاً واسعًا في مِصْر؛ لأنها المرة الأولى منذ نحو 35 عامًا التي يزور بابا المسيحيين القدس، وعبر تل أبيب؛ ما يعني تطبيعًا مباشرًا مع العدو الصهيوني، وكسرًا للحواجز التي فرضتها الكنسية المصرية منذ عشرات السنين، فضلاً عن كونها مخالفة لقرار المجمع الكنسي، الذي قرر في جلسته بتاريخ 26 مارس 1980 منع سفر المسيحيين للحج في الأراضي المقدسة عقب اتفاقية كامب ديفيد.

ويرى مراقبون أن زيارة تواضروس ستكون لها تداعيات خطيرة على المستوى المحلي في مصر، وعلى المستوى العربي والإقليمي.

شرخ في جدار التطبيع الشعبي

وبحسب مراقبين فإن زيارة "تواضروس" للقدس في ظل الاحتلال الإسرائيلي أحدثت شرخًا كبيرًا في جدار التطبيع مع الاحتلال.

وكان عدد من أحزب اليسار المصري قد أعلنوا رفض زيارة تواضروس إلى القدس للمشاركة في جنازة الأنبا "أبرام" مطران القدس والشرق الأدنى الذي وافته المنية أمس؛ حيث اعتبروا ذلك تطبيعًا مع الكيان المحتل؛ حيث إنها أول زيارة للبابا منذ احتلال القدس عام 1948

وقال أحمد بهاء الدين شعبان -القيادي بالحزب الاشتراكي المصري-: إن هذه الزيارة تعتبر شكلاً من أشكال التطبيع من الكيان الصهيوني، مشيرًا إلى أننا أصبحنا أمام أحد أشكال التطبيع المرفوض مع الكيان المحتل للأراضي العربية.

وأضاف شعبان -في تصريحات صحفية له- "إنا كنا نتمنى عدم سفره إلى هذه السفرية لأنها سيتم استغلالها بشكل سيئ من جانب الإعلام الصهيوني".

وفي السياق نفسه، أعرب حزب الكرامة عن أسفه لسفر تواضروس بطريرك الكرازة المرقسية إلى القدس المحتلة للمشاركة في جنازة الأنبا "أبرام" مطران القدس والشرق الأدنى الذي وافته المنية أمس".

احتفاء صهيوني بالزيارة

وسلطت وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي، الضوء على زيارة تواضروس الثاني، لمدينة القدس المحتلة، وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أنها الزيارة الأولى لـ"بابا الإسكندرية"، على رأس وفد كنسي منذ عام 1980، بعد أن تم حظر زيارة القدس على خلفية توقيع اتفاقية السلام بين مصر والاحتلال الإسرائيلي، بناء على قرار من شنودة برفض الكنيسة المصرية الأرثوذكسية  المشاركة في تطبيع العلاقات بين البلدين.

مكاسب اقتصادية وسياسية لللكيان

وكان صبري يني -عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة، وأحد منظمي رحلات الحج للمسيحيين المصريين- قال: إن زيارة تواضروس إلى القدس ستسهم في زيادة أعداد المسيحيين الذين سيؤدون الحج إلى مدينة القدس وكنيسة بيت لحم هذا العام إلى 8000 مسيحي، بزيادة 60% على العام الماضي، الذي بلغ فيه عدد الحجاج 5000 مسيحي أرثوذكسي، لافتًا إلى أن عدد الذين حجزوا رحلاتهم إلى الآن بلغ نحو 4500 على الرغم من أن الحج سيبدأ أول شهر مايو المقبل.

وأضاف لـ"الوطن" أن سعر الرحلات يتراوح ما بين 6 آلاف جنيه حتى 12 ألفًا دون تذاكر الطائرة، تشمل الإقامة والوجبات والمزارات السياحية، مشيرًا إلى أن مدة الحج هذا العام تتراوح ما بين 5 أيام وحتى أسبوعين.

وأشار إلى أن عدد شركات السياحة التي تنظم تلك الرحلات بمصر يبلغ نحو 4 شركات، لافتًا إلى أن تلك الشركات تنظم رحلات حج للمسيحيين منذ 15 عامًا، منوهًا أن شركة الطيران "آير سيناء" إحدى الشركات التابعة لمصر للطيران، هي الجهة التي تنقل نحو 95% من المسيحيين المِصْريين للقدس.

وأوضح "يني" أن أقل سن مسموح بها للمسيحيين المصريين لأداء فريضة الحج هو 46 سنة، وفقًا للجهات الأمنية المصرية، مشيرًا إلى أنهم خاطبوا تلك الجهات لتخفيض السن لتصبح 41 سنة فقط، لافتًا إلى أن جميع المسافرين لا تختم جوازاتهم بشعار الاحتلال الإسرائيلي، حيث تُجمع الأسماء في كشوف وتحصل على تأشيرات مجمعة، لافتًا إلى أن تلك الرحلات لا تمثل تطبيعًا مع الاحتلال، بل هي فريضة دينية للمسيحيين.