شاهد.. “سوخوي 24” تفضح الفارق بين كبرياء أردوغان وانبطاح السيسي

- ‎فيتقارير

كتب- هيثم العابد:

فصل جديد في ملف العلاقات الروسية التركية أعقب سقوط طائرة الـ"سوخوي 24" على الحدود مع سوريا، في مشهد له ما بعده وإن كان يتردد صداه مدويًا على بُعد آلاف الأميال في مصر؛ حيث تتطابق الملابسات وتتنافر النتائج على وقع دولة صاحبة سيادة وأخرى مستباحة من الجميع.

الرئيس الروسي المضطرب الذي عاد إلى بلاده قادمًا من أنقرة قبل أيام قليلة، وجد نفسه في موقف لا يحسد عليه بعد استهداف الطيران التركي لإحدى المقاتلات "سوخوي 24" المشاركة في العدوان على سوريا إثر اختراقها الأجواء التركية، وبين نفي على استحياء من موسكو والبحث عن رد مناسب ليحفظ ماء وجه القيصر الجديد، كان المشهد مغايرًا تمامًا لذات السياق في مصر بعد انبطاح دولة الانقلاب أمام الروس لاستباحة السيادة المصرية على وقع حادث سيناء.

شبكة "الجزيرة" الإخبارية، رصدت وتيرة الأحداث المتسارعة على خلفية سقوط الطائرة الروسية الثانية في أقل من 30 يومًا، وحاولت عبر تقرير لها، البحث عن إجابة لواحد من أكثر التساؤلات إلحاحًا في الشرق الأوسط والتي انفجر مع لقطات التهام النيران لمقاتلة "سوخوي 24"، هل يمكن لكرة اللهب الهاوية تلك أن يحرق لهيبها العالم؟

وأوضح التقرير: "سؤال كبير الذي أعقب إسقاط المقاتلة الروسية بنيران تركية، حيث تبقى طائرة السوخوي 24 هي الثانية في العداد الروسي في أقل من شهر بعد طائرة سيناء، ورغم الاختلاف الكبير في الملابسات بين الحالين لكن القاسم المشترك يدور حول دور روسيا في المنطقة".

وبحث التقرير حول الموقف الروسي المرتقب تجاه توالي سقوطها من أعلى، وما قد تجره الواقعتان علي الدور المتنامي في بلاد العرب من تطورات لن تكون يقينا في صالح السلم العالمي، وخاصة بالنظر للانخراط الروسي في حلف إقليمي يقاتل علي الأرض السورية، وتشترك فيه مع إيران وجيوبها في البلاد العربية.

وعلق التقرير على تنافر المشهد بين موسكو وأنقرة رغم الفاصل الزمني القصير، حيث سبق استهداف المقاتلة الروسية، استقبال أردوغان لنظيره بوتين ضمن قمة أعمال الدول العشرين، موضحًا أنه: "رغم ما تحمله الصور ودواعي البروتوكول في المحافل الدولية من ابتسامات ومصافحات، إلا أن العلاقات "الروسية- التركية" تمر منذ فترة بفتور، وربما توتر، على وقع تناقض حاد في مواقف البلدين حيال الملف السوري الملتهب".

وحاول التقرير استجلاء ما يمكن أن يجري في قادم الأيام، متسائلاً: "هل يحول إسقاط السوخوي صباح الثلاثاء تلك الحرب الباردة بين البلدين إلى ساخنة؟".

وتابع: "تتباين الآراء.. حيث يعرف تاريخ التوتر الطويل بين البلدين برأي مراقبين، مرات وصول مشابهة إلى حافة الحرب، لكن لغة التوازنات والمصالح المشتركة كانت تتغلب في اللحظات الأخيرة"، وما هو يمكن أن يتجدد حال تدخل العقلاء لاحتواء الأزمة، ويبدو أن الناتو وأوباما يسيران في هذا الاتجاه.

إلا أن التقرير حاول المقارنة بين مشهد سقوط الطائرة الروسية هنا وهناك، مشيرًا إلى أن "مسرح سقوط الطائرة الثانية ليس كمسرح سقوط الطائرة الأولي، فتركيا عضو قوي في حلف الناتو ولن تكون المواجهة معها مزاحًا، كما أن نظامها المدني يتعرض لضغوط داخليا من ناخبيه ليتصدي بقوة لأي انتهاك للسيادة".

واستطرد: "أما مسرح سقوط الطائرة الأولي في سيناء فهو محكوم بنظام يري كثيرون أن ارتماء قيادته في الحضن الروسي قد يتغلب حتى على اعتبارات السيادة".

وختم التقرير بالوقوف عن مخاوف الروس قبل أي حسابات آخري، معلقا: "أياً كانت تطورات الساعات القادمة، فالواضح أن الكابوس الذي عاشته روسيا قبل عقود جراء تدخلها في أفغانستان قابل للتكرار، وربما بكلفة أكبر، طالما اعتمدت ذات السياسة التوسعية، وهو ما تبدو عليه حال موسكو العالقة منذ شهر واحد بين طائرتين".