شاهد| شرعنة المستوطنات.. آخر مسمار في نعش حل الدولتين

- ‎فيعربي ودولي

أدانت الأمم المتحدة ودول عدة، إعلان الولايات المتحدة اعتبار المستوطنات الإسرائيلية غير مخالفة للقانون الدولي، واعتبرت الرئاسة الفلسطينية القرار باطلًا ومناقضًا للقانون الدولي . وقال الاتحاد الأوروبي، إن الاستيطان الإسرائيلي يقلل فرص التوصل إلى سلام دائم.

ما دوافع الإدارة الأمريكية لاتخاذ هذا القرار بالنظر إلى توقيته والسياق السياسي المرافق لصدوره؟ وما تأثير الموقف الأمريكي الجديد من الاستيطان الإسرائيلي على فرص السلام في الشرق الأوسط؟.

وبحسب تقرير بثته قناة “الجزيرة”، لم يرحب سوى قادة إسرائيل وساستها بإعلان واشنطن أن الاستيطان لا يعد مخالفة للقانون الدولي، ويأتي هذا الإعلان بعد فشل بنيامين نتنياهو في تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة، ويرى مراقبون أنه أيضا ليس معزولا عن الضغوط الداخلية التي يواجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

تراجع أمريكي

دوليًّا أكدت الأمم المتحدة أن التغير في السياسة الأمريكية تجاه المستوطنات الإسرائيلية لا تأثير له؛ على اعتبار أن الاستيطان يعد انتهاكا للقانون الدولي، وقد طلبت السلطات الفلسطينية عقد اجتماع طارئ للجامعة العربية لبحث الموقف الأمريكي الجديد.

فواشنطن لم تعد ترى في آلة التوسع الاستيطاني الإسرائيلي انتهاكا للقانون الدولي، القرار غير المسبوق الذي أعلنه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يعد تراجعا واضحا عن سياسة أمريكية اعتمدت منذ عام 1978، على رأي قانوني لوزارة الخارجية اعتبر فيه إقامة المستوطنات مخالفا للقانون الدولي.

لم تكن مواقف الإدارة الأمريكية في انسجام متواصل معه، لكن التاريخ سجل مواقف قوية لها على غرار ما وقع في جلسة مجلس الأمن هذه، حين امتنعت واشنطن عن التصويت وسمحت بصدور قرار أممي وصف بالتاريخي، تضمن اعترافا بأن إقامة المستوطنات في الأراضي الفلسطينية انتهاك صارخ للقانون الدولي، كان ذلك في 13 نوفمبر 2016 خلال الشهر الأخير من حكم الرئيس السابق باراك أوباما، وقد حذر ترامب يومها مغردًا بأن الأمور سوف تتغير وتغيرت بالفعل.

هدايا ترامب

فخلال سنوات حكمه الأولى، نقل ترامب السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وأجبر البعثة الفلسطينية في واشنطن على الإغلاق، وخفض تمويل الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين أونروا، وأيضا اعترف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان السورية، وكلها هدايا ثمينة لإسرائيل، لكن الهدية الأخيرة الخاصة بالاستيطان كانت بنكهة النصر القريب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحديدا، الذي يتخبط منذ أشهر في أزمة حكم داخلي عقب فشله في تشكيل حكومة ائتلافية.

واشنطن لم تر في المقابل أن هديتها مسمومة، وقد تقضي على ما تبقى من حل الدولتين، وهي من المؤكد لن تسهم في إيقاظ خطة كوشنر للسلام من غيبوبتها، ويكفي الترحيب الإسرائيلي بالخطوة الأمريكية، ووصف نتنياهو لها بأنها تصحيح لخطأ تاريخي من جهة، ويكفي الرفض الفلسطيني القاطع لها من جهة ثانية للجزم بأن واشنطن تخلت نهائيا عن دور الوسيط في أي تسوية فلسطينية إسرائيلية.

رفض دولي

وقد توالى التنديد والرفض من الأمم المتحدة ومن الجامعة العربية، وخاصة من قطر والأردن ومصر، كما رفض الاتحاد الأوروبي تصريحات مايك بومبيو، وشدد على اعتبار الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة مخالفا للقانون الدولي، وجاء هذا الموقف الأوروبي بعد أسبوع فقط من إقرار محكمة العدل الأوروبية قانونا ملزما يفرض وصفًا محددًا لمنتجات المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي التي تحتلها إسرائيل.

وبعيدا عن تفاصيله التقنية أو التجارية، يبعث هذا القانون برسالة مفادها أن الأراضي الفلسطينية المحتلة ليست ولن تصبح لصالح إسرائيل، إلا أن بطء نسق المواقف الأوروبية على أهميتها أحيانا تجعلها تتلاشى تحت وقع الخطوات الأمريكية المتسارعة باتجاه قبر أي تسوية للحل النهائي تكون مقبولة فلسطينيا .

موجة انتقادات لقرار الولايات المتحدة بشأن المستوطنات الإسرائيلية

#واشنطن تشرعن التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية.. هدية ثمينة لتل أبيب تقضي على ما تبقى من حل الدولتين؟ | تقرير: آمال وناس #ما_وراء_الخبر

Posted by ‎Al Jazeera Channel – قناة الجزيرة‎ on Tuesday, November 19, 2019