شاهد- معتقلو “وادي النطرون” يطلقون صرخة استغاثة

- ‎فيحريات

كتبه مروان الجاسم

أطلق المعتقلون السياسيون داخل سجن وادي النطرون (ليمان 430 الصحراوي) صرخة استغاثة جراء تعرضهم لأبشع أنواع التعذيب النفسي والبدني، مناشدين المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية التدخل العاجل لوقف معاناتهم المستمرة.

وقالت مصادر من داخل السجن: إن إدارة السجن وضعت بعض المعتقلين مع الجنائيين في حجرة وصل  تعدادهم فيها إلى 37 محتجزًا وسط زحام شديد وإصابة بعضهم بأمراض صدرية نتيجة تدخين الجنائيين ومعاملتهم الخشنة في داخل الزنازين مع المعتقلين السياسيين، وسط تعنت من إدارة السجن في نقلهم إلى عنابر السياسيين مع زملائهم ناهيك عن قطع  المياه لفترات طويلة عنهم وقلة الطعام ورداءته وسط تجاهل إدارة السجن لمعاناتهم.

وأضافت المصادر أن إدارة سجن وادي النطرون تضغط على المعتقلين بمنع ذويهم من إدخال الطعام والملابس اللازمة لهم في هذه الأجواء الباردة، فضلا عن تقليل مدة الزيارة لتصل في بعض الأحيان لأقل من عشر دقائق وتفتيش أهالي المعتقلين بطريقة مهينة، وانتظارهم بالساعات لملاقاة ذويهم.

تقول (ع .. م) والدة أحد المعتقلين فوجئت بابني المعتقل وكأنه صار جلدا على عظم، في حين روت لنا (ه.. ن) أن زوجها أبلغها أنهم يموتون بالبطيء داخل زنازين ليمان 430 الصحراوي، وطالبها بأن تبلغ من بخارج الأسوار بمعاناتهم ومأساتهم.

بينما قال (م.. ف) شقيق أحد المعتقلين أن أخاه صرخ في وجهه قائلا "انتوا ليه سايبنا هنا نموت كده.. اتصرفوا..  اعملوا أي حاجة!!".

وروت أخت أحد المعتقلين أنها فوجئت في زيارتها الأخيرة بأن المعتقلين وكأنهم هياكل بشرية من سوء التغذية وسوء المكان، وأنهم تعرضوا (أي المعتقلين) للضرب المبرح  عندما رفضوا دخول عدد آخر من المعتقلين، بينما حجم الزنزانة لا يسع إلا ثمانية أفراد فقط وفيها 37 معتقلا ما بين جنائي وسياسي.
 
وقال هيثم غنيم الناشط الحقوقي: إن محمد الغرباوي أحد ضباط المباحث بسجن وادي النطرون ليمان 430 ومجموعة من المخبرين والأمناء يطلقون على أنفسهم مجموعة الكفار، وأحدهم يدعى عبد الرحمن ويطلق على نفسه اسم شارون، ويعد أكثرهم وحشية فى التعامل مع المعتقلين، مضيفًا أن الانتهاكات تشمل السياسيين والجنائيين عل السواء.

وأضاف غنيم -في مداخلة هاتفية لقناة مكملين- أنه في السجون هناك ما يسمى الإيراد وهم السجناء الجدد وهؤلاء يتم تعريتهم إلا من الشورت الداخلي وأحيانا يتم نزعه عنهم، وإجبارهم على التبرز بالشارع أو من خلال إعطائهم مادة لإفراغ ما في بطونهم لمنع دخول أى مادة مخدرة أو ما إلى ذلك.

وأوضح غنيم أن المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية غير الحكومية مثل هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية رصدت العديد من الانتهاكات التي تحدث بحق المعتقلين وأيضا المنظمات غير الحكومية الداخلية مثل مركز النديم ومنظمة الحقوق والحريات والتنسيقية المصرية للحقوق والحريات وتصدر العديد من التقارير الشهرية للانتهاكات.

وأشار إلى أن المنظمات الدولية الحكومية مثل منظمة الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان التابع لها فهي منظمات مسيسة لا تنصف مظلومًا، ولا تعيد الحق لأصحابه، مجلس حقوق الإنسان الحالي للأمم المتحدة معاد تشكيله بعد فضيحة فساد سابقة انتهت بحله وتشكيل مجلس جديد.