عبد الناصر سلامة: نتآمر على أنفسنا بالظلم والقهر

- ‎فيأخبار

بكار النوبي
قال الكاتب الصحفي عبد الناصر سلامة، رئيس تحرير صحيفة الأهرام السابق: إن المصريين هم الذين يتآمرون على أنفسهم بالظلم والقهر والفشل الاقتصادي والسياسي، وعدم الإنصات للرأي الآخر، وإقصاء أهل الخبرة لحساب أهل الثقة، وانتشار الفساد في كل المجالات.

جاء ذلك في مقال للكاتب- سوف ينشر غدا الإثنين بصحيفة "المصري اليوم" تحت عنوان "المؤامرة"- حيث يقول سلامة: «الحقيقة المؤكدة، التى يجب أن نعترف بها، هى أننا نحن الذين نتآمر على أنفسنا، هذه هى الحقيقة، نتآمر على أنفسنا بالظلم والقهر، نتآمر على أنفسنا بالفشل الاقتصادى والسياسى، نتآمر على أنفسنا بعدم الإنصات للرأى الآخر، بعدم الاعتماد على مستشارين على مستوى المرحلة، بإقصاء أهل الخبرة لحساب أهل الثقة، بانتشار الفساد فى كل المجالات، والمحسوبية فى جميع المواقع».

ويضيف سلامة «من الطبيعى ومن اليسير أن تُستغل هذه الأوضاع خارجيا، البعض ممن لهم أهداف معلنة أو غير معلنة، تحت شعارات مختلفة، تتمحور جميعها فى النهاية حول حقوق الإنسان وحقوق الحيوان». ويتساءل باستنكار: "لماذا لا نحترم الإنسان دون حاجة إلى ضغط داخلى؟!.. لماذا لا نعطف على الحيوان دون حاجة إلى إملاءات خارجية؟!.. لماذا لا نحترم شعوبنا بوازع ذاتى؛ انطلاقا من أن ذلك هو أبسط حقوقهم؟!.. لماذا لا نبذل الجهد فى سبيل تكوين جبهة داخلية قوية ومتماسكة، تقطع الطريق على متآمرى الداخل والخارج فى آن واحد إن وُجِدوا؟!".
وينتقد المقال سياسات سلطات الانقلاب في التعامل مع جميع الملفات، متابعا «التعامل مع هذه الآفة أو تلك الكارثة، أرى أنه أبسط بكثير من تكلفة مقاومتها، احترام حقوق الإنسان هو العامل الأهم فى هذه المنظومة، احترام إرادة المواطنين، حريتهم فى التعبير عن الرأى، احترام آدميتهم، الرجوع إلى المواطن فى كل كبيرة وصغيرة، لا يجوز بأى حال من الأحوال بيع أرض أو التنازل عنها، دون الرجوع إلى المواطنين، لا يمكن بأى حال من الأحوال القبول بوجود عشرات الآلاف فى السجون، أيا كانت المزاعم، لا يمكن بأى حال من الأحوال تحدى إرادة المواطنين بالتعامل مع قضاياهم المصيرية فى سرّية، أياً كان حجم الإغراءات الخارجية، أو الضغوط الاقتصادية».

ويختم سلامة مقاله بالتأكيد المصبوغ بالحذر «ما زلت على يقين بأن المؤامرة على مصر تكمن فى ممارسات الإدارة». ولكنه يتدارك سريعا منعا للإطلاق في الاتهام بقوله: «قد يكون سوء تخطيط»!.