عسكريون وخبراء روس.. الضربة الجوية ومذبحة الهليكوبتر إدانة لمبارك

- ‎فيتقارير

يتّفق الخبراء العسكريون على أن حسني مبارك، قائد القوات الجوية في حرب أكتوبر، هو من ألغى الضربة الجوية الثانية، ولم يكن له دخل في تنفيذ الضربة الأولى، بل نفَّذها منفردًا الضابط عاطف السادات، شقيق الرئيس أنور السادات، ومعه ثلاثة طيارين بالمخالفة لقرار مبارك.

ويتّفق المؤرخون أيضًا على أن مبارك هو المسئول الأول عن مذبحة الهليكوبتر، والتي راح ضحيتها نصف أفراد الصاعقة المكلفة بتنفيذ عمليات خلف خطوط العدو.

وخرجت الضربة الجوية الأولى- والتي كانت جزءا من حرب 73 وليس كل الحرب- من مطار بلبيس الجوي، وتشكلت أسراب طائرات مقاتلة عبرت قناة السويس وخط الكشف الراداري للجيش الصهيوني مجتمعة في وقت واحد، في تمام الساعة الثانية بعد الظهر، على ارتفاع منخفض.

وقد استهدفت محطات “الشوشرة” و”الإعاقة” وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية والنقاط الحصينة في خط بارليف.

ولقد كانت عبارة عن ضربتين متتاليتين، قدّر الخبراء الروس نجاح الأولى بنحو 30%، وخسائرها بنحو 40%، ونظرا للنجاح الهائل للضربة الأولى والبالغ نحو 95%، وبخسائر نحو 2.5% تم إلغاء الضربة الثانية.

وبمناسبة الخبراء الروس وتقديراتهم، نسب الروس إلى أنفسهم الضربة الجوية الأولى، ونشروا في 2017- أي بعد 44 عامًا من حرب أكتوبر المجيد- فيديو عبر موقعهم الرسمي (RT).

بينما الرؤية الثانية طرحها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنهم “عماد دهينة”، الذي قال: “كنت دائما أستنكر أي حد يقول إن حرب أكتوبر أو حتى لا مؤاخذة الضربة الجوية كانت تمثيلية أو يقلل من شأنها بأي صورة… لأننا تربينا على أنها النصر الوحيد في حياتنا  فلا تهدموها.. لكن عندما سمعت في محاضرة عسكرية (قبل أسبوعين من التخرج من الجامعة) عن الثغرة لأول مرة صدمت صدمة عنيفة”.

وأضاف أن مبارك نفسه كشف عن ذلك فقال: “حتى سمعت من مبارك نفسه عن خسائر العدو الطائرات الأربع (اللي ضربهم المرحوم عاطف السادات) خلافًا للأوامر.. وعندما سمعت من حسني اللا مبارك ومسئوليته عن إلغاء الضربة الجوية المقررة الساعة الرابعة ونصف للتمهيد لسلاح المظلات والصاعقة والهليكوبتر.. مما تسبب في فقد نصف قوة الصاعقة والمظلات والطائرات الهليكوبتر.. نصف الجنود يا ناس!!! بتآمر عسكري وأوامر واضحة”.

وعلَّق قائلا: “هنا أستطيع أن أقرر أن من كان يحكمنا لم يكونوا بشرا مخلصين لأوطانهم يخطئون ويصيبون.. بل هؤلاء مجموعة من الخونة وعملاء للصهاينة يجب محاكمتهم بالخيانة العظمى إن لم تكن الجاسوسية!”.

 

مذبحة الهليكوبتر

وصرح اللواء طيار محمد زكى عكاشة، في حوار معه في 6 يونيو 2011، لصحيفة “المصري اليوم” بأن إلغاء “مبارك” الضربة الجوية الثانية تسبب فى “مذبحة الهليكوبتر”، والذي رد في سؤال عن أن “الحديث دائما عن الضربة الجوية يرتبط باسم «مبارك»، وأنت استنكرت ذلك فى تسجيل فيديو.. إذا لماذا تنسب الضربة لمبارك؟” فقال: “هذا دور لعبه الإعلام، فمثلاً حرب أكتوبر تم اختصارها فى قرار السادات، وعندما جاء «مبارك» أصبحت الضربة هى السبب، ولو تولى الحكم رجل من الإذاعة، هيقولوا إن جودة إذاعة البيانات العسكرية هى سبب النصر”.

وعن أخطاء مبارك، قال الطيار عكاشة: “اللى عايز يحاسب مبارك يحاسبه على الضربة الجوية الثانية، وكان من المفروض أن يتم إسقاط قوات صاعقة خلف خطوط العدو فى الساعة الرابعة والنصف عصرا، لإعاقة القوات الإسرائيلية القادمة لمهاجمة قوات العبور، فخرجت الطائرات الهليكوبتر، التى تنقل الصاعقة دون حماية جوية من المقاتلات، فحدثت مذبحة فقدنا خلالها عددا كبيرا من الطائرات، و«مبارك» كان هو صاحب هذا القرار”.

وأشار إلى أن مبارك حرص طوال الوقت على نسبة الأمر لنفسه، معللا ذلك بـ”المحيطين به والإعلام الذين صوروا له ذلك، وأدخلوه فى ذهنه وأقنعوه به، ومحوا جهد ٦ سنوات قام به ١٠ آلاف فرد بالقوات الجوية، جميعهم عملوا من أجل هذه الضربة، وأى إنسان يحب أن ينسب لنفسه كل الأعمال، فمثلاً عيد القوات الجوية طول عمره يكون يوم إنشاء القوات الجوية، لكنه غيره إلى يوم ١٤ أكتوبر تاريخ معركة المنصورة الجوية، لأنها حدثت فى عهده، ولا يمكن أن أكون صاحب كل شىء، فالآن تم رفع اسمه من على كل شىء، هل كان يتوقع ذلك اليوم؟”.

Posted by ‎October war true heroes, ابطال حرب اكتوبر الاصليون‎ on Saturday, June 11, 2011