على طريقة السيسي.. السعودية تشرعن لانقلاب جنوب اليمن

- ‎فيعربي ودولي

كما حشد الإعلام السعودي والإماراتي ضد التجربة الديمقراطية في مصر في العام 2013، تدير السعودية انقلابا أحمر، يدعم التغلغل الإماراتي باليمن، ويدفع نحو مزيد من الانفصالات والتشققات.

حيث رفع “المجلس الانتقالي الجنوبي” في اليمن، المدعوم إماراتيا، من سقف تصعيده، أمس السبت، ملوحا بإسقاط مدن جديدة جنوب البلاد، وفرض ما يُسمّى بـ”الإدارة الذاتية”، بالتزامن مع تصاعد المعارك مع القوات اليمنية في محافظة أبين، وذلك بهدف الضغط على الحكومة اليمنية، وإحراز مكاسب أكبر من المفاوضات الجارية حول تعديل اتفاق الرياض الذي كان قد وقع في نوفمبر 2019، وتعثر تطبيقه بسبب الخلاف حول تراتبية بنوده.

وبينما كانت الحكومة تصر على تنفيذ الشق العسكري الذي يلزم أتباع الإمارات بتدابير محددة قبيل الشق السياسي، تمسك الانتقالي برؤيته بتعيين محافظ لعدن، والانتقال إلى تشكيل حكومة مشتركة بدرجة أولى دون الحديث عن الانسحابات العسكرية، كما عمد إلى التصعيد عسكريا تباعا خلال الآونة الأخيرة.

في موازاة ذلك، حشد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أمس، كافة قيادات الشرعية المتناثرة في عواصم عربية مختلفة إلى عاصمة المنفى، التي يقيم فيها منذ 5 سنوات، الرياض، من أجل الظهور في الصورة، وتبرير التنازلات التي سيقدمها للسعودية و”المجلس الانتقالي”، خصوصا بعدما تجنب أمس أي ذكر للدور الإماراتي في دعم التمرد على الحكومة، مكتفياً بإعلان تمسكه باتفاق الرياض، فضلاً عن وصفه الانفصاليين بـ”أبنائه”.

وأعلن رئيس ما يسمى بـ”الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي”، رئيس “الإدارة الذاتية للجنوب”، أحمد سعيد بن بريك، في تغريدة، أن “الإدارة الذاتية مطلب شعبي، ليس في عدن وحسب ولكن في كلّ محافظات الجنوب، من سقطرى والمهرة وحضرموت وشبوة إلى أبين والضالع ولحج، وتحقيقها على أرض الواقع الملموس يتجسّد بإسقاط رموز الفساد وتجار الحروب في حكومة الشرعية”.

بالتزامن شهدت محافظة شبوة، التي لا تزال خاضعة للحكومة، أمس السبت، تظاهرة لأنصار “المجلس الانتقالي” تأييداً لـ”الإدارة الذاتية”، وذلك غداة تظاهرة مماثلة شهدتها مديرية حصوين في محافظة المهرة، دعا فيها الانفصاليون إلى تشكيل مليشيا مسلحة شبيهة بـ”الحزام الأمني” و”النخبة الشبوانية” في عدن وشبوة، وهي تنظيمات مسلحة تديرها الإمارات.

أما الرئيس اليمني فجاءت الكلمة التي خاطب بها اليمنيين، أمس، والتي تم الترويج لها مسبقا بأنها مهمة للغاية، لتعكس رضوخه للضغوط السعودية بتنفيذ الشق السياسي من اتفاق الرياض مع الانفصاليين المدعومين إماراتيا، إذ دعا إلى إيقاف نزيف الدم والتصعيد والعودة الجادة لتنفيذ الاتفاق. ووصف الانفصاليين بـ”الأبناء”. كما تجنب الإشارة بشكل تام إلى الانقلاب على السلطة، أو الإشارة لداعميه الإماراتيين، كما دأبت خطابات الحكومة في التنفيس عن غضبها خلال الأيام الماضية.

ولم يكتف الرئيس اليمني بذلك، إذ أشار إلى أنه وجّه بـ”الالتزام التام” بوقف إطلاق النار في محافظة أبين، استجابة لجهود من وصفهم بـ”الأشقاء”، لإتاحة الفرصة للجهود لإنهاء التمرد على الدولة ومؤسساتها واستئناف تنفيذ اتفاق الرياض.

وبرر هادي دعوته لتنفيذ اتفاق الرياض، بأنها نابعة من “قناعة راسخة بأنه يمثل المخرج الآمن لإنهاء أسباب ومظاهر وتداعيات التمرد المسلح في العاصمة المؤقتة عدن، وبعض المناطق المحررة، وبما يغلب المصلحة الوطنية العليا، ويوحد الجهود لمواجهة الانقلاب الحوثي، واستيعاب الجميع في إطار الدولة ومؤسساتها العسكرية والأمنية والمدنية”.

واعتبر أن تعثر تنفيذ اتفاق الرياض لفترة طويلة، كان نتيجة استمرار الممارسات التصعيدية، التي كان منها إعلان ما يسمى بـ”الإدارة الذاتية”، وما ترتب عليه، وكان آخرها ما شهدته محافظة سقطرى من تمرد على الدولة ومؤسساتها واعتداءات على مواطنيها الأبرياء المسالمين، حسب تعبيره.