“قارئ” يشرح الفارق بين ثورتي مصر وأوكرانيا

- ‎فييوميات الثورة

أوضح أحد "القراء" أن هناك مجموعة من الفروق بين الثورتين فى كل من مصر وأوكرانيا، وذلك من ناحية طبيعة الشعب، والقيادة العسكرية، والمعارضة، والموقف الأوروبى منها.

حيث قال محمد خالد- فى التعليق الذى أورده على مقال الكاتب الصحفى فهمى هويدى صباح اليوم-: أرى أن المقارنة بين نجاح الثورة الأوكرانية والثورة المصرية فى غير محلها للأسباب التالية:

*اختلاف طبيعة الشعبين؛ فالشعب الأوكرانى فيه من الإصرار والعزم والمثابرة أكثر من الشعب المصرى، فالأخير يمكن تشبيهه باللبن إذا وضعته على النار غلى وفار، وإذا أنزلته من على النار لثوان معدودة خمد وهدأ، وهذه النقطة هى ما تراهن عليها سلطة الانقلاب؛ لأن من بيده الأمر يدرك طبيعة ونفسية الشعب المصرى جيدا.

* المعارضة فى أوكرانيا هى معارضه حقيقية وطنية وليست أحزابا كرتونية موالية للسلطة، ومن ثم فهى قادرة على الحشد، كما أن هناك قضاء ليس كله موال للسلطة، بالإضافة إلى برلمان به من الوطنية ما جعله يرجح مصلحة البلاد ومن ثم أعطى للثورة مشروعية قانونية وشعبية أيضا، وهذا مفقود فى مصر.

* هذا الشعب رغم أنه ليس كشعوب أوروبا الغربية إلا أنه يملك الحد الأدنى من المعيشة، والتى بأى حال من الأحوال لا يجوز مقارنتها بمصر، وبالتالى فقد جرب طعم الحرية ولم يرض عنها بديلا، ومثل هذه الشعوب لا تتعايش مع الظلم ولا ترضى بالذل والمهانة، وثورتهم لم تكن لأسباب اقتصادية بحتة، ولكنها كانت ثورة بحث عن ذات وعن كرامة وكذا غيره من الدول الشيوعية التي تحررت وانضمت إلى أوروبا الغربية وأصبح لها مكان بين الدول المحترمة.

* اختلاف طبيعة الشرطة والأجهزة الأمنية فى كلا البلدين، فرغم أن أوكرانيا كانت دولة قمعية إلا أن تجاوزات الشرطة فيها لم تكن تصل أبدا ولا تقارن بالقمعية والوحشية المتأصلة والمتجذرة فى الشرطة المصرية منذ ستين عاما، وآية ذلك أن كل من قتلوا فى هذه المظاهرات هم بضع عشرات على مدار شهور وليس آلافا فى سويعات كما حدث فى مصر.

* أن الجيش الأوكرانى وهو ثانى أكبر جيش فى أوروبا لم ينحز فعلا إلى أى من الفئتين تاركا حسم الأمور للمدنين، وبالتالى جنب البلاد مزيدا من الصراع والخراب وحافظ على مصداقيته وحياديته لدى الطرفين، ولم يحرضه طرف على آخر ليحسم الصراع لنفسه، وهذه نقطة جوهرية تُحسب للجيش أما فى مصر فقد حدث العكس تماما.

* اختلاف الفساد والإعلام فى كلا الدولتين، فالفساد الموجود فى أوكرانيا لا يعدل واحد فى الألف أو حتى مليون مما هو موجود بمصر، كما أن الإعلام كان له دور فى كسب الثوار لتعاطف فئات كثيرة من المجتمع، بالإضافة إلى أن بعض فئات الفاسدين كانت تقف موقف المتفرج، ولم تنفق الملايين، ولم تجند آلاف البلطجية لمهاجمة الثوار كما يحدث فى مصر.

*أن أوروبا لم تكن لتسمح بمزيد من الدماء باعتبارهم مواطنين أوروبين، وإن كانوا أقل قيمة من مواطنى أوروبا الغربية إلا أنهم فى نظرها أعلى قيمه من كل شعب مصر ومن العرب أجمع، أما فى مصر فأوروبا أحد مهندسى الانقلاب وهذا هو الفرق.

*مُخطئ من يظن أن هناك عداء بين روسيا والغرب، وإنما هناك تقليم أظافر وتحجيم نفوذ، فإن كانت روسيا تخشى على مصالحها من انفراد عقدها ودخول عدد من أقاليمها السابقة كلاتفيا وإستونيا وليتوانيا تحت العباءة الغربية وفى المستقبل أوكرانيا إلا أنها لن ترتكب مذابح فى حق الشعب الأوكرانى باعتباره شعبا مسيحيا، فكراهية روسيا للإسلام يفوق كراهية فرنسا له، وذلك بحكم العقيدة الأرثوذكسية للروس، وبحكم استيلائها على الجمهوريات والممالك المسلمة، ولا ننسى أن أول من اعترف بإسرائيل هو الاتحاد السوفيتى، وبالتالى أطلق الغرب يد روسيا ضد المسلمين الشيشان مثلا، وإذا أراد الغرب تأديبها ورطها فى نزاع معهم لتقليم أظافرها ولإلزامها حدودها إذا ما خرجت عن الدور المرسوم لها كما حدث فى أفغانستان مثلا.

واختتم خالد تعليقه قائلا: "هذه هى بعض الفوراق بين الثورتين من وجهة نظرى المتواضعه، وهى ما عجلت بنجاح ثورة أوكرانيا، ومقارنتها بالثورة المصرية فيه ظلم للأخيرة، والمعروف أن المقارنة تكون بين شيئين متماثلين وإلا كانت فى غير محلها، و ليس من القصد فت العضد أو الإحباط ولكن الطريق ليس بالقصير حتى تنجح الثورة المصرية بإذن الله".