قنديل: مصر تحت حكم السيسي.. الشيوعية هي الحل

- ‎فيأخبار

قال الكاتب الصحفي وائل قنديل إنه تحدث عن "مصر البوتينية"، التي بدت سوفييتية أكثر من روسيا نفسها، وكأن "مصر السيسية" اكتشفت فجأة أن "الشيوعية هي الحل"، خاصة وأن جيوش إعلام وثقافة قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي راحت تبشّر بالفكر الأحمر، و"بَلْشفة" الدماغ المصرية، بترويج أن روسيا بوتين هي الخير كله، ليتحول الجميع، من رأس الانقلاب إلى إعلامه، إلى دعاة ومبشرين بالأفكار والمبادئ والطموحات السوفييتية القديمة.

وأضاف قنديل خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الخميس، أنه بضغطة زر، أصبح بوتين في مصر زعيماً وقائداً لمحور الخير، في مواجهة محور الشر الذي يضم أميركا والسعودية وقطر وتركيا، وكل من يرفض الغزو الروسي لسورية، من أجل القضاء على ثورة شعبها، والحفاظ على الحكم الطائفي العائلي برئاسة بشار الأسد.

وأوضح "ان سياسة العقاب البوتيني للسيسي بعد فضيحة تفجير طائرة الركاب الروسية في سيناء، والتي بدا فيها جنرال مصر الصغير، العائش في بهجة ودفء المعطف البوتيني، منبوذا، كتلميذ بليد، ينفذ عقوبة التكدير أتت أكلها سريعا، بإذعان قاهرة السيسي للمشيئة الروسية، من دون مجادلة، حيث قرّر الروس توقيع اتفاقية ثنائية، بشأن مشروع نووي في الضبعة، مع عبد الفتاح السيسي منفرداً، في بلد لا يعرف أي شكل من الرقابة والمناقشة البرلمانية لأمور بهذا القدر من الخطورة.

وقال قنديل إنه مع حادث إسقاط المقاتلة الروسية، في الأجواء التركية، صارت مصر السيسية أكثر احمراراً، إذ تطالب بالحشد الشعبي في مصر دفاعاً عن روسيا، ويكاد يصل الجنون ببعضهم إلى المطالبة بإنشاء صندوق "تحيا روسيا"، لدعم المجهود الحربي الروسي ضد "الأعداء الأتراك والقطريين والسعوديين والأميركيين والأوروبيين".

ونوه إلى أن ما يحدث يشعرك أن ماكينات الهلوسة الوطنية في "عالم سيسي" قرّرت أن تنقل تفويضها الشهير بالقتل وسفك الدماء، تحت ذريعة "مواجهة العنف والإرهاب المحتمل" من جنرال مصر الصغير، إلى قيصر روسيا الكبير، بل تكاد الدبلوماسية المصرية نفسها تجري تعديلا على خطاب "مسافة السكة" الكوميدي، بحيث تعلن أن المقصود به هو الشقيقة الكبرى، روسيا، وليس الأوغاد، من الدول العربية الصديقة للعدو التركي.

ولفت قنديل أنه ليس غريباً أن تتم الدعوة لمليونية في ميادين مصر، يقودها "ناصريو افرم يا سيسي" و"يسار كل أخ روسي أخي" لمنح فلاديمير بوتين "التفويض والأمر"، لكي يرد على أنقرة، بقتل أكبر عدد ممكن من الشعوب العربية، في اللاذقية وسيناء وبنغازي، وكل أرض عربية تُسمٓع فيها أصواتٌ تعترض على جرائم الانقلابات والثورات المضادة، بمواجهة الربيع العربي.

واختتم مقاله "لا تتصور أن هناك شعوباً ودولاً تمارس شيئاً اسمه "السيادة" على أراضيها وسماواتها، ولا تصدّق أن هناك من لا يزال يحتفظ بالقدرة على الإحساس بالكرامة. لذا لم يتحمل أصحابها رد الفعل التركي، المحترم والقوي، على المجون الجوي الروسي داخل حدودها، بحجة أن ما تسمى "الحرب على الإرهاب" كفارة لما قبلها، وما بعدها من جرائم ضد الإنسانية، فكانت الهجمة المسعورة على تركيا، من القاهرة الرسمية، أشرس بكثير من ردود الأفعال الروسية.

هذه السيكولوجية، أيضا، لا يوجد غيرها، لتفسير حالة الصمت الذي ران على من لوّنوا وجوههم وأهرامهم بالعلم الفرنسي، بعد ضربات الإرهاب في باريس، حيال الجريمة ضد الإنسانية التي ارتكبتها فرنسا ضد أطفال مدرسة الموصل، وأسفرت عن استشهاد عشرات منهم أمس.