قنديل: من يعمل لصالح إسرائيل ولا يثور شعبه قادر على إقناعهم بشرب “المجاري”

- ‎فيأخبار

قال الكاتب الصحفي وائل قنديل، إن الكارثة ليست في البساط الأحمر الصارخ تحت حذاء قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي وإطارات سيارته الفاخرة، في مواجهة دعوته المصريين لدفع ثمن كوب المياه كاملاً، أو إعادة تدوير الغائط، ولكن الكارثة علاقة السيسي الحرام بالكيان الصهيوني، وعدم اعتراض السيسي على رواية العار الإسرائيلية التي تحدثت عن شن السيسي حرب المياه على قطاع غزة، امتثالاً للمشيئة الصهيونية.

وأضاف قنديل خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الثلاثاء، أنه في الوقت الذي تطالب سلطات الاحتلال السياسية والاستخبارية بحظر النشر، في ما يخص علاقاتها السرية العميقة مع نظام السيسي، لا يجد السيسي ونظامه غضاضةً، ولا يستشعرون عاراً أو خجلاً، وهم يواصلون تلك الفضيحة المدوية المسماة "محاكمة الرئيس مرسي بتهمة التخابر مع قطر وحماس".

وأوضح أنه في الوقت الذي يشتعل الفضاء الإعلامي والسياسي بفضيحة العناق الأمني والسياسي، بين حكومة السيسي وحكومة الليكود التي فجرها وزير البنية التحتية الصهيوني، تنمو في قاع المسخرة السيسية حواديت السجادة الحمراء، ومهزلة قضية اتهام الرئيس المنتخب الذي اعتبر العدو الصهيوني الانقلاب العسكري عليه بمثابة الانتصار الأكبر له، من دون طلقة رصاصٍ أو غارة جوية واحدة، مضيفا أنه لا يهم هذه السلطة المبتذلة أن يصفها أحد بأنها ليست أكثر من خادمةٍ في البلاط الصهيوني، لأنها تعلم أنه ما أهلك السلطة الشرعية المنتخبة قبلها سوى مجاهرتها بمن هو العدو ومن هو الشقيق ومن هو الصديق، فراحت تحتضن غزة الجريحة، وتقول "غزة لم تعد وحدها"، في مواجهة صلف الاحتلال وغطرسته وإجرامه.

وقال قنديل إن سلطات الانقلاب تصرف أنظار الناس عن مسخرة التفريط في حقوق المصريين التاريخية بمياه النيل، مقابل الإفراط في الاحتقار والاستخفاف بهم، إلى درجة أن سارق ثورتهم يطلب منهم أن يشربوا مياه المجاري التي سيقوم بمعالجتها ثلاثياً، من دون أن يتصدّى أحد من علماء مصر لهذا الهراء العلمي المنسكب على الهواء مباشرة، موضحا أنهم وصلوا في احتقار قدرات المواطن العقلية أنهم، ذات يوم، جلبوا من أجلك خبراء تلفزيونيين، ليقنعوه بأن لحوم الحمير لذيذة ومفيدة لصحته، فلماذا لا يقنعوه، هذه المرة، بأن مياه الصرف الصحي التي أرسل الله السيسي لمعالجتها، يمكنها أن تشفيك وتعالجك من الأمراض المستعصية؟.