لبنان يحترق.. لماذا لا تظهر شهامة السيسي إلا مع الكيان الصهيوني؟

- ‎فيتقارير

سؤال تداوله ناشطون ومراقبون وسياسيون على مواقع التواصل الاجتماعي، في مقارنة كاشفة وواضحة بين موقف جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي، عندما أرسل طائرات لإطفاء غابات الكيان الصهيوني، والتي هى في الحقيقة غابات فلسطين المحتلة، بعد أن انتشرت مقاطع فيديو وصور تشرح ما يحدث في لبنان المشتعل بنيران الحرائق، التي أسفرت عن وقوع إصابات بشرية.

ويقبع لبنان من شماله إلى جنوبه هذه الأيام تحت تأثير موجة حارة، بدأت الأحد وما زالت مستمرة حتى اليوم، بسبب ارتفاع درجات الحرارة إلى معدلات فوق الموسمية، وصلت ظهر الإثنين إلى ما يقارب الـ40 درجة، بحسب ما أورد موقع weather of lebanon عبر حسابه على موقع “فيسبوك”.

 

شهامة ابن مليكة

وفي شهر مارس الماضي وجّه رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو، الشكر إلى حليفه السفيه السيسي على مساعدة الكيان في جهود إخماد الحرائق المشتعلة، حيث قال نتنياهو: “أشكر صديقي السيسي على قيامه بإرسال مروحتين للمشاركة في عمليات إخماد الحرائق التي نشبت في أنحاء متفرقة من إسرائيل”.

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت ذكرت أن حكومة الانقلاب بالقاهرة أرسلت مروحتي إطفاء، من طراز مي 8، للمساعدة في إطفاء الحرائق بالأراضي المحتلة، وأضافت الصحيفة أن أربع دول أوروبية وهى كرواتيا وإيطاليا وقبرص واليونان أرسلت هي الأخرى طائرات إطفاء إلى إسرائيل للمساعدة في إخماد الحرائق.

وترتبط عصابة العسكر في مصر مع الكيان الصهيوني بعلاقات سياسية واقتصادية، منذ عام 1979، إثر معاهدة استسلام وقعها الرئيس الراحل السادات، وتواجه هذه العلاقات رفضا كبيرا في مصر على المستويين الشعبي والنقابي لسنوات طويلة.

وتجاهل السفيه السيسي الحرائق المشتعلة في بلد عربي عضو في الجامعة العربية، في حين أن وزير خارجيته سامح شكر لا يزال يولول ولولة الأرملة التي تمشي في جنازة بعلها، جراء عملية نبع السلام التي تقوم بها تركيا في شمال سوريا، ضد منظمة “بي كي كي” الإرهابية الكردية المدعومة من إسرائيل.

وأدت الحرارة العالية إلى اندلاع حرائق في مناطق مختلفة من البلاد، كذلك لعبت الرياح دورا كبيرا بامتداد النيران والقضاء على مساحات واسعة من الأراضي، وتحت هاشتاج #لبنان_يحترق انتشرت الفيديوهات التي تظهر حجم النيران على مواقع التواصل.

 

الرياح أجّجت النيران

وكان حريق قد اندلع ليلاً في منطقة المشرف، ضرب فيها مساحة آلاف الأمتار المتصلة بعدد من الأبنية السكنية وجامعة رفيق الحريري، وساهمت الرياح الشديدة في امتداد النيران وفقدان السيطرة عليها.

وقال مدير العمليات في الدفاع المدني اللبناني، إيلي خيرالله، إن الحريق بدأ في منطقة صغيرة لكنه توسع لاحقا ليمتد إلى القرى المجاورة وإلى جامعة رفيق الحريري، هذا الأمر استدعى توجّه وحدات من 15 مركزاً من الدفاع المدني إلى موقع الحريق.

بدوره، أعلن الدفاع المدني أنه نفّذ خلال الأيام الثلاثة الماضية أكثر من 104 مهام، بين إخماد حرائق وإسعاف وإنقاذ، كما أعلن مدير عام الدفاع المدني اللبناني العميد ريمون خطّار لـ”العربية.نت” سقوط 5 جرحى من عناصره أثناء محاولتهم إخماد الحرائق منذ الإثنين وحتى اليوم.

كذلك أكد أن آليات الدفاع المدني، معززة بالعناصر، وبمؤازرة وحدات من الجيش، وبمساندة طوافات تابعة للقوات الجوية، هرعت من أجل السيطرة على الحرائق، وقال: “استطعنا إخماد قرابة 70% من الحريق، إلا أن العوامل المناخية من ارتفاع درجة الحرارة وسرعة الرياح أجّجت النيران”.

كما لفت العميد خطار إلى أن عناصر الدفاع المدني عملت على إخلاء منازل عديدة في منطقة المشرف كي لا تصلها النيران، مشيرا إلى أنه لا يمكن توقّع موعد إخماد الحرائق لأن العوامل المناخية لا تساعد في ذلك.

 

 

مساعدة قبرصية

بدورها، أكدت وزيرة الداخلية، ريا الحسن، التي زارت منطقة الحريق، أن طوافة من الجيش تدخلت لإخماد النيران في الجهة التي لا يوجد فيها توتر عال، كما أوضحت أن تلك المنطقة مليئة بالألغام لهذا السبب كان الحذر كبيراً أثناء عملية الإطفاء”.

فيما أعلن وزير الدفاع، إلياس بوصعب، أن طائرتين قبرصيتين ستصلان إلى لبنان للمساهمة بمهمة إخماد الحريق في المشرف بتوجيهات من رئيس الحكومة سعد الحريري.

وانتشرت النيران في بريح والفوارة وكفرحيم، كما اندلعت حرائق أخرى ليلاً في بلدات عكارية بسبب الحرارة والرياح، ونشب حريق في أراضي بلدة الدوسة أتى على مساحة من الأعشاب اليابسة، ممتدا ليطال أشجار السنديان.

كذلك في بلدة القبيات التهمت النيران مساحة من الأرض العشبية اليابسة، وعمل عناصر الدفاع المدني في مركز القبيات على إخماده. وحريق آخر نشب في أراضي بلدة السنديانة العكارية ضرب الأعشاب اليابسة، وامتد ليطال مساحة من أشجار السنديان. وفي أراضي بلدة عين تنتا حرقت النار الأعشاب اليابسة وأشجار الزيتون.

أما اليوم، فقد اندلع حريق وصل إلى أرض السنديان في بلدة عين يعقوب بجبل العريض عكار، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وهبوب هواء حار.