ماما أمريكا تساوم أقزام الانقلاب: “صفقة سوخوي من روسيا أو سد النهضة”

- ‎فيتقارير

دولة الانقلاب العسكري لا تستطيع اتخاذ قرار في مجال من المجالات حتى لو كان يتعلق بـ"رغيف العيش" إلا بعد الرجوع لـ"ماما أمريكا" وأونكل "دونالد ترامب"، وهذا ما اعترف به قائد الانقلاب الدموي عبد الفتاح السيسي عندما قال إننا نعيش في شبه دولة؛ لأن الدولة لها سيادة ولها سلطات وقدرات، من بينها استقلالية اتخاذ القرار. أما في دولة العسكر، فهذا غير موجود؛ لأن مصر تدار من الخارج، سواء من الأمريكان والأوربيين أو من الخليج ودويلات الرز ويتلقى مطبخ العسكر الأوامر من هنا ومن هناك، ولا يملك إزاءها إلا التنفيذ دون اعتراض أو تعليق.

يشار إلى أن الرئيس محمد أنور السادات كان يقول في سبعينيات القرن الماضي إن 99% من أوراق اللعبة في مصر في يد أمريكا، وسيمر الوضع على ذلك في عهد المخلوع حسني مبارك طوال 30 عامًا، وهذه القاعدة تنطبق أول ما تنطبق على صفقات السلاح؛ حيث تتدخل أمريكا وتهدد وتتوعد وقد تقدم اغراءات هامشية لا يملك العسكر أمامها غير الاستجابة.

وفى هذا السياق كشفت مصادر دبلوماسية عن تلقي العسكر عرضًا أمريكيًا، يقضي بمنحهم مساعدات عسكرية إضافية، مقابل إلغاء صفقة المقاتلات الروسية "سوخوي-35". التي تزود روسيا دولة الانقلاب بمقتضاها بـ20 مقاتلة من طراز "سوخوي 35"، مقابل ملياري دولار.

غضب روسي

وقالت المصادر، التي رفضت الكشف عن هويتها: إن واشنطن أخطرت مسئولين انقلابيين، بأنه سيتم تعويضهم، حال وقف الصفقة مع موسكو، سواء من خلال منحهم مساعدات إضافية، أو تزويدهم بأسلحة متطورة.

وأضافت أن دولة العسكر تترقب جدية الوعود الأمريكية، وحجم ما ستحصل عليه حال إلغاء الصفقة، مشيرة إلى أن المفاوضات بين الجانبين جارية بهذا الشأن.

ولا تستبعد المصادر أن يؤدي إلغاء الصفقة إلى غضب روسي، لكن دولة العسكر تراهن على عمق علاقاتها مع موسكو، على تجاوز ذلك، أو تعويضها بصفقة أخرى.

كان مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشئون السياسية والعسكرية، "رينيه كلارك كوبر"، قد حذر دولة العسكر من عواقب تلك الصفقة، مطالبا دولة الانقلاب بمراجعة علاقاتها العسكرية والاستخباراتية مع روسيا.

خصوم الولايات المتحدة

كما ألمح مسئول أمريكي إلى عدم رضا واشنطن عن صفقة الـ"سوخوي-35".

وقال المسئول إن مصر والدول الأخرى التي تريد شراء السلاح الروسي، يجب ألا تنسى العواقب المحتملة لتطبيق القانون الأمريكي حول مواجهة أعداء أمريكا عبر فرض العقوبات عليها.

وأضاف المسئول، وفق ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز": "ليس لدينا الكثير من المرونة في إطار القانون حول مواجهة أعداء أمريكا عبر العقوبات.

وحذر من أن الدول التي تتخذ مثل هذه القرارات، يجب أن تعرف أننا محدودون للغاية فيما يخص احتمال التخفيف.

ودعا المسئول الأمريكي الدول التي ترغب في توسيع علاقاتها مع الولايات المتحدة في المجال العسكري، إلى أن تتخذ موقفًا جديًّا تجاه القانون.

يشار إلى أن قانون مكافحة خصوم الولايات المتحدة يجي، فرض عقوبات على أولئك الذين يشاركون في معاملات مهمة مع قطاعي الدفاع أو المخابرات الروسيين.

سد النهضة

في سياق متصل كشفت مصادر دبلوماسية مصرية عن تحذير وجهته الإدارة الأمريكية لدولة الانقلاب بوقف وساطتها لدى إثيوبيا في أزمة سد النهضة، حال إتمام مصر صفقة شراء المقاتلات الروسية "سوخوي-35".

وقالت المصادر: إن وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" أكد لـ"سامح شكري" وزير خارجية الانقلاب، أن تأدية واشنطن دورًا في إنهاء أزمة سد النهضة، مرهون بتراجع الانقلاب عن صفقة "السوخوي".

وشدد "بومبيو" على أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تقبل بتنفيذ الصفقة تحت أي ظرف، محذرًا من أن مستقبل المساعدات الأمريكية سيتأثر سلبًا بدرجة كبيرة.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة تعتبر أن استخدام مقاتلات "سوخوي" وأنظمة عسكرية روسية أخرى يشكل تهديدًا على قدرة البلد على العمل بشكل مشترك مع جيوش الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي.

صمت العسكر

في المقابل التزمت دولة العسكر الصمت إزاء التهديدات الأمريكية.

وردًّا على سؤال حول ما تم تداوله مؤخرا من تهديدات أمريكية لدولة الانقلاب؛ بسبب هذه الخطوة، قال "سامح شكري"، وزير خارجية الانقلاب خلال حديثه في النسخة الخامسة لمنتدى روما للحوار المتوسطي مؤخرًا: لن أعلق عن هذا الأمر، وزعم أن العسكر لديهم علاقات قوية ومتنوعة مع أمريكا والشركاء الأوروبيين، مثل روسيا وكوريا وغيرها.

كما زعم أن الخلافات تناقش في سياق العلاقات الثنائية المتبادلة بين البلدين، وأن هناك حوارًا مستمرًّا حول مسائل عدة.