ما الذي تعهد به عبد الناصر أمام الشهيد حسن البنا ثم انقلب عليه؟

- ‎فيتقارير

 كتب- سيد توكل:

  على درب الانقلابي جمال عبد الناصر قام رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي بخيانة القسم الذي تعهد به أثناء حلف اليمين امام الرئيس المنتخب محمد مرسي، بعد اختياره وزيرا للدفاع، فهل قام عبد الناصر بخيانة قسمه وعهده امام الشهيد حسن البنامؤسس جماعة الإخوان المسلمين؟   الإجابة عُثر عليها قطاع الأخبار في التليفزيون المصري على شريط فيديو نادر جمع بين 3 رؤساء سابقين هم بالترتيب محمد نجيب وجمال عبد الناصر وأنور السادات في فبراير 1954، في حفل تأبين مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا، جرى على قبره في الذكرى الخامسة لاغتياله.   ويمثل الشريط الذي عثر عليه ضمن المواد الأرشيفية الأخبار باتحاد الإذاعة والتليفزيون واقعة تاريخية مهمة في تاريخ مصر الحديث وتاريخ جماعة الإخوان المسلمين، حيث يعد الوحيد من نوعه الذي يجمع الإخوان بجنرالات العسكر بعد قيام ثورة 1952.  فيما تضمنت مجلة "التحرير" التي كانت تصدر في ذلك الوقت، وصفا تفصيليا لهذا اللقاء الذي استقبلت فيه أسرة حسن البنا، قادة العسكر الثلاثة، نجيب وعبد الناصر والسادات، وكلمة التأبين التي ألقاها عبد الناصر، والتي أقسم فيها على تنفيذ مبادئ مؤسس جماعة الإخوان والجهاد في سبيلها.   الإخوان وخيانة العسكر   ويقول الحقوقي ممدوح إسماعيل، تعليقاً على الصورة، كان من الممكن أن يمر الخبر مثل آلاف الأخبار اليومية ولا يلتف إليه أحد، ولكن أهمية الخبر ترجع إلى التاريخ الأسود للرئيس المصري مع الإخوان والدعوة الإسلامية، لذلك كان لافتاً جداً ما ذكر أن عبد الناصر أعلن أمام قبر حسن البنا رحمه الله أنه سيظل ثابتاً على مبادىء البنا والإخوان ويجاهد في سبيلها،أعتقد أنها من الطرائف الساخرة التي لا تتكرر وسجلها التاريخ.   وتابع:"كيف لا يكون الخبر ساخراً ومثيراً جداً ولم تمضي شهور على تلك الواقعة حتى تمت مسرحية حادثة المنشية التي قيل فيها أن الإخوان دبروا لقتل عبد الناصر، واعتقل عبد الناصر ما يقرب من عشرين ألف من الإخوان في ليلة واحدة، أعقبها الحكم بعدها بشهور على المئات من الإخوان بالسجن المؤبد والاعتقال الذي لا ينتهي، وفي السجون قتل بعد تلك الواقعة بشهور عشرات من الإخوان في سجن طرة فيما سمي مذبحة طرة الشهيرة". وأوضح: "كيف لا يكون الخبر ملفتاً ومثيرًا وقد علق عبد الناصر على أعواد المشانق خيرة رجال الإخوان ومصر والعالم الإسلامي بعدها بشهور، ومن أشهرهم المستشار الكبير عبد القادر عودة رحمه الله، والشيخ الأزهري محمد فرغلي، وغيرهم كثير رحمهم الله جميعاً، وبعدها بسنوات أعدم المفكر الإسلامي العظيم سيد قطب رحمه الله صاحب الظلال وما أدراك ما في ظلال القرآن نحسبهم من الشهداء ولا نزكى على الله أحد".   انقلاب يوليو 52   ويؤكد ممدوح إسماعيل:" الحقيقة أن علاقة عبد الناصر بالإخوان كلها ملفتة ومثيرة جدًا بداية من شهادات المؤرخين التي تشهد أن عبد الناصر بايع الإمام حسن البنا وانضم إلى جماعته، مروراً بمشاركة الإخوان في انقلاب يوليو 52، بل ومشاركة بعضهم في الوزارات، وإن كان أعلن انفصالهم نهاية إلى فصولها المأساوية، وما شهده الإخوان المسلمون في عهده من اعتقالات وسجون وتعذيب وإعدامات وقتل وتشريد".   وتابع:"لكن الشاهد فى ذلك الفيلم النادر الذي عثر عليه في الأرشيف هو أنه يحوي كلاماً لعبد الناصر متناقض تماماً مع ما حدث فيما بعد للإخوان، والحقيقة أن قسم عبد الناصر أمام قبر البنا بالوفاء بمبادئه كان للإعلام فقط، وللدعاية، وتدشيناً لانتهاء وجود الإخوان بالقرب من الحكم في الحياة السياسية؛ فقد تغير بعدها مسار الجماعة تماماً، وبدلاً من مقابلة أعضاء الحكم في القصور قابلتهم وهي في السجون".   وأوضح: "قد أثبتت الوقائع أن عبد الناصر في عام 54 كان يضمر خطط ومؤامرات للإطاحة بجميع من حوله وأولهم  الإخوان، وتوالت مؤامرته ضد أقرب الناس ممن كانوا معه في الحكم وأولهم محمد نجيب الأب الروحي لانقلاب يوليو الذي لم يسلم من عبد الناصر، وانقلب عليه وشرده هو وعائلته، ثم غيره كثيرون ممن الضباط الذين كانوا معه في انقلاب يوليو يراجع شهادة كثير من الضباط الأحرار في كتبهم وحالياً شهادة اللواء جمال حماد في برنامج شاهد على العصر".