مجزرة الحرس.. إدانات حقوقية لم تحرك العالم ولم توقف مجازر السيسي

- ‎فيتقارير

كتب: أحمدي البنهاوي

أدانت العديد من المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية مذبحة الحرس الجمهوري، وطالبوا سلطات الانقلاب العسكري بضرورة فتح تحقيق سريع، إلا أن شيئا لم يكن ولن يكون في ظل انقلاب متكامل الأركان حتى على ميزان العدالة العرجاء.

"رايتس ووتش"
من جانبها، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش الجيش المصري باستخدام قوة مميتة ومفرطة لتفريق المعتصمين أمام الحرس الجمهوري في الثامن من هذا الشهر.

ورغم مطالبة المنظمة بإجراء تحقيق محايد يتولاه القضاء المدني وبمحاسبة المسئولين، إلا أنها أثبتت في تقريرها أن "الجيش المصري له سجل في استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين ولم يتم التحقيق مع عسكري واحد في مجزرة الحرس الجمهورى".

وأضافت أن العديد من الضحايا أصيبوا بالرصاص في الرأس وفي الصدر، وأن تعامل السلطات المصرية مع مجزرة النصب التذكاري "بالاستهانة الإجرامية بالحياة البشرية"، وأن الرواية التي رواها المتحدث العسكري عن "المجزرة" غير صحيحة، وأنه العسكر فشل في إثبات رواية "مجزرة الفجر" والدلائل أكدت أن الجيش قتل المتظاهرين وهم يصلون.

العفو الدولية
فيما أكدت منظمة العفو الدولية، فى تقرير لها أن "مجزرة الحرس قام بها الجيش وليس المعتصمون العزل، كما أكدت أنها جمعت أدلة على استخدام قوات الأمن المصرية القوة، وطالبت "كاثرين اشتون"، منسق الاتحاد الأوروبي بوضع حد للعنف في مصروإجراء تحقيق سريع في المجزرة".

15 منظمة
وأعربت 15 منظمة حقوقية مصرية عن استنكارها الشديد، وأسفها العميق، للاستخدام المفرط للقوة من جانب قوات الجيش والأمن، والذي استهدف المعتصمين من أنصار الرئيس مرسي أمام دار الحرس الجمهوري، وأدى إلى مقتل ما لا يقل عن 51 شخصًا، وإصابة أكثر من 400 آخرين، حسب البيانات الرسمية لوزارة الصحة.

وشددت المنظمات، في بيان لها أصدرته ، بخصوص مذبحة الحرس الجمهوري، على ضرورة إجراء تحقيقات محايدة بمشاركة منظمات حقوق الإنسان المستقلة، قبل أن تنزلق البلاد إلى دائرة عنف لا تنتهي، مطالبة قوات الأمن والجيش بتحمل المسؤولية في تأمين الحماية لكافة المتظاهرين والمعتصمين، سواء كانوا من أنصار الرئيس المعزول أو من خصومه.

تضليل إعلامي
وفى سياق متصل، قال دافيد كيركباتريك مدير مكتب نيويورك تايمز بالقاهرة: "وسائل الإعلام المصرية الرسمية ترسل بيانا كاذبا بالقبض على 200 إرهابى حاولوا مهاجمة مقر الحرس الجمهورى.. إنه تضليل إعلامى!".

وفى اتصاله بالتلفزيون المصرى، قال المتحدث باسم وزارة الصحة لمذيعة التلفزيون المصرى: الظاهر كده انتِ جايلك أوامر تقوليلى أقول ايه ومقولش ايه الجيش قام بمذبحة للمعتصمين!.

وهاجمت الناشطة السياسية جميلة إسماعيل طريقة تغطية الإعلام المصرى، وقالت عبر صفحتها على فيس بوك: "التليفزيون المصرى.. وأسفه إنى أقول المصرى.. بيقول إن ما حدث كان دفاعا من الحرس الجمهورى لمحاولة مجموعة إرهابية لاقتحام مقر الحرس الجمهورى، مش عارفين يزيفوا الحقائق.. إرهابية ايه والناس بتصلى.. إرهابية ايه والطفل مات بأحضان أمه وهى تصلى.. إرهابية ايه وأنتم تحاصرون النساء واﻷطفال بالمسجد.. وكل من يخرج تطلقون عليه النار".

وقالت د.نفين ملك، عضو جبهة الضمير: "إن مجزرة الحرس الجمهوري كمجازر محمد محمود ومجلس الوزراء"، مضيفة أن "صمت الأحزاب الليبرالية والعلمانية عن مجازر الحرس الجمهوري أحزنها"، لافتة إلى أن الإعلام يقوم بدور التضليل وقلب القاتل لمقتول والمقتول قاتل".. وأن "الإعلام شوه صورة الثورة وصورة الإعلام".

الانقلاب الدموي
ونسبت بعض البيانات للقوى السياسية أشارت إليها صحيفة "الشعب" ومنها بيان لحزب النور يعلن "إنهاء مشاركته" من خارطة الطريق، في حين شارك د.عبدالمنعم أبوالفتوح في نقاشات خارطة الطريق، وطالب الرئيس المؤقت عدلي منصور بالاستقالة على خلفية هذه الأحداث.

غير أن د.محمد محسوب -نائب رئيس حزب الوسط- كتب عبر حسابه على موقع "فيس بوك": "دماء جديدة تُراق، وأرواح طاهرة ترتقي.. ثمنًا يدفعه الشعب المصري للحرية والديمقراطية والحياة الكريمة". وأضاف: "لم يعد انقلابا بل انقلاب دموي".

مواقف واضحة
واعتبر د.جمال عبدالهادى، أستاذ التاريخ الإسلامى، أن المجزرة التى ارتكبها الجيش بقيادة السيسى جريمة ضد حقوق الإنسان، وأن اليهود لم يسطيعوا ارتكاب جريمة ببشاعتها، في ظل "إعلام يحرض على القتل ويروج إلى أن المجزرة تمت ردًّا على قيام بعض "الإرهابيين" بإطلاق النار على قوات الحرس الجمهورى".

وأكد د.جمال عبدالسلام، أمين عام نقابة الأطباء، أن هذه المجزرة لم نرها إلا فى مذبحة الحرم الإبراهيمى وليس هناك أى دولة أخرى قامت بهذا الفعل الإجرامى غير الكيان الصهيونى.

وأدانت حركة حماس في بيان لها قتل المدنيين أمام مقر الحرس الجمهوري، أما وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو فقد علق على المجزرة قائلا: "باسم القيم الإنسانية الأساسية التى ندافع عنها أدين وبشدة المجزرة التي وقعت فى مصر خلال صلاة الفجر".

وقالت الناشطة اليمنية، توكل كرمان، إن المجزرة التى حدثت للمعتصمين أمام الحرس الجمهورى بالقاهرة تنتظر موقفا أخلاقيا واضحا يدينها.

وطالبت "كرمان" من خلال حسابها على "فيس بوك"، بمحاكمة القتلة من قبل نشطاء حقوق الإنسان والمجتمع المدنى فى مصر والنخب السياسية وإدانتها وعدم مقابلتها بالصمت واللامبالاة".

ووجه الكاتب ياسر الزعاترة تغريدة لشيخ الأزهر قائلا: "قتلوهم وهم راكعون يا شيخ الأزهر..أين أنت؟ أما زلت نائما إلى الآن؟ ستسأل أمام ربك عن دمائهم، وقبل ذلك عن منح الشرعية لانقلاب القتلة".

وقال المفكر محمد سيف الدولة: "على كل الثوار الأحرار الذين انتفضوا غضبا ضد قتل شهداء يناير وماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء وبورسعيد والاتحادية وأبو ضيف والجندى وجيكا أن ينتفضوا الآن ضد قتل متظاهرى الحرس الجمهورى، دفاعا عن الحق فى الحياة وعن حق التظاهر السلمى وعن الثورة.. وقبل ذلك وبعده دفاعا عن مصداقيتهم".

15 منظمة حقوقية تستنكر مذبحة «الحرس الجمهوري» وتطالب بإجراء تحقيقات محايدة

– اتهامات للجيش المصري باستخدام القوة المميتة