مسرحية انتخابات الشيوخ المزورة.. كراتين السلع وكوبونات بـ 50 و100 جنيه عيني عينك

- ‎فيتقارير

رغم أنها انتخابات محسومة والمقاعد جرى توزيعها بالفعل بترتيب من أمن الدولة، وأغلب المرشحين فازوا بالتزكية أو التعيين، إلا أن سلطة العسكر أبت إلا أن تفضح نفسها على غرار تمثيلية انتخابات 2014 والتصويت على تعديلات الدستور وغيرها، لتظهر عيني عينك كراتين السلع التي يوزعها حزب المخابرات (مستقبل وطن) خليفة الحزب الوطني، وكوبونات شراء السلع بـ 50 و100 جنيه من فتح الله ماركت!

فقد تكرر مشهد تجميع الناس الغلابة وإغرائهم ببون سلع مجانية (كرتونة) الذي حدث في انتخابات النواب، والبونات أغلبها لمحل فتح الله جملة ماركت (مثل انتخابات النواب) وهي عبارة عن بون للشراء بـ 50 أو 100 جنيه. كما ظهرت المشاهد الروتينية في الانتخابات المصرية مثل توافد كبار السن وحثهم للشباب على الاقتراع، وحضور عريس وعروسة للإدلاء بأصواتهم صباحا (صورة) ورقص بعض السيدات أمام اللجان (صورة) والتجمعات بأماكن بث الأغاني الوطنية، ومساعدة المجندين لبعض الناخبين على الاقتراع، وجلب كبار السن بسيارات الشرطة (صورة) إلى جانب حشد الأطفال والغناء، والجديد ظهور فتيات قالت اليوم السابع أنهن "جميلات الشيخ زايد" على ابواب اللجان لتشجيع التصويت!

أدلة التزوير

يمكن رصد بعض ادلة التزوير على النحو التالي:

اعترفت صحيفة "الوطن" الخاصة الموالية للسلطة، أنه في إحدى اللجان الانتخابية، بمدينة 6 أكتوبر، شهدت اللجنة، واقعة غريبة بقدوم أحد الناخبين، ومعه ورقة مكتوب عليها "كوبون مشتريات.. يصرف لحامل هذا الكوبون مشتريات بـ 50 جنيهًا"، وفي الأسفل صورة لورقة نقود من فئة الخمسين جنيهًا، مطالبًا من المستشار رئيس اللجنة بختمها، وأشار الناخب إلى أنه أخذها من بقال التموين، وهو ما رد عليه المستشار بأنه ليس لديه أي تعليمات بذلك (!)، وقال له الناخب إنه هو وعدد آخر من المواطنين، قدموا أيضًا يحملون ورقة شبيهة، ويرغبون في ختمها.

وكتب الصحفي أنور الهواري رئيس تحرير الأهرام الاقتصادي السابق يقول ما شاهده وهو ذاهب للتصويت: على مدخل اللجنة، بعد باب المدرسة مباشرة، كشك فيه من يحمل ختماً يختم به البونات (جمع بون) تسلمه له الناس الغلابة، وأكثرهم من النساء، بعد الإدلاء بأصواتهن، ويقول لهن روحي اصرفي من فلان، قلت له: هات البون بتاعي، قال: أنا وظيفتي أختم بس.

وفي مدينة أطفيح بالجيزة، لاحظ مراسل «مدى مصر» تواتر مرور سيدات أمام لجنة مدرسة الوحدة المجمعة الابتدائية، يحملن «كراتين» متشابهة، وباستقصائه الأمر عرف أن الكراتين مصدرها سوبر ماركت بجوار اللجنة الانتخابية، تتوجه إليه الناخبات عقب إدلائهن بأصواتهن ويعدن بـ«الكرتونة» التي تحتوي على زيت وأرز ومكرونة وصلصة وشاي وسمنة، بناء على اتفاق بين صاحب السوبر ماركت وأحد الأشخاص التابعين لحزب مستقبل وطن، حسبما قال صاحب السوبر ماركت.

وبثت قناة الجزيرة فيديو لعُمدة قرية بالفيوم تحدث بشفافية عن انتخابات الشيوخ وقال لأهل القرية إن هناك "توجيهات" لفوز مرشحي حزب مستقبل وطن ومهما فعلوا سيفوزون ومن ثم عليهم انتخاب هؤلاء المرشحين الحكوميين.

https://twitter.com/ajmubasher/status/1293234499850043394?s=09

ورغم أحاديث عدم خلط الدين بالسياسة واتهام الإخوان بذلك، تحولت إذاعة القرآن الكريم لدعوة المصريين للمشاركة في الانتخابات وألقى عبرها مخبر الأوقاف خطابا لدعوة المصريين لاستكمال ما أسماه العرس الديمقراطي، وسعت كل المؤسسات الدينية مثل الأوقاف والإفتاء والأزهر لتشجيع المصريين على النزول للتصويت، وأكد مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، أن المشاركة "واجب وطني وشرعي"، وظهر المفتي وقد تم فرش سجاد أزرق له ليمشي فوقه وهو يدخل ويخرج من لجنة الانتخابات.

حزب النور يشكو التزوير ثم يحذف البيان

وأصدر "حزب النور" بيانا بشأن "الحملة الممنهجة" ضد مرشحيه ومؤيديه على موقع فيس بوك ثم حذف البيان الذي بقي على تويتر!، جاء فيه: "فوجئنا بممارساتٍ عجيبةٍ مِن بعض الأجهزة، وبإجراءاتٍ تعسفيةٍ موجهة لكثيرٍ مِن أعضاء ومؤيدي حزب النور! شملت الاستخدام المتعسف لقانون الطوارئ، وإيقاف مؤيدي الحزب، وسحب بطاقاتهم مما يفوت عليهم فرصة المشاركة في الانتخابات، مع احتجاز الكثيرين منهم فتراتٍ طويلةٍ في أقسام الشرطة".

وقال "حزب النور" بحسب البيان، إنه يرى هذه الممارسات تمثِّل إساءة بالغة إلى الوطن، مناشدًا القيادة السياسية بسرعة اتخاذ اللازم.

https://twitter.com/AlNour_Giza/status/1292914927389351936

الخلاصة

  1. بعد ثورة يناير لم يكن الناس في حاجة لتهديدهم بغرامة لإجبارهم على التصويت، فقط شعروا أن البلد بلدهم وأن صوتهم له قيمة فذهبوا بحرية إلى صناديق الاقتراع وانتظروا ساعات في طوابير طويلة. الشعب ناضج وفاهم ومؤهل لممارسة الديمقراطية، المشكلة في سلطة قضت على الحرية وعلى السياسة.
  2. مجلس الشيوخ لا أهمية له سوى أنه مجرد مكان لمكافأة مؤيدين للسلطة فهو بلا أي سلطات ويمكن أخذ رأيه (دون أن يكون ملزما) في أمور، بينها "مشاريع القوانين، ومعاهدات الدولة، واقتراح مادة أو اثنتين لتعديل الدستور.

3- في تقرير البرلمان عن اختصاصات مجلس الشيوخ وردت عبارة عجيبة في تفسير أهمية المجلس هي عبارة "يقوم مجلس الشيوخ بدراسة واقتراح ما يراه كفيلاً بتوسيد دعائم الديمقراطية، ودعم السلام الاجتماعي والمقومات الأساسية للمجتمع وقيمه العليا والحقوق والحريات والواجبات العامة، وتعميق النظام الديمقراطي، وتوسيع مجالاته".

وكلمة "توسيد" في المعجم مشتقة من فعل "توسد" بمعنى اتكأ ونام على شيء وكأنه وسادة، فيقال مثلا توسد ذراعيه أي اتكأ عليهما كالوسادة، ويقال توسد الطفل صدر أمه أي نام على صدرها وكأنه وسادة وهنا لا نفهم من سيتوسد من في مجلس الشيوخ؟ هل سيتوسد مجلس الشيوخ الديمقراطية وينام عليها أم سيحدث العكس فتتوسد الديمقراطية مجلس الشيوخ وتنام عليه وكأنه وسادة؟! أي أن البرلمان بات هو تكية المفسدين وأعوانهم.