“مصري وحاجة”.. قواعد النجاة الـ6 من إجرام العسكر

- ‎فيتقارير

كتب سيد توكل:

«الخريطة الاجتماعية في جمهورية مصر العربية، في ظل المأساة التي تعيشها البلد، مفيش حد يقدر يعيش مطمن على كرامته وحياته وأسرته، غير الأفراد اللي في هذه المنظومات الثلاث، منظومة الجهات السيادية: وهي الحكومة وأمن الدولة والمخابرات بأنوعها، ومنظومة العدالة: وهي القضاء والنيابة والشرطة، ومنظومة الثروة.. وفي الحقيقة المنظومة دي تتعامل وتكاد أنها تشتري المنظومتين التانين».

تلك كانت نصائح واضحة وصريحة سردها الفنان خالد صالح -رحمه الله- في فيلم "فبراير الأسود"، يؤكد عليها المراقبون السياسيون وينصحون بها من أراد الأمن والسلامة والعيش في جمهورية الانقلاب الثانية في مصر، لأن شهور السنة كلها ستكون بذات السواد.

مصري وحرامي
من جانبها قالت الناشطة "شهد" في تغريدة على حسابها بموقع التواصل "تويتر": "علشان تعيش في مصر لازم تبقى مصري وحاجة.. مصري وضابط.. مصري وقاضٍ.. مصري ورجل أعمال.. مصري ولاعب كرة.. مصري وفنان.. مصري وحرامي".

ويلقي خبير شئون الشرق الأوسط عمر عاشور نظرة تاريخية على تعاقب الإرث العسكري في مصر، ويقول إن التحديات التي تواجه الدولة في أعقاب ثورات الربيع العربي تعود إلى انقلاب جمال عبدالناصر وما قبل تلك الفترة.

وكتب المؤرخ المصري الشهير عبدالرحمن الرافعي في جريدة (الأخبار) في عددها الصادر أول أغسطس عام 1952 "زعيم الانقلاب -البطل (اللواء) محمد نجيب- أعطى مثالا للتواضع من خلال رفضه الترقية إلى رتبة الفريق، وهو ما يدل على أن الجيش المصري لا يريد السلطة، وقال إن رتبة لواء تكفي".

انقلاب العسكر
وبحلول فبراير عام 1954 عزل ضباط أصغر سنا من اللواء المتواضع، الذي يعتبر أول رئيس لمصر، طامعين في السلطة بقيادة جمال عبدالناصر، وسقطت مصر، كما هو الحال حاليا في حالة انقسام.

أراد أحد الأطراف ديمقراطية برلمانية وعودة النظام الدستوري وأن يعود الجيش إلى ثكناته، فيما أراد طرف آخر في مصر راعيا قويا يتمتع بسمات شخصية جذابة وعد بالاهتمام بهموم المواطنين.

وبحلول نوفمبر عام 1954 لم يسحق الطرف الأخير الطرف الأول فحسب، بل عمل على تدمير طلباته، وكانت الحريات الأساسية والنظام الدستوري البرلماني من بين الضحايا.

وصادر عبدالناصر الأراضي وأعاد توزيعها على صغار الفلاحين، كما دخل في مواجهة مع المملكة المتحدة، القوة الاستعمارية السابقة عام 1956، لكن التكلفة كانت تأسيس جمهورية الضباط: وهي دولة تتصدر فيها المؤسسات العسكرية المشهد وتعتلي المؤسسات المنتخبة.

يونيو الأسود!
ويعد فيلم "فبراير الأسود" وهو أحد من أربعة أفلام قدمها المخرج والكاتب محمد أمين، نبوءة عن الأوضاع في مصر بعد انقلاب 30 يونيو الأسود، والذي قاده وزير الدفاع السفيه عبدالفتاح السيسي ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي، وعلى الرغم من قلة إنتاج هذا المخرج إلا أنه قد قدم أعمالًا بارزة في السينما المصرية.