مطالبات حقوقية بالتحقيق في وفاة مخرج أغنية “بلحة”

- ‎فيحريات

قال موقع الجزيرة الإنجليزية، إن وفاة المخرج شادي حبش سلطت الضوء مرة أخرى على المخاطر التي يواجهها المعتقلون في السجون المصرية، في الوقت الذي يصعّد فيه السيسي حملة القمع ضد المعارضة.

وأضافت الجزيرة، في تقرير لها "ترجمته "الحرية والعدالة"، أن العديد من المعتقلين يقضون عقوبة السجن بسبب جرائم يصرون على أنهم لم يرتكبوها، أو لم توجه إليهم أي تهمة على الإطلاق، ووفقا لجماعات حقوقية، يُحتجز الآلاف في السجون المصرية في انتظار المحاكمة.

وأوضح التقرير أن الوفاة تأتي خلال وباء الفيروس التاجي والمخاوف من أن تكون زنازين السجون المكتظة أرضًا خصبة لانتشار الفيروس. ويوجد في مصر نحو 6400 حالة مؤكدة وأكثر من 425 حالة وفاة.

وأشار التقرير إلى أنه في مارس، اعتقلت سلطات الانقلاب أربعة نشطاء واتهمتهم بتنظيم احتجاج للمطالبة بالإفراج عن السجناء المحتجزين داخل مرافق مزدحمة وغير صحية، وسط تفشي الفيروس التاجي.

من جانبها دعت الحركة الديمقراطية المدنية في مصر، وهي ائتلاف يضم عدة أحزاب معارضة، إلى إجراء تحقيق فوري وشفاف في وفاة المخرج شادي حبش أثناء احتجازه.

وقال محامي حبش "أحمد الخواجة"، السبت، إن حبش توفي في مجمع سجن طره شديد الحراسة في القاهرة، إلا أن سبب وفاة الشاب البالغ من العمر 24 عاما لم يتضح بعد.

اعتُقل حبش في مارس 2018 لإخراجه "فيديو كليب" يسخر من عبد الفتاح السيسي، وقد سُجن دون محاكمة لأكثر من عامين، وهو ما يتجاوز المدة القصوى المسموح بها بموجب القانون المصري.

ودعت الحركة الوطنية، في بيان لها، السلطات إلى مراجعة القوانين المتعلقة بالاحتجاز السابق للمحاكمة.

وقالت الحركة "نحن ندعو إلى إجراء تحقيق فوري وشفاف في ملابسات هذه المأساة، وندعو إلى إنشاء لجنة لتقصي الحقائق من المجلس الوطني لحقوق الإنسان"، مشيرا إلى أن حبش كان يبلغ من العمر 22 عاما وبصحة جيدة وقت اعتقاله.

وأضافت المنظمة "ندعو مرة أخرى الوكالات المسئولة إلى مراجعة وضع المحتجزين رهن المحاكمة فيما يتعلق بالقضايا السياسية".

وتابعت: "هذا أكثر إلحاحا في السياق الحالي لوباء [الفيروس التاجي]. ونطالب الدولة بالإفراج عن جميع السجناء السياسيين الذين لم يتورطوا في أي أعمال عنف، مع إبقائهم قيد التحقيق إذا لزم الأمر".

وقال المحامي الخواجة لوكالة فرانس برس، السبت، إن صحة حبش تدهورت منذ عدة أيام، مضيفا أنه أُحضر إلى المستشفى، ثم عاد إلى السجن حيث توفي في الليل.

وقال خالد علي، وهو محام حقوقي، إنه كان ينبغي الإفراج عن حبش قبل شهرين بعد قضاء أقصى فترة سجن خلال التحقيقات المعلقة.

وقالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، على تويتر، إن حبش توفي نتيجة "إهمال وغياب العدالة".

وألقت قوات الشرطة القبض على المخرج الشاب بعد أن أخرج فيديو كليب لرامي عصام، وهو موسيقي مصري منفي في السويد.

وتضمن الفيديو أغنية تسخر من السيسي، وقارنت بين الجنرال الذي تحول إلى رئيس والبلح، وأدانت الفساد الحكومي المزعوم.

كلمات الأغنية "بلحة"- الاسم الذي يطلقه منتقدوه على السيسي في إشارة إلى شخصية شهيرة بفيلم مصري، وحقق الفيديو أكثر من خمسة ملايين مشاهدة على موقع يوتيوب.

ونشر عصام، مع أصدقاء آخرين لحبش، رسالة كتبها حبش من السجن في أكتوبر تحدث فيها عن يأسه.

"السجن لا يقتل، بل الوحدة ،" وكتب، واصفا ما أسماه نضاله لـ"منع نفسه من الجنون أو الموت ببطء لأنك قد ألقيت في غرفة قبل عامين ونسيت".

وقال الخواجة عن حبش عندما رآه للمرة الأخيرة قبل شهرين: "حالته النفسية كانت سيئة للغاية."

للمزيد:

https://www.aljazeera.com/news/2020/05/egypt-group-calls-transparent-probe-filmmaker-death-200504071522925.html