«نحس» سيساوي يصيب السياحة في مقتل

- ‎فيأخبار

أحمدي البنهاوي
هللت صحف الانقلاب، صبيحة اليوم، بإعلان تلقفوه من بعض "منظمي الرحلات" الروس، الذين وعدوا بـ"عودة السياحة لمصر الشتاء المقبل"، غير أن خبراء سياحيين اعتبروه وعدا للاستهلاك الإعلامي الذي أعلنه بوتين، في فبراير الماضي، وأعلنه سفيره الروسي في القاهرة في أبريل، إثر لقائه مع السيسي.

غير أن خبراء ومستثمرين آخرين طالبوا- بجهل منهم بنحسه- بتدخل السيسي لحل الموضوع، مؤكدين أن السياحة تحتضر، وأنه لا بد من وجود حلول غير تقليدية، وفتح أسواق جديدة، وكذلك حل مشكلة المطارات.

المفاجأة الروسية

ما لم يعلنه الإعلام السيساوي هو أن "الأمن الروسي سيكون بالمطارات في مصر مقابل عودة السياحة!"، حيث أكد مسؤول بارز في وزارة السياحة المصرية أن روسيا اشترطت وجود عناصر أمنية روسية في المطارات السياحية في شرم الشيخ شمالي شرق مصر، والغردقة (شرق)، من أجل استئناف الرحلات السياحية إلى مصر، مشيرا إلى أن وزارة الطيران المدني ما تزال تنظر في الطلب الروسي.

وهو ما طالبت به بريطانيا من قبل، ففازت بما فاز به "عكاشة"، حيث صرح مسؤولون بأن إعلان مصر الانتهاء من مراجعة تقييم الأمن في المطارات السياحية، سيكون خلال أغسطس المقبل، وأنه تم تأسيس شركة لإدارة الأمن بالمطارات عبر التعاون بين شركة أمن، خاصة إحدى شركات الأمن البريطانية المتخصصة فى تدريب العناصر الأمنية.

أسامة كمان؟!

أعلنت شركة "توماس كوك" عن إلغاء كل برامجها في شرم الشيخ، قبل أسبوع، وهو ما يعني أن بريطانيا مستمرة في وقف رحلاتها إلى شرم الشيخ، اعتبارا من نوفمبر الماضى وإلى أجل غير منظور، إثر سقوط طائرة ركاب الروسية في سيناء في 31 أكتوبر 2015.

غير أن شركة "توماس كوك"- وهي إحدى كبريات شركات السياحة البريطانية والأوروبية- أجلت في وقت سابق من فبراير الماضي عودة رحلاتها لشرم الشيخ، وأن ذلك سيمتد حتى فبراير المقبل.

الطريف أن إعلان الإعلامي أسامة كمال، مقدم برنامج "القاهرة 360"، مقاطعته للسفر إلى بريطانيا نهائيا بعد أن أعلنت شركة "توماس كوك" عن إلغاء كل برامجها في شرم الشيخ.

وقال، في تدوينة له على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": إنه في الوقت الذي حدث فيه هجوم إرهابي على مطار أتاتورك في تركيا ولم تقم بنفس الإجراء.. كما طالب أسامة كمال جميع المصريين بعدم التعامل مع شركة توماس كوك البريطانية!!. غير أن نشطاء على توتير علقوا ساخرين عليه "أكيد هما الخسرانين"!!.

تراجع الماكينات

من جانب آخر، تراجعت حجوزات السياح الألمان لقضاء الصيف في مصر خلال 2016 بنحو 40% مقارنة بالعام السابق، بحسب رابطة السفر الألمانية "دي.آر.في".

وفي مارس الماضي، كشفت الرابطة عن أن تركيا هي المقصد المفضل للسياح الألمان. وعزت الرابطة السياحية انخفاض الحجوزات إلى ما شهدته مقاصد سياحية مثل مصر وتونس من سلسلة من الهجمات مثل سقوط طائرة ركاب روسية فوق شبه جزيرة سيناء المصرية، والهجوم على منتجع ساحلي في تونس، ما أجبر شركات سياحة مثل توي وتوماس كوك على البحث عن وجهات بديلة.

العاملون بالسياحة

لم يجد العاملون بقطاع السياحة في مصر والذين "وقف حالهم"، بعض اللطمات المتكررة إلا السخرية، فالشاب رضا طلعت دشن حملة للسخرية من القطاع كاملا، وقال في "بوست" يلخص مطالبه: "أفلام العيد السياحية.. حصريا على صفحتنا.. كل عام وأنتم بخير.. وزارة السياحة (هاتولى راجل).. وزير السياحة (الرجل ده هايجننى).. هيئة تنشيط السياحة (سمك لبن تمر هندى).. رئيس هيئة تنشيط السياحة (أحلام الفتى الطائش).. غرفة المنشآت الفندقية (علي بابا والأربعين حرامي).. وزارة الآثار (الفيل فى المنديل).. نقابة المرشدين السياحيين (الواد محروس بتاع الوزير).. نقابة العاملين بالسياحة والفنادق (اللعب مع الكبار).. نقابة السياحيين (خلى الدماغ صاحى).. العاملين بالسياحة والفنادق (معلش إحنا بنتبهدل).. رجال الأعمال السياحيين (يا عزيزى كلنا لصوص).. مكاتب تنشيط السياحة الخارجية (أنا مش معاهم).. الائتلافات السياحية (فرح العمدة).. باسم حلقة (الخلبوص).. إلهامى الزيات (على جثتى).. الشركات السياحية (مولد وصاحبه غايب).. سحر طلعت مصطفى لجنة السياحة (ثرثرة فوق النيل).. عودة السياحة لمصر(خرج ولم يعد).. وزارة الطيران (الدنيا على جناح يمامة).. محافظ جنوب سيناء (الريس عمر حرب).. كاتب هذه الكلمات العبد لله رضا (خلف القضبان قريبا).

أرقام مؤثرة

وتمثل السياحة الروسية لمصر نحو 35% من إجمالي الحركة الوافدة سنويا، بينما تستحوذ السياحة البريطانية على نحو 15%.

وتعد ألمانيا أكبر مصدر للسياح لمصر، وإيرادات السياحة كانت تمثل 11% من الناتج المحلي الإجمالي في مصر حتى وقت قريب.

وتراجع الدخل السياحي لمصر خلال الخمسة أشهر الأولى من العام الحالي 2016 إلى 831 مليون دولار، فاقدة 62% من الإيرادات خلال نفس الفترة من العام الماضي.

وذكرت وزارة السياحة أن إيرادات البلاد من السياحة انخفضت بنحو 15% في عام 2015 لتصل إلى 6.1 مليارات دولار.

وكانت مصر قد استقبلت في عام 2010 أكثر من 14.7 مليون سائح، قبل أن يتراجع العدد إلى 9.8 ملايين في 2011، لكنه زاد في 2012 إلى 11.5 مليون سائح، قبل أن يتراجع مجددا.