“نحن أو الفوضى”.. حكاية “72” شهيدا في مذبحة بورسعيد

- ‎فيأخبار

كتب: سيد توكل

"فى بورسعيد ضحايا شافوا الغدر قبل الممات"، عبارات تقطر حزنا تغنّى بها أعضاء الألتراس؛ تخليدا لمذبحة بورسعيد، التي تعد واحدة من أسوأ كوارث وحوادث كرة القدم في العالم، وفي الذكرى الخامسة لإحياء حادث مجزرة ارتكبتها المخابرات الحربية، راح ضحيتها 72 مشجعا من جماهير "ألتراس أهلاوي"، والمعروفة إعلاميا بـ"مذبحة بورسعيد"، لا زالت دماء الشهداء تتساءل: كيف تم الشحن لهذه المجزرة؟.

من جانبه، قال الكاتب الصحفي وائل قنديل: إن المجزرة تقف وراءها السلطة العسكرية، مضيفا أنه ليس غريبا أن تحشد السلطة كل قواها بالأمس لمنع الألتراس من إحياء ذكرى الشهداء الـ72، بعد مرور خمس سنوات على الجريمة.

شلالات الدماء

وأكد "قنديل" أن مذبحة بورسعيد كانت إعلانا صريحا من الحكم العسكري بأنه باق في السلطة ومتشبث بها، ولا يمانع في إغراق العشب الأخضر بدماء الذين يطالبونه بتسليم السلطة لأهلها، كما دُون في ذلك الوقت شعار مبارك: "نحن أو الفوضى وشلالات الدماء".

وفي صباح يوم 1 فبراير 2012 تجمع المئات من أعضاء "ألتراس أهلاوي"، أمام فرع النادي بالجزيرة، في انتظار الأتوبيسات التي ستنقلهم إلى مدينة بورسعيد؛ من أجل حضور لقاء الجماهير المرتقب بين المارد الأحمر والنادي المصري في مسابقة الدوري الممتاز، وبعد مرور نصف ساعة لم تحضر الأتوبيسات، إذ اعتذر السائقون لشركات السياحة عن الذهاب إلى بورسعيد؛ خوفا من تحطيم جماهير المصري الأتوبيسات، فاضطر أعضاء "الألتراس" لاستقلال
القطار.

 

واستقل المئات من «الألتراس» قطار العاشرة والنصف صباحًا، ووصلوا في الرابعة والنصف مساءً، وتعرضوا خلال الرحلة للقذف بالحجارة إلى أن دخلوا الملعب على مجموعات، مرددين هتاف «فريق كبير.. فريق عظيم.. أديله عمري وبرضه قليل».

أجواء المباراة

بعد وصول الجماهير إلى الاستاد والدخول إلى المدرجات، بدأت مشاحنات المشجعين بالهتافات بين الفريقين، لتنذر عن اقتراب كارثة، ليبدأ بعدها بدقائق نزول اللاعبين إلى أرض الملعب من أجل الإحماء، وبعد إجراء حارس الأهلي شريف إكرامي عمليات الإحماء، حتى بدأت جماهير الفريق البورسعيدي في إلقاء الشماريخ على أرض الملعب، ليردد بعدها بعض الجماهير هتافات مسيئة للقلعة الحمراء، في المقابل ردت جماهير الأهلى "ألتراس أهلاوي" بلافتة "بلد البالة مجبتش رجالة"، بجانب إشعال الشماريخ في المدرجات، ولم يكن يعلم جماهير المارد الأحمر أن ما سيواجهونه في تلك الليلة هو أشنع رد على كلماتهم التي لم تصب شيئا إلا الرد على كلمات جماهير بورسعيد، ولم يفهم حكم اللقاء وقتها فهيم عمر ذلك.

بداية المذبحة

بدأ اللقاء، والكل على أهبة الاستعداد للتشجيع ومشاهدة مباراة في كرة القدم، لم يكن أحد يتصور أن تتحول تلك المباراة والمنافسة الشريفة داخل الملعب إلى معركة دامية يروح ضحيتها "72" شهيدا ما بين طفل ورجل وشاب، لم يكن يتخيل أحد أن هتاف الألتراس "يوم ما أبطل أشجع هكون ميت أكيد"، يتحول إلى حقيقة.

من جانبه، قال الناشط السياسي ممدوح حمزة، في تغريدة عبر "تويتر": "الذكرى الخامسة لأبشع جريمة ارتكبت في عهد حكم المجلس العسكري.. مذبحة بورسعيد"، مؤكدًا أن "شعب بورسعيد بريء، الجاني والمستفيد المسئول المجلس العسكري.

وطالب المصريين قائلًا: "أرجو من شعبنا ألا يعطي حبه وعواطفه إلا لمن يستحق، فالنتيجة الأهم من مذبحة بورسعيد أننا أمام عدو داخلي لا أخلاق ولا حدود لما يمكن أن يرتكبه من جرم لغرض تحقيق أهدافه، 72 شابا وطفلا تم قتلهم بوحشية".

وإلى الآن لم تعلن الحقيقة الكاملة للأحداث، ورغم تحدث الكثير إلا أن حادثة ملعب بورسعيد السوداء المعروفة إعلاميا باسم "مذبحة بورسعيد" لم يعرف فيها الظالم والمظلوم. 

.