نظرة موضوعية إلى جيشنا العظيم

- ‎فيمقالات

من حقك أن تسألني عن عنوان مقالي ولماذا أضيفت صفة العظمة على جيشنا، مع أنني ضد حكم العسكر الذي يحكم بلادنا، هل هي دبلوماسية أو مجاملة للجيش للتخفيف من حدة الخصومة!.

والإجابة لا هذا ولا ذاك، وأراهن أن هذا الكلام كان مفاجأة لحضرتك وتطلب مني تفسيرا له،  والإجابة أن الخلط بين حكم العسكر والجيش يدخل في دنيا العجائب، فالقوات المسلحة دعامة راسخة للدولة لا غنى عنها، على أن تقوم بواجبها في الدفاع عن بلدنا ضد أي عدوان، لكن المشكلة التي أوقعته في حرج أن السيسي قاده للسيطرة على حكم مصر، ولم يكتف بذلك، بل جعل سيطرة الجيش على كل مرافق البلد، فتجده في مختلف الأنشطة والمرافق، مثل العديد من المشروعات، وكذلك تراه في الزراعة والصناعة وغيرها، والشركات المدنية تعمل من الباطن تحت إمرته، وامتدت سيطرته إلى أجهزة الإعلام، والعديد من القنوات الفضائية، والصحف مملوكة حاليا لشركات مدنية تتبع الأجهزة السيادية أو المخابرات، وهذا ما أرفضه مع كل مصري وطني يحب بلاده.

والأمر الثاني الذي يجب أن نتوقف عنده طويلا يتلخص في أن جيشنا له ميزانية ضخمة لا نعلم عنها شيئا، وامتيازات هائلة، وإعفاءات ضريبية، يعني باختصار تجده دولة داخل دولة حتى إنه أصبح من حقه تعيين وزير الدفاع بعيدًا عن مؤسسات الدولة.

وكل هذه الأمور أراها من الغرائب التي تدخل في دنيا العجائب، ولا تجدها في أي دولة متحضرة، وهي لن تزول إلا بانتهاء حكم العسكر ببلادي لأنها إفراز طبيعي له.

والأمر الثالث الذي أتوقف عنده هو الحرب التي يخوضها الجيش ضد الإرهاب في سيناء،  وحتى لا يصطاد أحد في الماء العكر، أقول إنني منحاز تماما لقواتنا المسلحة ضد الإرهابيين، لكنني أتساءل: لماذا لم يتم القضاء عليهم وتطهير سيناء منهم حتى هذه اللحظة برغم الإمكانيات الضخمة التي يملكها جيشنا!.

كما أنني أتوقف طويلا وأتأمل تلك البيانات العسكرية الصادرة التي تعلن عن مقتل كذا إرهابي!، وذلك باختصار شديد دون أن يعلن عن هويتهم وأسمائهم والقبائل والعائلات التي ينتمون إليها، وهذا يؤدي إلى شك وغموض لا داعي له.

وحتى نكسب تلك الحرب فلا بد من الحرص الشديد على حسن العلاقة بين الجيش وأبناء سيناء؛ لأن وجود توتر بين الطرفين سيصب في النهاية لمصلحة هؤلاء الذين نريد تطهير البلاد منهم.

هذه هي ملاحظاتي الثلاث الموضوعية على جيشنا العظيم.. فما رأيك؟